جريمتان بدافع واحد
تتلخص وقائع هذه القضية، أنه بتاريخ وقوع هذه الحادثة علم المدعو عماد المقيم في محله نهر عيشة من عدد من أبناء قريته المقيمين بنفس المحلّه أن صهره شادي قبض مبلغ /300000/ ل.س للسكوت عن فحشاء جرت في منزله عندما عاد لأمر طارىء الى منزله عند منتصف الليل، وكان قد أخبر زوجته بأنه سينام تلك الليلة في بلدته، وشاهد غطاء فوق شخص عكست المرآة شعر رأسه ونصف وجهه من الأعلى، وتبين أنه ابن جيرانهم، فبقي هادئاً واتصل بوالد زوجته وأبلغه بضرورة الحضور، فحضر مع آخرين وشاهدوا ابن الجوار عند ابنتهم، ولكنهم اتفقوا مع الزوج على السكوت مبدئياً من أجل «السترة» لاسيما وأن لزوجته بنتاً يجب الحفاظ على سمعتها، ومنحوه مبلغاً من المال لقاء هذه السترة وبذات الوقت، طلبوا منه طلاق ابنتهم التي ذهبت مع ذويها..
ثم انتشرت الشائعات في البلدة عن علاقة ابن الجوار بابنتهم التي طلقها زوجها، وسمع بالأمر شقيق الزوجة الذي توجه أولاً الى صهره يسأله عن حقيقة الأمر فأجابه الأخير بأنه فعلاً فاجأ شقيقته مع ابن الجوار في غرفة نومه وأنه يحتفظ لغاية الآن بأغراض ابن الجوار التي كانت بالغرفة وهي جاكيت ومفتاح دراجة نارية وغيار داخلي. وعندئذ عاد شقيق الزوجة الى قريته، حيث التقى بشقيقته التي لم تخفِ الأمر عنه حين سألها، فعاد المذكور الى منزله بدمشق، بعد أن عزم على قتلها وقتل شريكها، وذهب صباحاً الى مقر عمله في السويداء، وعقب عودته وعند الساعة الثالثة بعد الظهر تماماً، أخذ سيارة عمه (البيك آب سكودا) وجهز المسدس (نوع برننغ عيار 9ملم) ولقمه ووضعه بجانبه، وذهب يبحث أولاً عن ابن الجوار عماد، وبقي يتجول في المدينة باحثاً عنه، حتى شاهده في حوالي الساعة العاشرة مساء راكباً دراجته النارية وخلفه شخص آخر.
فتوجه عماد بالسيارة نحوه، وعندما رآه عماد ترك الدراجة وركض هارباً، فنزل شقيق الزوجة من السيارة ومن بعد أمتار قليلة أطلق طلقتين من مسدسه أصابتا المغدور في ظهره، وعندما ركض المصاب وهو في الرمق الأخير ودخل الى محل لبيع الخضار، لحق به شقيق الزوجة الذي بادر الى إطلاق طلقتين أيضاً على رأس المغدور الذي كان ملقى على الأرض، ثم خرج من المحل، واستقل سيارة قاصداً قريته، وحين وصوله الى المنزل شاهد والدته، فأخرجها من الغرفة، وانفرد بشقيقته حيث سألها مجدداً عن علاقتها غير المشروعة بابن الجوار، فعادت للاعتراف بحقيقة هذه العلاقة، وبأن المذكور كان قد وعدها بالزواج بعد طلاقها من زوجها، وعندئذ عاجلها شقيقها بثلاث طلقات بذات المسدس في رأسها، ثم ذهب من تلقاء نفسه وسلم نفسه للضابطة العدلية، واعترف في جميع مراحل التحقيق الأولية والقضائية بكل ما ورد في سياق هذه الوقائع..
وأمام هيئة المحكمة تقدم وكيل المتهم بمذكرة دفاع نوّه فيها باعتراف المتهم بارتكاب الجرم المسند إليه بدافع شريف، وأنه لم يكن يقصد ارتكاب هذا الجرم لولا ثورة الغضب التي سيطرت عليه بعد انتشار الفضيحة، وهو الأمر الذي أشار إليه الشهود، والتمس وكيل المتهم من حيث النتيجة الرأفة بالمتهم، والحكم عليه بالعقوبة الدنيا والأخذ بالأسباب المخففة التقديرية وجميع الأعذار، لاسيما وأن المتهم اعترف بجرمه بكافة مراحل التحقيق، فضلاً عن كونه من ذوي السمعة الحسنة وبناء عليه أصدرت محكمة الجنايات الثانية بدمشق مؤخراً القرار رقم 104 في الدعوى أساس 138 لعام 2009 المتضمن بالاتفاق:
تجريم المتهم تولد 1984 بجناية القتل القصد لشخصين بدافع شريف المنصوص عنه بالمادتين 534 و192 من قانون العقوبات العام ووضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤبدة.
ونظراً لوجود الدافع الشريف، وعملاً بأحكام المادة 192 من قانون العقوبات العام تخفيض العقوبة الى الاعتقال المؤقت مدة خمسة عشر عاماً.
وللأسباب المخففة التقديرية المستمدة من اعتراف المتهم في جميع مراحل التحقيق في هذه القضية وإعلان ندمه وإسقاط الحق الشخصي عنه تخفيض العقوبة الى النصف بحيث تصبح وضعه في سجن الاعتقال المؤقت مدة سبع سنوات ونصف تحتسب منها مدة التوقيف مع حجر المتهم وتجريده مدنياً وعفوه من تدبير منع الإقامة لعدم وجود محذور.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد