تصفية قيادي في «جيش الإسلام»
انقسمت التشكيلات العسكرية المعارضة في الغوطة الشرقية حول رؤيتها لمجريات معركة المليحة. خلاف ما لبث أن تحوّل إلى صراع أدى الى اغتيال عدنان خبية، أحد أهم قادة «جيش الإسلام»، إذ عقب تقدم الجيش السوري في المليحة، برز تقديران عند المعارضة؛ الأول تبنّاه كلّ من «جبهة النصرة» و«الجيش الحر»، وهو القائل بضرورة الرضوخ للأمر الواقع والانسحاب من المليحة، حيث تعطى الأولوية لتحصين الدفاعات في مدينة زبدين، منعاً لتقدم الجيش نحو عمق الغوطة الشرقية، بينما يتبنّى الطرح الآخر الزجّ بكل قوى المعارضة في معركة المليحة، لما لها من مركزية بالغة في جبهة الغوطة الشرقية.
التيار الآخر تتبناه قيادات «كتائب» محلية، وعلى رأسها «جيش الإسلام» و«لواء شهداء دوما»، التي ترى في سقوط المليحة سقوطاً متتالياً، يبدأ في كفربطنا ولن يتوقف قبل سقوط دوما، البوابة الشمالية للغوطة. احتدم الخلاف بين التيارين أول من أمس، بعد اغتيال أبو عمار خبية، «قائد سرية القيادة» في «لواء شهداء دوما»، وأحد الداعين الرئيسيين إلى الشراسة في القتال داخل المليحة.
جاء اغتيال «اليهودي»، كما تطلق باقي الفصائل عليه، في ظروف غامضة أول من أمس داخل مدينة دوما، عندما أقدمت مجموعة مجهولة على استهدافه بثلاث طلقات، استقرت واحدة منها في عنقه، ليتلقّى بذلك القائد الأول لـ«جيش الإسلام» زهران علوش ضربة قاسية. وسرعان ما وجّه التنظيم أصابع الاتهام إلى كل من «النصرة» و«الحر» في اغتيال خبية.
ويعدّ أبو عمار خبية أول الداعين إلى حمل السلاح في دوما. وبعد انتشار السلاح في المدينة، استثمر علاقات عائلته الجيدة مع عائلة علوش الدومانية ليتقرّب من الرمز الأبرز في دوما زهران علوش، وليتولى بعدها مناصب قيادية في تنظيمات الغوطة الشرقية. ويعدّ «لواء شهداء دوما» من الأطراف الأساسية المقاتلة في الغوطة الشرقية، ويعمل هذا التنظيم في إرسال ما يشبه القوات الخاصة نحو مناطق القتال الساخنة في الغوطتين.
وبرز اسم خبية عام 2012 عند إعدامه 36 مجنداً سورياً عند حاجز الراية في دوما. ثم عاد ظهور اسمه العام الماضي عندما أعدم 9 شبان مسلحين، على خلفية اتهامهم بالتعامل مع الدولة السورية.
وخلال تشييع خبية في دوما ظهر أمس، اتهم أبو صبحي طه، أحد قادة «جيش الإسلام»، من «نفّذوا عملية الاغتيال بأنهم خرق أحدثه النظام في صفوفنا. فهذه المدينة التي قاومت بالحجر وحملت السلاح، لا يصح أن تقدم هذه النماذج اليوم». وانتقد طه عدم وحدة الصف المعارض داخل دوما، معلناً أن هناك فرصة «يومين اثنين، فإن لم يكن هناك وحدة، فأنا أول الخارجين إلى المنزل». وأعلن، أيضاً، رئيس «مجلس الشورى» في الغوطة الشرقية، الشيخ أبو نعمان دلوان، «تبرّؤه الديني» من كل مشارك في العملية، متسائلاً: «كنا دماً واحداً وعدوّنا معروف ومشترك، فما الذي جرى؟».
أحمد حسان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد