براميرتز : تم تحديد هوية الاشخاص المشتبه بهم في اغتيال الحريري
قال كبير محققي الامم المتحدة في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري إن المحققين حددوا هوية عدد من الاشخاص الذين ربما كانوا ضالعين في الحادث او على علم مسبق به.
وقال المدعي البلجيكي سيرجي براميرتز إن معلومات جديدة توافرت عن سيارة فان استخدمت لتفجير الموكب الذي قتل فيه الحريري و22 اخرين في بيروت في فبراير شباط 2005 وعن هواتف محمولة استخدمت لرصد تحركاته وعن الانشطة السياسية للحريري ساهمت جميعا في تحديد المشتبه بهم.وقال في تقرير رفعه الى مجلس الامن ان دور الحريري الذي اصبح منتقدا بارزا لسوريا في دعم قرار الامم المتحدة الصادر عام 2004 والذي يطالب بانسحاب سوريا والقوات الاجنبية الاخرى من لبنان هو الدافع على الارجح.
وقال براميرتز في ثامن تقرير يرفعه حتى الآن فريق التحقيق التابع للامم المتحدة انه منذ صدور التقرير السابق في مارس اذار تمكن المحققون من استيضاح نتائج تحقيقاتهم من خلال اختصار نحو 120 الف صفحة من الوثائق وتلخيصها في تقارير لا تزيد اجمالا عن 2400 صفحة.
وقال ان هذه الجهود "ساهمت في تحديد عدد من الاشخاص الذين ربما شاركوا بدافع مصلحة خاصة بشكل ما في الاعداد والتنفيذ للهجوم " على الحريري أو كانت لهم معرفة مسبقة به.
ولم يحدد براميرتز اي مشتبه به بالاسم في التقرير الذي اعرب ايضا عن القلق من ان الوضع الامني المتدهور في لبنان قد يعيق استمرار تحقيق الامم المتحدة الذي سيرفع في نهاية المطاف الى المحكمة التي وافق على تشكيلها مجلس الامن الدولي في مايو ايار.
وقال التقرير ان العربة الفان طراز ميتسوبيشي كانتر والتي يعتقد ان الانتحاري فجر فيها نحو 1800 كيلوجرام من المتفجرات سرقت من مدينة كانجاوا اليابانية في اكتوبر تشرين الاول 2004 ثم شحنت الى دولة الامارات العربية المتحدة.
وارسلت من هناك في ديسمبر كانون الاول الى معرض سيارات بالقرب من مدينة طرابلس في شمال لبنان وتم بيعها. وقال براميرتز ان فريق الامم المتحدة "حصل مؤخرا على معلومات بخصوص بيع العربة لافراد ربما شاركوا في الاعداد النهائي للعربة للهجوم."وقال التقرير ان التحقيق خلص ايضا الى ان اشخاصا استخدموا ستة من شرائح الهواتف المحمولة للتجسس على الحريري قبل قتله قد "لعبوا دورا هاما في التخطيط وتنفيذ الهجوم نفسه."
وأضاف "حددت لجنة (التحقيق) مصدر شرائح الهواتف المحمولة وتضع التفاصيل النهائية لتصورها للملابسات المحيطة ببيع الشرائح وعدد من اجهزة الهاتف للافراد الذين استخدموها."
وقال فريق الامم المتحدة الذي قال بالفعل ان قتل الحريري له اهداف سياسية انه يركز حاليا على دور الحريري كمؤيد لقرار مجلس الامن رقم 1559 الذي طالب بانسحاب القوات الاجنبية من لبنان وحل الميليشيات هناك.وقال التقرير "في حين تحتاج بعض الاحداث المحيطة بتبني القرار 1559 الى المزيد من التحقيقات فان اللجنة تفترض ان هذه الاحداث لعبت دورا مهما في تهيئة الاجواء التي افرزت الدوافع لاغتيال رفيق الحريري."ولم يكشف التقرير عن معلومات جديدة عن المهاجم الانتحاري غير المعروف هويته.
لكنه اكد ان منفذ الهجوم ليس الفلسطيني احمد ابو عدس المقيم في لبنان والذي ظهر في شريط فيديو يعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم.وقال براميرتز ان ما يصفه بالتوقعات الامنية القاتمة في لبنان كان لها "تأثيرات سلبية عديدة" على فريقه وقد تقيد قدرته في التحقيق وتكمم افواه الشهود وتعيق الاستعانة بأفراد للعمل مع الفريق.
وقال براميرتز الذي يحقق ايضا ولكن بمستوى تركيز اقل في 17 من جرائم القتل السياسي الاخرى او الشروع في القتل في لبنان ان تعاون سوريا ما زال " مرضيا بصفة عامة".
ولم يكرر المدعي البلجيكي اتهامات سلفه الالماني ديتليف ميليس بان الحريري ما كان ليقتل بدون تواطؤ مسؤولين سوريين كبار كما ان علاقته مع دمشق كانت افضل.
ويعتبر براميرتز الذي ينتهي تفويضه الحالي في نهاية هذا العام مرشحا بارزا لخلافة السويسرية كارلا ديل بونتي في منصب كبير ممثلي الادعاء بالمحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها وتنظر في جرائم الحرب التي ارتكبت في يوغوسلافيا السابقة.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد