بعد استقالة حالوتس أفق أولمرت السياسي ملبد بالغيوم
وجهت استقالة رئيس اركان القوات المسلحة الاسرائيلية بسبب الفشل في تحقيق النصر في حرب لبنان التي اندلعت في الصيف الماضي ضربة جديدة يوم الاربعاء الى رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي أضعفته بالفعل فضيحة سياسية.ووصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية قرار اللفتنانت جنرال دان حالوتس بالاستقالة بأنه زلزال وتساءلت ما اذا كانت ستؤدي الى استقالات اخرى وتطيح باولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس.
وقال اولمرت في بيان وصف فيه حالوتس بأنه واحد من "أعظم المحاربين" في اسرائيل دون ان يعقب على سلوكه في حرب لبنان "لم يوافق على طلبي بأن يعيد النظر (في قرار الاستقالة). انني أسف بشدة على استقالة رئيس الاركان."
واعلنت استقالة حالوتس الطيار المقاتل السابق بعد ساعات من اصدار المدعي العام الامر باجراء تحقيق جنائي في دور اولمرت في خصخصة ثاني اكبر بنك في اسرائيل في عام 2005 عندما كان وزيرا للمالية.
وقال المحلل السياسي هانان كريستال في راديو اسرائيل "التحقيق مع اولمرت واستقالة حالوتس بشأن حرب لبنان يمكن ان يهز اساس الحكومة."
وخلص استطلاع للرأى اجرته قناة التلفزيون الاسرائيلي العاشرة الى أن 69 في المئة من الاسرائيليين يريدون أن يحذو اولمرت حذو حالوتس ويستقيل. ودعا 85 في المئة الى استقالة بيرتس.
ونفى اولمرت ارتكاب أي أخطاء في صفقة بيع بنك ليئومي أو في قضية اخرى يبحثها الان المدعي العام الاسرائيلي في مزاعم بتعيين اصدقاء مقربين في هيئة تمولها الحكومة.
ومتاعب اولمرت يمكن ان تلقي بظلالها بشدة على جهود واشنطن الجديدة لتنشيط عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية وهي جهود تأمل في ان تدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صراعه على السلطة مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
وقال مشير المصري وهو نائب من حماس في غزة ان التحقيقات ضد اولمرت واستقالة حالوتس "تثبت ان الحكومة الصهيونية ضعيفة" ويجب ان تعطي دفعة للفلسطينيين "لمواصلة المقاومة والجهاد."
وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الجمعة الى ان شعبية اولمرت تدنت الى 14 في المئة وان حزب كديما الذي يتزعمه سيفقد ثلثي قوته في الكنيست اذا جرت انتخابات.
ومن المقرر ان تجري الانتخابات بعد ثلاث سنوات لكن الغيوم تتجمع بسرعة في الافق السياسي لاولمرت.وتبحث لجنة تحقيق عينتها الحكومة في الحرب غير الحاسمة التي شنتها اسرائيل ضد مقاتلي حزب الله اللبناني في أسلوب اولمرت وبيريتس خلال الحرب التي استمرت 34 يوما وانتهت بهدنة يوم 14 اغسطس اب.
ويتوقع ان ينشر التقرير المؤقت للجنة وينوجراد خلال اسابيع. واختار حالوتس (58 عاما) عدم الانتظار.
وقال حالوتس في خطاب الاستقالة انه بعد الاشراف على تحقيقات الجيش في الحرب حان الوقت لان "يتصرف بمسؤولية" وان يرحل. وقال مسؤول بالحكومة ان اولمرت "قبل على مضض" استقالة حالوتس.
وانتقدت تحقيقات داخلية كبار ضباط الجيش في اسرائيل بسبب التنظيم السيء لكنها لم تصل الى حد التوصية باقالة حالوتس.
ولم يتوقع كثيرون في اسرائيل ان يبقى في منصبه بعد الحرب التي فشلت فيها اسرائيل في وقف هجمات الصواريخ المستمرة من جانب حزب الله والتي اجبرت مليون اسرائيلي على تمضية الصيف الشديد الحرارة في المخابيء.
وكتب اليكس فيشمان مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت احرونوت "لم يحدث ابدا ان استقال رئيس للاركان في اسرائيل من منصبه بارادته الحرة بسبب الفشل في حرب."
وأدى الهجوم على المقاومة اللبنانية في شهري يوليو تموز واغسطس اب الى ابعادها عن الحدود الشمالية لاسرائيل لكنه فشل في استعادة جنديين اسرائيليين خطفا مما دفع كثير من الاسرائيليين الى المطالبة باقالة كبار ضباط الجيش.
وقتل نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و157 اسرائيليا معظمهم من الجنود في الحرب التي استمرت 34 يوما والتي اندلعت بعد ان خطف حزب الله اثنين من الجنود في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز.
وعين حالوتس في منصب رئيس الاركان في يونيو حزيران عام 2005 قبل فترة قصيرة من انسحاب اسرائيل من قطاع غزة. وسيظل حالوتس يمارس مهام منصبه لحين تعيين رئيس جديد للاركان. وقال راديو اسرائيل انه ينتظر ان يقدم بيريتس مرشحا لتولي المنصب الى الحكومة يوم الاحد القادم.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد