تبادل الأسرى: تفاصيل الصفقة غداً والتنفيذ الأربعاء أو الخميس
غدت الصورة النهائية لتبادل الأسرى أكثر وضوحا من أي وقت مضى، بحيث سيتم الإعلان رسميا في إسرائيل يوم غد الأحد عن تفاصيل الصفقة، ما يسمح لمن يريد الاعتراض أمام المحكمة، بالقيام بذلك. وفور عودة رئيس الوزراء إيهود أولمرت من قمة »الاتحاد من اجل المتوسط« التي تستضيفها باريس يومي الأحد والاثنين، ستعقد جلسة خاصة للحكومة للمصادقة النهائية على التبادل. وإذا لم يطرأ أي تغيير، سيتم التبادل يوم الأربعاء أو الخميس المقبل على الحدود مع لبنان في الناقورة.
ومن المقرر أن يتسلم اليوم المسؤول عن ملف الأسرى في إسرائيل عوفر ديكل من الوسيط الألماني غيرهارد كونراد تقرير »حزب الله« عن مساعيه لمعرفة مصير الملاح الجوي رون أراد. وسيعكف ديكل على دراسة التقرير، تمهيدا لعرضه في جلسة الحكومة يوم الثلاثاء امام كل من أولمرت ورئيسي »الموساد« مئير داغان و»الشاباك« يوفال ديسكين والمسؤول عن ملف أراد الجنرال إيلان بيران.
وبرغم أنه سيكون مطلوبا من القادة الأمنيين الثلاثة ومن قيادة الجيش والاستخبارات العسكرية، تقديم رأي مهني بهذا الشأن، إلا أن الدلائل تشير إلى أن هذا الرأي لن يغير من واقع المصادقة المفترضة على الصفقة. ومن غير المؤكد ما إذا كان التقرير يحتوي على تفاصيل طلبتها إسرائيل حول مساعي »حزب الله«، وبينها أسماء من تم التحقيق معهم والتواريخ التي أجريت فيها التحقيقات والأسئلة التي عرضت.
وشكل التقرير حول رون أراد حجر الرحى في مداولات مطولة بين الطرفين عبر الوسيط الألماني، بسبب رغبة حكومة أولمرت في اثبات أنها بذلت أقصى جهدها من أجل معرفة مصيره، والأهم الإيحاء بأنها لم تتخل عن »التعهد السلطوي« الذي منحه رئيس الوزراء السابق أرييل شارون قبل أربع سنوات لعائلة أراد، بخصوص عدم الإفراج عن سمير القنطار إلا في مقابل معلومات حول ابنها.
غير ان ابنة أراد، يوفال، شددت في حديث للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي على انه »لا يمكن إعلان وفاة احدهم، فقط لان لا معلومات« حوله، مضيفة ان »كل ما قيل لي هو أنهم لا يزالون يبحثون« عن مصيره.
وكان قد أعلن أن الحكومة الإسرائيلية ستجتمع الثلاثاء فور عودة أولمرت من باريس، للمصادقة على الصفقة. وأكد معظم الوزراء أنهم سيؤيدون الصفقة، بصرف النظر عن موقف الجهات الأمنية من تقرير أراد، وذلك من أجل عدم المساس أكثر بعائلتي الجنديين الأسيرين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف.
وأشار أولمرت الأسبوع الفائت إلى تقرير »حزب الله«، موضحا أنه »وفق قراءة سطحية للوسيط، فإن هذا التقرير أكثر تفصيلية من التقارير السابقة، ولكنه لا يقدم إجابة قاطعة«.
من جهته، نقل المراسل العسكري لصحيفة »معاريف« عمير ربابورات عن مصادر أمنية أن صفقة التبادل ستنفذ في ١٦ تموز أو في اليوم التالي. واتهمت هذه المصادر المقربين من أولمرت، بأنهم يستغلون الصفقة لصرف الأنظار عن الاستجواب المضاد لرجل الأعمال اليهودي الأميركي موريس تالينسكي، والذي سيتم في ١٧ من الشهر الحالي.
ووجهت شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، تعليمات لجميع الجهات ذات الصلة بوجوب إتمام الاستعدادات لتنفيذ الصفقة ما بين ١٣ و١٦ من تموز، بعدما رفضت تنفيذها في ١٢ من الشهر الحالي لتوافقه مع ذكرى »حرب لبنان الثانية«. وتعاظمت التقديرات في الجيش بأن تنفذ عملية التبادل في ١٦ تموز، برغم المعرفة بأن موعد التنفيذ لم يتقرر بعد. ويعتبر ١٦ تموز موعدا مناسبا، من أجل تمكين رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي من حضور مراسم التبادل، لأنه سيسافر بعدها في زيارة رسمية الى الولايات المتحدة.
ويستعد الجيش لاحتمال أن يكون الجنديان الأسيران أو أحدهما على قيد الحياة، وإن كان يرى أن ذلك احتمال ضعيف جدا. واستعد الجيش لإجراء عملية فحص »دي أن إي« عاجلة لجثماني الجنديين في معبر الناقورة الحدودي، كما استعد لوضع جثامين ١٩٩ شهيدا في توابيت داخل شاحنات تبريد لتكون جاهزة للتسليم.
ومن المقرر أن يتم الإعلان رسميا غدا الأحد وقبل اجتماع الحكومة الثلاثاء، عن احتمال الإفراج الوشيك عن سمير القنطار وأربعة من مقاتلي »حزب الله«. ويرمي هذا الإعلان إلى تمكين كل من يريد الالتماس للمحكمة العليا ضد هذا الإفراج، للقيام بذلك وفق ترتيب أقرته المحكمة العليا في الماضي.
ويعتبر التبادل يوم الأربعاء أو الخميس، إذا تم في الموعد المقرر، المرحلة الثالثة من الصفقة التي سيليها خلال شهر الإفراج عن عدد غير محدد من الاسرى الفلسطينيين تردد أنه يتراوح ما بين ١٠ و.٢٠ وبحسب ترتيبات التبادل في مقر القوات الدولية في الناقورة وعبر الصليب الأحمر الدولي، ستسلم إسرائيل جثامين الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين وبعدها يسلم »حزب الله« غولدفاسر وريغيف. وحينها فقط سيتضح ما إذا كانا أو كان أحدهما على قيد الحياة. وبعد فحص الاثنين أو جثتيهما، تقوم إسرائيل بتسليم القنطار ورفاقه الأربعة.
من جهته، كتب المراسل السياسي لصحيفة »يديعوت أحرونوت« شمعون شيفر أن إسرائيل ستستلم إلى جانب تقرير أراد، معلومات نادرة عن الملاح الجوي. ونقل عن مصدر مقرب من أولمرت أن »حزب الله« سيسلم إسرائيل رسائل كان قد كتبها أراد إلى أفراد عائلته ولم تصل إليهم. وجميع هذه الرسائل هي بخط أراد وموجهة الى زوجته تامي وكتبت في العام .١٩٨٨ وأشار شيفر إلى أن رسالة من هذا النوع وصلت الى إسرائيل من »حزب الله« قبل شهور، يعرب فيها أراد عن حبه الشديد لزوجته.
ويحاول تقرير »حزب الله« الحديث عما حدث لأراد بعد اختفائه من المكان الذي كان محتجزا فيه في العام ١٩٨٨ في النبي شيت. وخلاصة التقرير أن أراد قتل أثناء محاولته الفرار من سجنه، أو أنه قتل على أيدي حراسه، والمهم أنه ليس لدى »حزب الله« ما يؤكد ذلك وبالتالي فإنه لم يعثر على قبر.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد