انشقاقات واختراقات متبادلة بين الصناعيين السوريين والمصريين
شهدت الانتخابات المتممة لعضوية مجلس الاتحاد العربي للصناعات النسيجية (إحدى هيئات مجلس الوحدة الاقتصادية العربية) في مقر أمانته العامة بحلب أمس الثلاثاء انشقاقات في صفوف كل من الصناعيين السوريين والمصريين المنتسبين إليه ما أفضى إلى تكتلات مخطط لها مسبقاً بغية الاستحواذ على الأصوات المرجحة للفوز برئاسة الاتحاد التي جرت إثر ذلك لتحتفظ سورية بها بعد تكتيكات عالية اتبعها المتنافسون على سلة من التفاهمات جرت في اللحظة الأخيرة. والواضح، بحسب مراقبين لعملية الانتخاب التي عكست الواقع الاقتصادي العربي، أن اختراقات متبادلة حققها كل من الصناعيين السوريين والمصريين كلاعبين رئيسيين في مواجهة بعضهما بعضاً ليتصارع فريقان منهما في إدارة الانتخابات المتممة دون الالتفات إلى المحاولات التي قادها طرف عربي ثالث للتفاهم على موقعي رئاسة الاتحاد والنيابة.
وأسف جمال العمر، مدير المؤسسة العامة للصناعات النسيجية السورية وعضو مجلس إدارة الاتحاد من أصل 11 عضواً انتخبوا أو عينوا ممثلين لدولهم العربية الأعضاء أمس الأول، لـ«الوطن» على عدم اتفاق صناعيي النسيج السوريين بينهم على مرشحيهم الأربعة (محمد صباغ شرباتي وخالد علبي وباسل حموي وعبد القادر خلف) وضرب عرض الحائط بهم كما فعل المرشحون المصريون السبعة لـ«الحل الودي» الذي سعت إليه الأمانة العامة للاتحاد «نتيجة للشقاق السوري - السوري والمصري - المصري والسوري - المصري على عضوية الاتحاد والرئاسة».
وأوضح محمد الحارثي، عضو مجلس إدارة الاتحاد ممثلاً عن الأردن من مؤسسة الحارثي للصناعات النسيجية (قطاع خاص)، لـ«الوطن» أنه بذل محاولة لدى المنتسبين للاتحاد من المصريين الذين أوفدوا 28 صناعياً للتوافق على عدد المرشحين الثلاثة للفوز بالتزكية لتمثيل حصة مصر لكنه أخفق في مبادرته التي كانت تستوجب الاتفاق مع الصناعيين السوريين لترشيح اثنين (71 صناعياً يحق لهم الترشيح والتصويت) حصة سورية في تفاهم يترك الحصة السادسة لتونس التي تقدم منها مرشح وحيد للانتخابات المتممة.
لكن انقسام كل من الصناعيين السوريين والمصريين إلى جبهتين متنافستين انعكس على مناخ العملية الانتخابية الديمقراطية الذي بدا مشحوناً ومتوتراً وإن تخللته قبلات المختلفين على آلية التفويض للانتخاب وطريقة إدارته التي خلّفت الهرج والمرج. وعزا أحد المعنيين بالعملية لـ«الوطن» خلفية ما يحدث إلى «التكتيك الانتخابي الذي ظهر فيه جانب كبير من الحضور المصري مجسداً برغبة كبيرة في اختراق الجانب السوري للحصول على أصوات كبيرة بالتنسيق مع بعض السوريين والعرب من الأردن والكويت واليمن وتونس ولبنان والعراق، وهو ما فعله السوريون أيضاً وخصوصاً الطامحين منهم لعضوية مجلس الإدارة أو نواب للرئيس».
وبالنتيجة التي صوت لها 128 عضواً ممن يحق لهم التصويت سواء بحضورهم الشخصي أم عبر مفوضين وفق النظام الداخلي للاتحاد (بعضهم سدد اشتراكات الاتحاد في يوم الانتخاب نفسه ليحق له التصويت) فاز التونسي عبد العزيز الدهماني بـ121 صوتاً بالمركز الأول وحظي أشرف عرفة من مصر بـ77 صوتاً ليحتل المركز الثاني تاركاً المركزين الثالث والرابع للصناعيين الحلبيين خالد علبي (77 صوتاً) ومحمد صباغ شرباتي (75 صوتاً) على حين حل في المركز الخامس أحد المصريين وشكل فوز عبد القادر خلف بالمركز السادس مفاجأة لم يتوقعها المراقبون.
بعد ذلك اجتمع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الـ17 ليعلن فوز محمد صباغ شرباتي رئيساً للاتحاد محتفظاً بمنصبه وليذهب منصب نائبي الرئيس لأشرف عرفة من مصر والهاشمي الكعلي من تونس بعد أن احتفظت تونس والكويت بالمنصبين في الدورة السابقة. وكان من المتوقع أن ترجأ جلسة انتخاب الرئيس ونوابه إلى وقت لاحق. وجدد مجلس الإدارة ثقته بصالح عزيزي أميناً عاماً للدورة الثانية على التوالي.
يذكر أن للاتحاد العربي للصناعات النسيجية، الذي هو هيئة دولية عربية تأسس عام 1975، ثلاثة مقرات إقليمية في القاهرة والكويت وتونس ويتمتع بكامل الأهلية والشخصية القانونية لمزاولة أهدافه عدا استقلاله المالي والإداري لتبعيته إلى الجامعة العربية التي تكسبه الحصانة.
خالد زنكلو
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد