تحذيرات روسية إيرانية سورية من الخيار العسكري واللجنة الدولية تبدأ تحقيقاتها في «كيميائي» الغوطة
يبدأ المحققون الدوليون بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا زيارة إلى الغوطة في ريف دمشق اليوم، لإجراء تحقيق في اتهام «الائتلاف السوري» المعارض للقوات السورية باستخدام أسلحة كيميائية في المنطقة، وذلك بعد أن أعطت الحكومة السورية، أمس، موافقتها على زيارة المفتشين الى الغوطة، في ظل حركة اتصالات دولية ضاغطة حول خيارات الرد على هذا الهجوم، فيما حذرت دمشق وموسكو وطهران من أي مغامرة عسكرية تستهدف سوريا، وأن هذا الأمر قد يؤدي إلى إشعال المنطقة.
وأعلنت الأمم المتحدة، في بيان أمس، أن خبراءها سيباشرون منذ اليوم التحقيق في التقارير حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق.
وذكرت أن «البعثة تستعد للقيام بأنشطة تحقيق في الموقع اعتباراً من الاثنين 26 آب» الحالي. وأوضحت إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «أعطى تعليمات للبعثة التي يقودها الدكتور (آكي) سلستروم والموجودة حاليا في دمشق بتركيز اهتمامها على تحديد الوقائع بشأن الحادث الذي وقع في 21 آب وإعطائه الأولوية المطلقة».
وتابع البيان أن بان كي مون «يشير إلى أن الحكومة السورية تؤكد أنها ستقدم التعاون الضروري، بما في ذلك احترام وقف الأعمال الحربية في المواقع المرتبطة بالحادث». وأضاف أن «بان كي مون يكرر مطالبته كل الأطراف تحمل مسؤولية متساوية في التعاون من اجل قيام اللجنة بعملها بشكل فعال وأن تؤمن هذه الأطراف المعلومات المطلوبة» منها.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله «تم الاتفاق اليوم (أمس) في دمشق بين حكومة الجمهورية العربية السورية والأمم المتحدة على تفاهم مشترك يدخل حيز التنفيذ على الفور حول السماح لفريق الأمم المتحدة برئاسة البروفسور آكي سلستروم بالتحقيق في ادّعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية» في ريف دمشق.
وأوضح أن الاتفاق تم خلال اجتماع بين ممثلة الأمم المتحدة لقضايا نزع السلاح أنجيلا كين ووزير الخارجية وليد المعلم. وأشار إلى انه سيتم «التنسيق مع الحكومة السورية حول تاريخ وساعة زيارة الفريق للأماكن التي تم الاتفاق عليها».
وقال المصدر إن المعلم أكد خلال الاجتماع «استعداد سوريا للتعاون مع فريق المحققين لكشف كذب ادّعاءات المجموعات الإرهابية باستخدام القوات السورية للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية».
وكانت دمشق حذرت الولايات المتحدة من أي عمل عسكري ضدها، مؤكدة أن ذلك سيوجد «كتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط». وقال وزير الإعلام عمران الزعبي، في مقابلة مع قناة «الميادين» نشرتها «سانا»، «في حال حدوث أي تدخل عسكري خارجي أميركي فإن ذلك سيترك تداعيات خطيرة جداً، في مقدمتها فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته».
وحذرت موسكو من «خطأ مأساوي» يتمثل بعملية عسكرية محتملة في سوريا، داعية إلى العقلانية. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «من يتحدثون عن إمكان شن عملية عسكرية في سوريا، عبر محاولتهم مسبقاً فرض نتائج التحقيق على خبراء الأمم المتحدة، إلى التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأساوي». وحذر لوكاشيفيتش من تكرار «أخطاء الماضي». وقال «كل ذلك لا يمكن إلا أن يذكرنا بما حدث قبل عشرة أعوام، حين قامت الولايات المتحدة، متجاوزة الأمم المتحدة، بمغامرة يعلم الجميع بنتائجها اليوم بذريعة معلومات كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق». وأضاف «على شركائنا الأميركيين والأوروبيين أن يدركوا تماماً التداعيات الكارثية لهذه السياسة على المنطقة والعالم العربي وفي شكل اعم العالم الإسلامي».
ودعا المسؤول الروسي المعارضة السورية إلى السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق في المزاعم حول استخدام أسلحة كيميائية في ريف دمشق «في شكل آمن تماماً، وعدم ممارسة استفزازات مسلحة ضدها على غرار ما حصل مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة في الصيف الماضي».
وحذرت طهران أيضاً من «تداعيات شديدة على البيت الأبيض» إذا تجاوزت واشنطن «الخط الأحمر» في سوريا. وقال نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري «أميركا تعرف حدود الخط الأحمر للجبهة السورية، وأي تجاوز للخط الأحمر السوري ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة للبيت الأبيض».
وأضاف جزائري إن «الحرب الإرهابية الحالية في سوريا دبرت في الولايات المتحدة والدول الرجعية بالمنطقة ضد جبهة المقاومة، وبرغم ذلك حققت الحكومة والشعب السوري نجاحات كبيرة». وتابع إن «الذين يصبون الزيت على النار، لن يفلتوا من انتقام الشعوب».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعلن، في اتصال هاتفي مع نظيرته الإيطالية إيما بونينو أمس الأول، «نحن على اتصال وثيق بالحكومة السورية، وأكدت لنا أنها لم تستخدم قط مثل هذه الأسلحة غير الإنسانية، وستتعاون بشكل كامل مع خبراء الأمم المتحدة في زيارة الأماكن التي تأثرت». وأضاف «يجب على المجتمع الدولي أن يبدي رداً جاداً على استخدام الإرهابيين في سوريا أسلحة كيميائية ويدين هذه الخطوة».
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني تحدث عن استخدام «عناصر كيميائية» في سوريا. وقال إن «الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الأشخاص الأبرياء بسبب عناصر كيميائية أمر مؤلم جداً»، مضيفاً إن إيران «تدين بشدة استخدام أسلحة كيميائية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي «هناك أدلة على أن المجموعات الإرهابية قامت بهذا العمل». واعتبر أن «تزامن هذه الاتهامات مع وجود خبراء الامم المتحدة في دمشق يظهر ان هناك محاولة لاتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية وإطالة أمد النزاع».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد