تداعيات صواريخ حزب الله في إسرائيل

قتل جنديان إسرائيليان وأصيب 14 آخرون في مواجهات مع المقاومة في الجنوب، فيما قضت ثلاث نساء بصواريخ حزب الله في شمالي الدولة العبرية، في وقت اقر وزير البنية التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعيزر بأن اسرائيل ذهلت من النفس الطويل الذي يتمتع به الحزب وعدم قدرة الجيش على إخضاعه.
واعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن مقتل جندي واصابة آخر من سلاح الهندسة بجروح طفيفة عند سقوط قذيفة بالقرب من آليتهما في قطاع الطيبة فيما قال مصدر عسكري إسرائيلي إن جندياً قتل وأصيب 12 آخرون، جروح اثنين منهم خطيرة، في اشتباكات عنيفة مع مقاتلي حزب الله في عيتا الشعب.
من جهته، قال مصدر عسكري إسرائيلي ان جنديا اصيب بجروح خطيرة، جراء سقوط صاروخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية للعدو عند الحدود.
وقال قائد المنطقة الشمالية الجنرال عودي آدم اعتقد اننا اصبنا عددا من الاماكن، مواقع اطلاق الصواريخ البعيدة المدى مضيفا لقد اصبنا اكثر من 50 في المئة من ترسانتهم. لقد اصبنا اقل من 50 في المئة من ترسانة الصواريخ القصيرة المدى. وكانت اسرائيل اعلنت في الاسبوع الاول من العدوان انه دمرت حوالى 70 في المئة من القدرات الصاروخية للحزب.
غير ان تصريحات آدم لم تمنع حزب الله من ان يطلق 170 صاروخا على شمالي اسرائيل امس، ما ادى الى مقتل امرأة وابنتيها في قرية عرب العرامشة.
واصيب 12 شخصا، بينهم ستة بعد سقوط 11 صاروخا على الضاحية الشمالية لحيفا. واستهدفت الصواريخ ايضا صفد والمغار وطبرية ونهاريا ومعالوت وشلومي ورأس الناقورة وعكا وكريات شمونة وكريات يام وكريات بياليك، كما دوت صفارات الانذار في عكا وكرمئيل في الجليل.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن ست دفعات من الصواريخ اطلقها حزب الله من منطقة وادي السلوقي وقبريخا ومجدل سلم في جنوب لبنان، باتجاه هضبة الجولان المحتلة لكنها سقطت في الأراضي السورية. واعتبر المصدر ان سقوط الصواريخ في أراض سورية يأتي ضمن محاولات حزب الله جر سوريا إلى المواجهة الإسرائيلية اللبنانية.
وقال مصدر في الجيش الاسرائيلي ان اكثر من ثلاثة آلاف صاروخ سقطت على شمالي الدولة العبرية منذ بدء العدوان.
وشكلت مستوطنات الضفة الغربية ملاذا آمنا لمئات الاسرائيليين الفارين من الشمال. ووفرت بلدية مستوطنة عفرات التي يسكنها سبعة الاف مستوطن وتقع بالقرب من بيت لحم، الملجأ للفارين. وقالت نعومي دفوراه لقد أتينا الى هنا لبضعة ايام ولكن ما زلنا هنا حتى بعد ثلاثة اسابيع.
هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بتصفية الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وقال اولمرت لصحيفة فيلت ام تسونتاغ الالمانية ان قواعد السلوك الطبيعية الواجبة في نزاع مع عدو لا تنطبق على النزاع مع حزب الله. اضاف ان نصر الله ليس قائد دولة معترفا به. انه على رأس منظمة ارهابية.
وردا على الانتقادات الاوروبية للعدوان الاسرائيلي على لبنان، رأى اولمرت انها تعبر عن افكار مسبقة وادراك خاطئ للواقع. وتساءل من اين لهم الحق في توجيه اللوم الى اسرائيل؟ مستشهدا بالغارات الجوية التي شنها حلف شمالي الاطلسي خلال حرب كوسوفو في العام .1999 وقال ان: الدول الاوروبية... قتلت عشرة آلاف مدني ولم يكن أي من هذه الدول تعرض قبل ذلك لاي صاروخ.
من جهته قال بن اليعيزر، وهو وزير دفاع سابق ووزير البنى التحتية الحالي، وعضو في الطاقم الأمني السياسي المصغر، أن إسرائيل ذهلت من عدم قدرة الجيش على إخضاع حزب الله بسرعة وسلاسة وبشكل قاطع مضيفا لم يعتقد أي واحد في الحكومة أن ذلك سيستمر كل هذا الوقت، وأن يكون لحزب الله نفس طويل بهذا الشكل. في الحقيقة كنا نعرف عن كمية السلاح الكبيرة التي بيد حزب الله، ولكننا اعتقدنا أن ضربة لبيروت ستحل المشكلة.
وكان بن اليعيزر قد دعا، في بداية العدوان، إلى توغل بري في لبنان، وقال امس أن اعتقاده زاد قوة. لا مهرب من احتلال بري، ويجب احتلال منطقة بمسافة أبعد بكثير من نهر الليطاني.
اما وزير الثقافة والرياضة الاسرائيلي عوفير بينيس، فاعرب عن معارضته توسيع نطاق العدوان وصولا الى الليطاني. وقال ان الحكومة لم تتخذ قرارا بشن حملة مشابهة وانا اعترض عليها لانها تتطلب مشاركة قوات برية ضخمة في المعركة وهو ما ارفضه لان الامر سيكون له انعكاسات استراتيجية من الافضل تجنبها مضيفا : في موازاة العمليات العسكرية هناك جهود سياسية جارية، ونأمل التمكن من فرض واقع جديد في لبنان... كل السيناريوهات محتملة

المصدر: وكالات