بوتين وأوباما:لقاء التوتر والتوافق والأسد:ما يحصل في لبنان والعراق تداعيات للوضع السوري
أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، بعد اجتماع متوتر بينهما في ايرلندا الشمالية أمس، أن خلافاتهما لا تزال قائمة بشأن سوريا، لكنهما في الوقت ذاته أكدا توافقهما على مواصلة العمل لعقد مؤتمر «جنيف 2» من أجل وقف العنف.
ورأى الرئيس السوري بشار الأسد أن «ما يحصل في العراق وقبله في لبنان هو تداعيات ما يحصل في سوريا، وهذا سيمتد بشكل طبيعي»، فيما كشف مصدر خليجي لوكالة «رويترز» أن السعودية بدأت في إمداد المسلحين بصواريخ مضادة للطائرات «على نطاق صغير» منذ حوالي الشهرين، مشيرا إلى أن معظمها جاء من موردين في فرنسا وبلجيكا، وان فرنسا دفعت تكاليف نقل الأسلحة إلى المنطقة. وقالت مصادر في المعارضة في حلب إن الرياض زودت المقاتلين في حلب بأكثر من 50 صاروخا مضادا للدبابات روسي الصنع من طراز «كونكورس» خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال بوتين، الذي بدا متجهماً وكان مطرقاً برأسه معظم الوقت وهو واقف بجوار أوباما، «مواقفنا غير متطابقة تماما لكن توحدنا نيتنا المشتركة لإنهاء العنف ومنع زيادة عدد الضحايا في سوريا وحل المشكلات بالطرق السلمية ومن بينها محادثات جنيف». وأضاف «اتفقنا على دفع عملية محادثات السلام وتشجيع الطرفين على الجلوس حول طاولة المفاوضات وتنظيم المحادثات في جنيف».
واقر أوباما، في اجتماع وصفته وكالات الانباء بأنه «متوتر»، لمدة ساعتين مع بوتين بعد إعلان الرئيس الأميركي قبل أيام موافقته على تسليح المعارضين، أن لديهما «رؤيتين مختلفتين بشأن المشكلة، لكننا متفقان على ضرورة خفض العنف في سوريا وتأمين الأسلحة الكيميائية وضمان عدم استخدامها أو تكاثرها». وقال «نريد أن نحاول حل القضية عبر الطرق السياسية إذا أمكن». وأعلن انه وبوتين طلبا من معاونيهما العمل لعقد مؤتمر في جنيف للسلام في سوريا.
وأعلن بوتين واوباما، في بيان مشترك، أنهما اتفقا على عقد قمة روسية - أميركية في موسكو في 3 و4 أيلول المقبل، أي قبل قمة مجموعة العشرين المقررة في 5 و6 أيلول في سانت بطرسبرغ في روسيا.
وكان عدد من قادة مجموعة الثماني قد استغلوا القمة لمهاجمة بوتين. واستبعد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن يستطيع القادة تغيير موقف بوتين. وانتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تسليم روسيا أسلحة لدمشق، معتبرا انه يجب «ألا نأمل كثيرا» في إحراز تقدم في الملف السوري خلال القمة مجموعة الثماني.
وأعرب الأسد، في مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ» الألمانية نشرت أمس، عن أمله بأن يكون مؤتمر جنيف محطة مهمة لدفع الحوار في سوريا، وان ينجح هذا المؤتمر في منع تهريب السلاح والإرهابيين إلى سوريا، مؤكدا أن سوريا ستقضي على الإرهابيين على أرضها. وقال «في بداية الأزمة قلت إن التدخل في سوريا، ولو بشكل غير مباشر هو كاللعب بفالق الزلزال، سيؤدي إلى ارتجاج المنطقة كلها... لو نظرنا إلى الواقع، سنرى أن ما يحصل في العراق وقبله في لبنان هو تداعيات ما يحصل في سوريا، وهذا سيمتد بشكل طبيعي».
وحذر من أن عملية تسليح فرنسا وبريطانيا ودول أخرى للمعارضة «ستدمر سوريا أكثر، ومن سيدفع الثمن الأكبر هو الشعب السوري»، وان «الإرهاب سيرتد على الدول الأوروبية... ليس لهم أي مخرج آخر، أو أن يضطروا للتعاون مع الدولة السورية ولو لم تعجبهم».
كما تحدث عن معركة القصير ومشاركة «حزب الله» فيها، موضحا أن «الإعلام الآن يحاول أن يصور أن حزب الله كان يقاتل، والجيش السوري هو جيش ضعيف لا يحقق أي انتصار»، مشيرا إلى أن تدخل الحزب جاء بعد أن «بدأ الإرهابيون يضربون القرى الموالية لحزب الله على الحدود، فكان لا بد من تدخل حزب الله مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد