انخفاض في رواد المطاعم ومستخدمي التاكسي
تؤكد بعض المؤشرات والمعطيات ان مرحلة تعافي الاقتصاد العالمي من آثار ومنعكسات الأزمة المالية قد بدأت.. ويتسلح أصحاب هذا الرأي بالعديد من التصريحات الأميركية وببعض الأرقام والتي يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار النفط الى 57 دولاراً للبرميل الواحد.. علماً ان أسعار برميل النفط تراوحت بين 45 الى 50 دولاراً لمدة زادت عن خمسة أشهر أما القفزة الى الـ 57 دولاراً فتعد مؤشراً ايجابياً يعني في أحد مدلولاته ان انتعاشاً جيداً وروحاً جديدة بدأت تدب في أوصال الاقتصاد العالمي وهنا يمكن ان نشير الى طموح منظمة أوبك الذي يقضي برفع سعر النفط الى 70 دولاراً والذي تعده المنظمة سعراً عادلاً للمنتجين والمستهلكين. أيضا يمكن ان نشير الى ان هذا السعر من شأنه ان يسهم في تحسين واقع الأداء الاقتصادي السوري فالسيد محمد الحسين وزير المالية أكد في أكثر من مناسبة ان الموازنة العامة للدولة محسوبة على أساس سعر برميل النفط بـ 5،51 دولاراً وكل انخفاض عن هذا الحد يعد خسارة ويتطلب دعماً جديداً لمفاصل الاقتصاد وبالتالي أعباء اضافية.. أما لجهة التصريحات فقد أكد الكثير من المعنيين في الشأن الاقتصادي في أميركا انه تم تجاوز ذروة الأزمة.. وهذا التعبير يعني اننا أصبحنا على السفح الثاني.
العديد من المحللين يؤكدون ان أميركا ستكون أول الدول التي ستتعافى من الأزمة.. لأنها هي مصدر الأزمة العالمية وكل العالم تنادى للمعالجة واتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحد منها.. لكن كل التدابير ستصب في النهاية في مصلحة الاقتصاد الأميركي لأن أغلب المصارف في العالم لها جذور أميركية وكذلك الشركات الكبرى.. أما على صعيد التداعيات والمفاعيل فلاتزال مسألة التسريح والخسائر مستمرة وكذلك تخفيض حجم العمل لكن في نفس الوقت فإن تداول الأسهم يشير الى تحسن في الأداء وأغلب المؤشرات تدل على ارتفاع ملحوظ ومتواصل في الأسواق الأميركية وأسواق أوروبا والخليج.. أما بالنسبة لانتشار وباء انفلونزا الخنازير والذي كان متوقعاً ان يؤدي الى خفض كبير في أسعار الأعلاف فلم يحدث ذلك.
فقد حصل العكس تماماً في السوق المحلية إذ ارتفع سعر طن الصويا بمقدار 2500 ليرة كما ارتفع سعر طن الذرة بمقدار 750 ليرة أما الشعير فقد بقي على حاله في حين تراجعت النخالة من عشر ليرات الى سبع. لكن رغم هذه الارتفاعات فإن الأسعار تعد معقولة قياساً بالقفزات الكبيرة التي حققتها أسعار بعض المواد في صيف العام الماضي إذ وصل سعر طن الصويا الى 29 ألف ليرة والذرة الى 20 ألف ليرة والشعير الى 23 ألف ليرة. لكن الجديد في مسألة الدواجن كما يؤكد العديد من أصحاب المداجن ان أموالاً جديدة بدأت تدخل الى هذا القطاع من خلال استثمار بعضها أو شراء القائم منها أو تأسيس مداجن جديدة وفي كل الأحوال فإن ذلك يعد مؤشراً ايجابياً وبالوصول الى أسعار الفروج نجد ان الكغ على حاله ويباع بين 115 ـ 120 ل.س والبيض بين 125 ـ 130 ليرة في الأسواق الشعبية كما تراجعت أسعار التبن بسبب بدء موسم حصاد الشعير واقتراب حصاد القمح كما تراجعت أسعار غنم العواس الحي من 225 ليرة الى 185 ليرة وذلك بسبب قلة التصدير وتشديد الاجراءات لمنع تهريب الأغنام باتجاه العراق.. وفي آخر حديث للسيد عادل سفر وزير الزراعة مع تشرين الاقتصادي أكد ان العديد من المصدرين يطالبون بوقف التصدير الى دول الخليج العربي لأن عمليات التهريب الى العراق أسهل وأقل أعباء وأكثر أرباحاً.
من المتوقع ان يطرأ تحسن كبير في زراعة القطن وكل المحاصيل وكذلك الأمر بالنسبة لتربية المواشي وذلك بفضل المراسيم التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد يوم الأربعاء الماضي والتي قضت بإعفاء المدينين من الفوائد وغرامات التأخير في سداد القروض في حال تسديدها لأن ذلك سيحفز الفلاحين والمربين الى زيادة حجم أعمالهم ان كان لجهة زيادة المساحة المزروعة والحصول على قروض جديدة أو زيادة عدد القطيع.. كما ان خفض رسم الانفاق الاستهلاكي على السيارات المصنعة سيؤدي الى جعل سيارة شام منافسة وبقوة للسيارات المستوردة.
كل المؤشرات والمعطيات تؤكد الى حصول تحسن طفيف في قطاع العقارات ان كان لجهة التشييد أو الاتجار بالشقق أو الأراضي ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال مؤشرين الأول يتمثل بالعاملين في المكاتب العقارية فهؤلاء يقولون إن الزبائن بدؤوا يطرقون أبواب مكاتبهم من جديد ويسألون ويرغبون بابتياع بيت أو محل تجاري أو مساحة من الأرض والمؤشر الثاني يتمثل بزيادة أيام العمل للعاملين في مهن قطاع البناء ـ نجار بيتون ـ تمديدات صحية ـ طيان ـ دهان ـ منجور.. الخ
فالعاملون في هذه المهن بعضهم توقف عن العمل بشكل كامل أو جزئي خلال الأشهر القليلة الماضية. أما بالنسبة للأسعار فرغم أزمة السيولة إلا انها بقيت صامدة ولم تتراجع بشكل كبير. فالمنازل المعروضة في تنظيم كفرسوسة والمالكي والعديد من أحياء دمشق لم تتعرض لأية هزة سعرية.
فيما يتعلق بالمواد الأساسية فإن أسعار الرز تأبى التراجع فالرز المصري الذي كان قبل عام بـ 25 ليرة يباع حالياً بين 45 ـ 55 ل.س والصنوايت بـ 100 ليرة أما السكر فعلى حاله بين 28 ـ 35 ليرة والبرغل انخفض الى 40 ليرة.. والحليب تراجع أيضا من 30 الى 27 ـ 25 ليرة.. أما الزيوت النباتية فتراجعها مستمر.
أهم ما أفرزته الأزمة المالية على الصعيد العالمي والمحلي ظهر بسلوك الترشيد الذي اعتمده معظم الناس ففي أميركا عادوا الى تصليح السيارات بدلاً من شراء سيارة جديدة وبعض الأخبار تؤكد ان ترقيع الملابس واصلاحها بدأ الأميركي بالاعتياد عليه.. أما محلياً فقد أصبح الترشيد عنواناً لكل سلوكيات الناس في مسألة الانفاق فقد انخفض عدد رواد المطاعم بشكل كبير كما ان الجميع يفضل الانتقال بوسائط النقل العامة باص ـ ميكرو حتى لا ينفق أكثر على مسألة الانتقال من خلال استخدام التاكسي ما جعل سائقي التاكسي يشكون ويبكون ويجوبون الشوارع بحثاً عن زبون.. لكنه عندما يصعد الى السيارة يتعرض للابتزاز من خلال عدم تشغيل العداد أو تقاضي مبلغ أكبر من الذي أشار إليه العداد.
أخيراً تم صرف الدولار أمس بـ 47.60 واليورو بـ 64.65 وبيع غرام الذهب بـ 1215 ليرة
أسعار بعض المواد والسلع
قبل أسبوع حالياً
النخالة 10 7
طحين 20 20
قمح 13 ـ 14 13 ـ 14
شعير 10 10
صويا 22 24.5
ذرة 10 750،10
فروج 120 115 ـ 120
بيض 130 125
غنم العواس 185 ـ 190 225
حديد 25 25
اسمنت 6250 6250
حمص يابس 35 ـ 55 35 ـ 55
فول يابس 50 50
فول أخضر 25 20
بازلاء خضراء 25 20
ذهب 1215 1215
رز 45 ـ 100 45 ـ 100
برغل 40 40
حليب 30 25
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد