بإنتظار إعلان دمشق عاصمة للثقافة ما هو دور مراكزنا الثقافية
دمشق عاصمة للثقافة العام القادم.. ما الذي ستقدمه مراكزنا الثقافية ?! حوار معمق جرى في المنتدى الاجتماعي حول دور هذه المراكز.
بعض المنتدين رأوا أنها فشلت في تعميق الحوار الوطني , وبذلك تراجع دورها وانحسر.. وآخرون اعترضوا على العنوان (انحسار دور المراكز الثقافية) لأنه يطلق حكما مسبقا ومنهم د. فايز عز الدين مستشار مركز الدراسات والبحوث الذي تساءل قائلاً: يجب علينا أولا ان نعرف كيف تلعب ادوارها وتؤدي رسالتها, وكيف تعمل من أجل ضبط الايقاع لرأينا العام? وهل هناك تخطيط من قبل وزارة الثقافة لتكون صلة الوصل بالمواطن المتعلم والمعلم والمثقف?
هل تختار البرامج المناسبة للمراكز والعناوين الساخنة والحارة التي تهم الناس وتجذبهم- وتختزل رغبة المواطن في التعريف على كل ماهو جديد, لأن الموضوعات المتكررة تجعلهم يعزفون عن الثقافة, ثم ما الطريقة التي يقدم بها المحاضر محاضرته..وهل هو مالك لأدواته ? أي ما مدى قدرته على الحوار, لأن المتلقي لايرغب ان يكون مستمعاً فقط ,وعندما يقدم محاضرته ويديرظهره كأنه لم يقدم شيئاً,فالماد ة الثقافية تحتاج الى اداري ماهر ليترجمها,وعلى المدير تقع مسؤولية اختيار البرامج والمحاضرين, والاجواء المهيئة لها دورها.. لكن حتى الآن بعض القيمين على المراكز ليس لهم علاقة بالثقافة ولادراية بها, وقد تم تعيينهم كموظفين لامثقفين.
سهيل الملاذي - مدير ثقافة سابق- أكد ما قاله عز الدين بشأن مديري الثقافة اذ يؤتى بموظف من اتحاد العمال, او مديرية التموين , فيقوم بهذا العمل من منطق الجهل بالثقافة وتابع: نحن نريد ان نحدد ماذا نريد من الثقافة?
أحد الحضور علق قائلاً: من ذا الذي يعترف بجهله? كل المحاضرين يدعون انهم مثقفون, في المركز الثقافي بدير الزور ألقيت محاضرة مسروقة من الانترنت ومع ذلك لم يقف احد من المستمعين ليقول له: هذه مسروقة, الثقافة مسؤولية كبيرة يجب ألا نتنصل منها.
وبرأي د. ماجد أبو ماضي ان اسم المحاضر يجذب الجمهور ففي السويداء مثلا يعج المركز بالحضور, وعندما أتى زاهي وهبي شاعراً الى حمص سارع الجميع لسماعه مع أن من يقرأ ديوانه ويدرك أن لا علاقة بالشعر.. بينما لانجد حضورا لعبد الكريم الناعم مؤسس الحداثة أو لممدوح اسكاف مثلا .
من جهته د.عز الذين رأى أن من يأتي متخصصاً سيسمع , فيصل القاسم أتى بعنوان كبير قدم وهجاً اعلامياً (هل الاعلام الخاص حر?) فأتاه المستمعون من كل حدب وصوب رغم أنه لم يقدم اجابات عن السؤال السابق.
د.خليل موسى أستاذ الأدب الحديث في جامعة دمشق يقول: لاشك أن هناك انحساراً في دور المراكز الثقافية.. هذا سؤال نعرفه.. ولكن ليس المسؤول عنه لامدير المركز الثقافي ولا المحاضر ولا الجمهور هناك أسباب أخرى أهم وأكبر مما هو محصور في أمكنة .. والسؤال :هل دور المراكز هو استجلاب الناس فقط, إذا كان كذلك فهذه قضية سهلة , ولكن هل تقدم مايريده الناس و يكون ضاراً بالثقافة الوطنية والحوار الوطني.. برأيي دور المراكز يتركز في تقديم الثقافة الجادة التي توحد الوطن.. وطبعاً الحقيقة ليست في جيبي ولا هي في جيبك فنحن في قرية كونية,نعرف مايجري في الأرض في اللحظة الواحدة, ندخل عصر العولمة شئنا أم أبينا لذا على المراكز الثقافية تقديم الثقافة الجادة التي تحمي المشروعات القومية.
السيد سهيل الملاذي تمنى أن يحضر اللقاء وزير الثقافة لأننا نتحاور ولاأحد يسمعنا.. وبرأيه أن الأزمة ليست أزمة مراكز ثقافية.. بل هي أزمة مثقفين.. أزمة مشروع قومي.. هناك خلل في الموضوع.. المراكز الثقافية تعيش أزمة تتعلق بالجانب المادي والاقتصادي والتقني والاداري والوزارة يجب أن تخصص لها أكثر مما هو قائم حاليا, المعارك لاتدار بالبنادق فقط.. وزارة الثقافة يجب ان تكون أكثر سخاء بالصرف على المراكز الثقافية هناك بخل واضح من قبلها.
فادية مصارع
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد