بداية البدايات هنا في جامعة دمشق … الطلاب قادوا النضال السياسي والقومي والوطني
في سورية، في الشام، في دمشق، كانت ولم تزل بداية البدايات، في كل الأشياء والمسميات والوقائع والحضارات والعمارة والفن والغناء والتعليم والجامعات والموسيقا والعراقة والأصالة… والقهر والنصر.
قصص وحكايا سورية قد نبدأ بها ولكنها لن تنتهي، لها بداية وليس لها نهاية، قديمة عريقة، أصيلة جبارة هي سورية، مر عليها أمم وشعوب، غزاة وفاتحون، فقراء وأغنياء، شعراء وأدباء ومفكرون وعلماء وطلاب علم… استقبلت دمشق بصدرها الرحب كل هؤلاء وأطعمتهم وأسكنتهم ورعتهم، منهم من أحبها وأخلص لها، ومنهم من خان العهد وأساء إليها.
وجامعة دمشق هي واحدة من بداية البدايات، ويرجع تأسيسُ نواتها الأولى إلى عام 1903، أو 1901 م من خلال المدرسة الطبية أو مكتب مدرسة الطب بفرعيه الطب البشري والصيدلة.
في عام 1913 افتتحت في بيروت، وكانت بيروت حينها جزءاً من سورية، مدرسة للحقوق كان معظم أساتذتها من العرب ولغة التدريس فيها اللغة العربية، ثم نقلت هذه المدرسة عام 1914 إلى دمشق، كما نقلت في عام 1915 مدرسة الطب إلى بيروت وأعيدت مدرسة الحقوق إلى بيروت في أواخر سني الحرب العالمية الأولى.
في شهر كانون الثاني من عام 1919 م، في زمن الحكومة العربية الأولى، تم افتتاح معهد الطب بدمشق وتلاه في شهر كانون الثاني من العام نفسه افتتاح مدرسة الحقوق، وكان مقرها الرئيسي في المبنى الذي تشغله حالياً وزارة السياحة، الواقع على ضفة نهر بردى إلى جانب التكية السليمانية، وفي مدرسة الحقوق تخرج أهم رجالات سورية والعرب، ومن الشخصيات البارزة التي درست في هذه المدرسة رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء الأسبق فارس الخوري.
وفي عام 1923 م سميت مدرسة الحقوق بمعهد الحقوق حين صدرَ القرار رقم 132 تاريخ 15 حزيران عن صبحي بركات، رئيس اتحاد الدولة السورية والذي يقضي في مادته الأولى: « أُنشِئتْ في دمشقَ باسم «الجامعة السورية» جامعةٌ تضمُّ المعاهدَ الآتية: معهد الحقوق، معهد الطب، المَجْمع العلمي العربي وأُلْحِقَ متحفُ دمشقَ أو دار الآثار بهذه الجامعة، ثم فصل في عام 1926 م المجمع العربي ودار الآثار عن الجامعة.
وفي عام 1928 أنشئت مدرسة الدروس الأدبية العليا وربطت إدارتها بالجامعة ثم أصبح اسمها عام 1929 مدرسة الآداب العليا التي أغلقها المستعمر الفرنسي عام 1935/1936.
خلال الفترة من عام 1926 م إلى عام 1932 م شهدت الجامعة السورية التوسع والتحديث في المناهج وأعداد الطلاب من العرب والسوريين، ولكن ماشهدته المنطقة آنذاك من ترد للأوضاع السياسية والاقتصادية أدى إلى تراجع أداء الجامعة.
بموجب القرار 3637 تاريخ 15 تشرين الأول عام 1931م والمرسوم رقم 1047 تاريخ 28 تشرين الثاني عام 1937م والمرسوم رقم 330 تاريخ 6 تموز عام 1941م تم تحديد دوام الطلاب في معهد الحقوق، وكيفية التقدم إلى الامتحانات، وبموجب المرسوم 110 تاريخ 1-2-1941م تم تحديد قبول الطلاب في معاهد الجامعة السورية.
اعترفت فرنسا عام 1934م بشهادة معهد الحقوق وأنها معادلة لشهادة الحقوق الفرنسية.
بدءاً من عام 1946م لم تبق الجامعة السورية مقتصرة على معهدي الطب والحقوق بل أحدثت فيها كليات ومعاهد عليا في اختصاصات أخرى وأصبحت مؤسسات التعليم العالي حتى العام 1958م، عام الوحدة بين مصر وسورية، وقيام الجمهورية العربية المتحدة كالآتي: معهد الطب، معهد الحقوق، كلية العلوم، كلية الآداب، المعهد العالي للمعلمين، كلية الهندسة بمدينة حلب، كلية الشريعة، معهد العلوم التجارية، وأصبح اسمها جامعة دمشق وهي كبرى الجامعات السورية وأولُ جامعة حكومية في الوطن العربي ورائدة التعريب أيضاً.
كما تم في عام 1946 م إنشاء مشفى الجامعة الذي لم يزل قائماً إلى وقتنا هذا ويمارس مهامه الإنسانية.
واستمرت الجامعة السورية تستقطب الطلاب العرب فتخرج فيها أغلبية جيل ذاك الزمن من سياسيين وأدباء ومفكرين.
في العام الدراسي 1947 – 1948 كان يتبع للجامعة السورية تسعة أقسام يبلغ عدد طلابها 2221 طالباً منهم 1937 من الذكور و284 من الإناث، موزعين على الشكل التالي:
1280 طالباً للحقوق، 321 طالباً للطب، 62 طالباً للصيدلة، 31 طالباً لطب الأسنان، 30 طالباً للقبالة والتمريض، 32 طالباً للهندسة، 194 طالباً للعلوم، 53 طالباً للآداب، 208 طلاب لمعهد المعلمين العالي، وهناك ثمانية معاهد ومدارس تابعة لها ويبلغ عدد طلابها 1221 طالباً منهم 1937 من الذكور و284 من الإناث.
وتخرج في الجامعة السورية في العام الدراسي 1946 – 1947، 231 طالباً، منهم 215 من الذكور، و16 من الإناث.
وفي الحديث بتفصيل أكثر عن عدد الطلاب في أقسام الجامعة السورية عام 1949 م كان قسم الطبيعيات يضم 194 طالباً، وقسم الاجتماعيات يضم 53 طالباً وقسم المعلمين يضم 208 طلاب.
استمرت جامعة دمشق إلى عام 1958 م باسم الجامعة السورية وبعد ذلك أصبحت جامعة دمشق، وأحدثت جامعة ثانية باسم «جامعة حلب» وبصدور اللائحة التنفيذية لهذا القانون في عام 1959 أصبحت جامعة دمشق تتألف من الكليات الآتية: كلية الآداب، كلية الحقوق، كلية التجارة، كلية العلوم، كلية الطب، كلية طب الأسنان، كلية الهندسة، كلية التربية، كلية الشريعة وبات من حقها أن تمنح شهادات في الدراسات العليا. لم يطرأ في عهد الانفصال تطور ملحوظ على الوضع الجامعي إلا في نطاق الأنظمة الجامعية فقد عدلت لتتلاءم مع الوضع الذي قام في البلاد.
بعد الحركة التصحيحية عام 1970 تم تقديم الدعم للكليات القائمة وإنشاء الأقسام الجديدة فيها واستكمال التخصصات الأخرى وإحداث المعاهد المتوسطة الملحقة بالكليات. وأصبحت جامعة دمشق تتكون من: كلية الآداب والعلوم الإنسانية، كلية الاقتصاد، كلية التربية، كلية الحقوق، كلية الزراعة، كلية الشريعة، كلية الصيدلة، كلية الطب، كلية طب الأسنان، كلية العلوم، كلية الفنون الجميلة، كلية الهندسة المدنية، كلية الهندسة المعمارية، كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، المعهد العالي للتنمية الإدارية، وحظيت معظم الكليات والمعاهد بمبان جديدة. وتم تشييد عدد من الوحدات السكنية للطلاب والطالبات في مدينة باسل الأسد الجامعية. كما تم تشييد بناء مستقل خصص سكناً للممرضات العاملات في المشافي الجامعية، وتم افتتاح عدد من دبلومات الدراسات العليا في اختصاصات مختلفة ودبلوم التأهيل، كما افتتحت درجة الماجستير في معظم الاختصاصات ودرجة الدكتوراه في بعض الاختصاصات.
عام 2001 تم افتتاح برامج التعليم المفتوح في الجامعات السورية وكان نصيب جامعة دمشق منها (قسم الإعلام، قسم الترجمة، قسم رياض الأطفال، قسم إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، قسم المحاسبة، قسم الدراسات القانونية، قسم معلم صف، قسم الدراسات الدولية والدبلوماسية، قسم دبلوم التأهيل التربوي).
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
أنشئت كلية الآداب في الجامعة السّوريّة سنة 1928م، وكانت سميت آنذاك المدرسة العليا للآداب، ثم ما لبثت قوات الانتداب الفرنسي أن أغلقتها سنة 1931م.
واستمر إغلاقها إلى أن تم جلاء المحتل الفرنسي عن سورية سنة 1946م، فعادت وفتحت أبوابها تحت اسم كلية الآداب، وكانت مؤلفة فقط من قسمين، قسم اللّغة العربيّة وآدابها، وقسم الاجتماعيّات الذي كان يشمل التاريخ والجغرافية.
وتطورت كلية الآداب سريعاً ففتحت عام 1947 م قسم الدّراسات الفلسفيّة والاجتماعيّة، وقسم اللّغات. ولم يطل الأمر كثيراً حين أصبح قسم الاجتماعيات قسمين قسم التاريخ وقسم الجغرافية. وكذلك الأمر بالنسبة لقسم اللّغات تحوّل إلى قسمين: قسم اللغة الإنكليزية وآدابها، وقسم اللغة الفرنسية وآدابها.
وفي عام 1959م أعيد تنظيم كلية الآداب في إطار التنظيم الشامل للجامعة، وأحدث بها أقسام للدراسات العليا في عدة أقسام من الجامعة، وأضحت كلية الآداب تمنح درجتي الماجستير والدكتوراه في الآداب.
وأيضاً أعيد تنظيم كلية الآداب عام 1983 لتتلاءم مع روح العصر والتقدم العلمي، وأصبح اسمها «كلية الآداب والعلوم الإنسانية»، وأحدث بها أقسام جديدة فكان هنالك قسم الإعلام، وقسم المكتبات، وقسم الآثار.
ونعلم جميعاً أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية، هي الآن من أهم الكليات العربية وأكثرها تطوراً وشمولاً ويقصدها الطلاب العرب وبعض الطلاب الأجانب إضافة إلى طلابنا، وتحتوي على الأقسام التالية:
قسم اللغة العربية وآدابها، قسم التاريخ، قسم اللغة الإنكليزية وآدابها، قسم الجغرافية، قسم اللغة الفرنسيّة وآدابها، قسم الفلسفة، قسم اللغة الفارسيّة وآدابها، قسم علم الاجتماع، قسم اللغة اليابانية وآدابها، قسم المكتبات والمعلومات، قسم اللغة الألمانية وآدابها، قسم الآثار، قسم اللغة الإسبانية وآدابها، قسم اللغة الروسية وآدابها.
بناء الجامعة
بناء الجامعة الرئيسي المعروف والمشهور، هو في الأصل ثكنة عسكرية لجند المحتل العثماني، وبعده الفرنسي، ومن ثم أضحت ثكنة يوسف العظمة في ظل الاستقلال، وبعدها جامعة دمشق.
الثكنة العثمانية: عرفت بالثكنة الحميدية أو القشلة الحميدية، والقشلة كلمة محرفة عن التركية تعني (قِشلاق) ومعناها مأوى الجند أي المكان الذي يمكث فيه الجنود أو الحصن أو القلعة، وسميت الحميدية نسبة إلى السلطان عبد الحميد الثاني، وهي أشهر الثكنات العسكرية العثمانية بدمشق وأكبرها. أنشئت هذه الثكنة زمن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1897م وشيدت على أرض ما كان يسمى محلة (المنيع) من الشرق الأدنى إلى الشمال من المرج الأخضر (مرج الحشيش) بطابق واحد ثم عمد بعد فترة إلى بناء طابقها الثاني. وبلغ عدد غرفها نحو 400 غرفة وتتسع لأكثر من خمسة آلاف جندي. وفي زمن المحتل الفرنسي، أصبحت القشلة الحميدية، مقراً لحامية دمشق من القوات المغربية المرتزقة التابعة لما كان يسمى جيش الشرق الفرنسي، واستعملت لآخر مرة من الانتداب الفرنسي في الاعتداء على دمشق ومجلسها النيابي في 29 أيار من عام 1945م، وحين تم استلامها من الحكومة الوطنية بعد الاعتداء الفرنسي على دمشق بشهرين أطلق عليها اسم ثكنة الشهيد يوسف العظمة، لم يستمر حال الثكنة على ما هي عليه طويلاً، فقد تحولت إلى الجامعة السورية ونقلت إليها عام 1946م معاهد الجامعة السورية، ثم استقرت فيها كليات الحقوق والشريعة والعلوم… ومبنى كلية الحقوق اليوم يشغل القسم الأساسي منها.
والآن
وفي وقتنا الحالي فإن الجامعات الحكومية والخاصة والمفتوحة والافتراضية تمتد على مساحة الوطن، بفروعها المختلفة، وتفتح ذراعيها لكل الطلاب السوريين والعرب، ولكل من طلب العلم والمعرفة.
نضال الطلاب:
مع الثورة السورية
أعلنت عام 1925 الثورة السورية الكبرى على المستعمر الفرنسي في البلاد السورية فقامت دمشق بكل ناسها تقف وقفة رجل واحد في وجه قوات الانتداب، وكان لطلاب سورية دورهم البطولي في التظاهرات والتنديد بالانتداب والمطالبة برحيل المستعمر الفرنسي.
لقد ضربت المرأة السورية أروع المثل في التضحية والفداء أثناء قيامها بمهمة التمريض، وخاصة أثناء الثورة السورية الكبرى عام 1925م حيث عملت إلى جانب الأطباء أو وحدها في معالجة الثوار والمواطنين.
ضد تعسف المحتل
وفي جامعه دمشق أضرب الطلبة والطالبات احتجاجاً على تخفيض 75 ألف ليرة سورية من ميزانية الجامعة السورية بدمشق وذلك زمن المحتل الفرنسي يوم 9 نيسان 1929 م. وكانت الطالبات السورية على رأس هذه الاحتجاجات.
ضد تزوير الانتخابات:
في عام 1932 قامت سلطات الانتداب الفرنسي بتزوير صناديق الانتخابات للمجلس النيابي، فاشتعلت البلاد السورية بالتظاهرات احتجاجاً على هذا التزوير، وشهدت دمشق أعنف التظاهرات على الانتخابات وعلى قوات المستعمر الفرنسي، وكان طلبة دمشق على رأس هذه الاحتجاجات، فحطموا صناديق الانتخابات وواجهوا نيران الاحتلال وقدموا الشهداء مرددين: « أطلقوا ناركم فنحن نحمي أصواتنا وبلادنا».
الإضراب الستيني
في عام 1936. قامت في البلاد السورية حملة احتجاجات على سلطات الانتداب الفرنسي الذي كان أعظم وأطول إضراب جرى في العالم آنذاك… حيث أغلقت مؤسسات الدولة والحوانيت والمحال أبوابها واستمر هذا الإضراب قرابة الستين يوماً لذا عرف بالإضراب الستيني نسبة للفترة الزمنية التي استمر فيها.
حيث قام عدد من طلاب الجامعة السورية بالوقوف على جسر فكتوريا لمنع وصول الطلاب إلى الجامعة، ومجموعة أخرى من الطلاب نشرت قوائم سوداء تضم أسماء الطلاب الذين يداومون على الجامعة، وهذا ما دعا وزير المعارف آنذاك لتعليق الدراسة في الجامعة.
الطالبات مع لواء اسكندرون
عندما تآمر علينا الأتراك والفرنسيون وسرقوا لواء اسكندرون وملحقاته عام 1939 م قامت المسيرات النسائية بدمشق تتقدمها طالبات الجامعة ومعاهدها.
كلية الحقوق شاهدة على ثأر ميسلون:
دخلت قوات الانتداب الفرنسي دمشق يوم 24 تموز من عام 1920، وبعد خمسة وعشرين عاماً وفي اليوم نفسه رُفع لأول مرة العلم السوري على الثكنات العسكرية بدمشق.
لقد كان يوم 24 تموز من عام 1945 يوماً مشهوداً في تاريخ سورية، حيث أقيمت الاحتفالات بدمشق لرفع العلم السوري أول مرة على الثكنات العسكرية « كلية الحقوق اليوم »، وكانت الحكومة السورية قد استلمت الثكنات العسكرية بدمشق يوم 22 تموز عام 1945، وهنالك لوحة تذكارية تخلّد ذلك موجودة فوق مدخل كلية الحقوق بجامعة دمشق كُتب عليها (ثأر وقعة ميسلون.. ذكرى دخول القوات السورية 22 تموز 1945).
الطالبات يغيرن في كفة الانتخابات
وكان للنساء السوريات وعلى رأسهن طالبات المعاهد والجامعات دورهن البارز في الانتخابات النيابية، ففي عام 1954 م، انتصرن للمرشح خالد العظم في هذه الانتخابات، لأن ما يسمى جماعة الإخوان المسلمين آنذاك عقدوا اجتماعاً هاجموا فيه العظم هجوماً شخصياً، وقالوا في حياته الخاصة كلمات سيئة، فكان ذلك سبباً في انتصار نساء دمشق وفي مقدمتهم طالبات الجامعة ومعاهدها، فنجح العظم ورسب الإخوان… وأيضاً انتصرن للمرشح رياض المالكي، على المرشح مصطفى السباعي في الانتخابات التكميلية التي جرت عام 1957 م، ونجح المالكي ورسب السباعي.
دفاعاً عن فلسطين
أقيم في دمشق في شهر أيار من عام 1956 م معرض للذرة الأميركي، وعُرض ضمنه مجسم للكرة الأرضية، وضع عليه اسم «إسرائيل» بدلاً من فلسطين، فقام طلاب الجامعة السورية بتحطيم هذا المجسم.
وفي عام 1956م حين قام الاعتداء الثلاثي على مصر، تدافع طلاب سورية للتدريب على السلاح والتمريض للدفاع عن مصر الشقيقة.
الطالبات مع الوحدة العربية
وحين بدأت إجراءات الوحدة بين سورية ومصر عام 1958م، وقفت نساء سورية مع إقامة الوحدة، وكانت طالبات الجامعة السورية ومعاهدها، من أكثر النساء المؤيدات لهذه الوحدة في عملية الاستفتاء والمسيرات التي عمت البلاد.
وبعد
لا يمكن بصفحة أو صفحات، لا يمكن بساعة أو ساعات، أن نعطي كل ذي حق حقه، ونعطي جامعة دمشق بعضاً من حقها علينا وعلى العرب جميعاً.
لقد درس على مر الأيام والسنين في جامعاتنا خيرة الأدباء والمفكرين والسياسيين السوريين، وبالتالي تخرج فيها العديد والعديد من أعيان الأدب والفكر والسياسة في البلدان العربية، الذين يتابعون خفايا الأمور، يقرؤون عن رجالات ذاك الزمن، وأن رئيساً ما، ورئيس حكومة، وشاعراً مبدعاً، وفناناً أصيلاً.. كلهم تتلمذوا في دمشق، لأن دمشق كانت ولم تزل، شاء من شاء وأبى من أبى، مدرسة العروبة وسيفها وقلمها.
شمس الدين العجلاني
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد