اليمن: الهدنة توشك على الانهيار
لا مؤشّرات، لغاية الساعة، على إمكانيّة انعقاد المفاوضات اليمنيّة في الكويت، في وقت تترنّح فيه الهدنة التي شهدت خروقاً كبيرة في يومها التاسع أمس، بعدما عزّز المسلحون مواقعهم في محافظتي مأرب وتعز، برغم الضغط الأممي لعقد الجولة الثالثة.
ونقلت «رويترز» عن مستشار أممي موجود في الكويت قوله، إنَّ المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ أحمد سعى، أمس، لإقناع حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر» بإرسال الوفد الذي يمثّلهما إلى الكويت. وأكَّد أنَّ الحوثيين اتّسموا «بالإيجابيّة الشديدة» حتى اللحظات الأخيرة، مضيفاً أنّهم اتّفقوا مع ولد الشيخ على كل شيء تقريباً.
ولا يزال وفد «أنصار الله» و «المؤتمر» في صنعاء، ويطالب بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم العاشر من نيسان الحالي، قبل السفر للمشاركة في المحادثات، فيما هدّد ممثلو حكومة هادي بمغادرة الكويت، متّهمين الحوثيين بمحاولة فرض شروط جديدة على المحادثات.
من جهته، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على بدء مفاوضات السلام «من دون مزيد من التأخير»، وفق ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك. وأضاف أنَّ الأمين العام «واثق بأنَّ انتهاز هذه الفرصة لإحراز تقدّم من شأنه أن يسرع في إنهاء النزاع».
في هذه الأثناء، قال رئيس هيئة أركان الجيش الموالي لهادي، اللواء محمد علي المقدشي، إنَّ «الهدنة لا تزال صامدة وفقاً لتوجيهات قيادتنا السياسية، لكن الحوثيين وحلفاءهم لم يلتزموا بها، ولَم يلتزموا أيضاً بالاتّفاق المبرم بين اللجان المشكلة لوقف إطلاق النار».
في المقابل، نقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إنَّ طيران العدوان واصل التحليق، يوم أمس، فوق محافظات صنعاء والجوف وعمران والحديدة وصعدة والمحويت وتعز ومأرب.
وأضاف أنَّ قوّات هادي أرسلت «تعزيزات» واستحدثت مواقع جديدة، لا سيما في محافظة تعز (وسط).
وفي مأرب، أشار المصدر إلى أنَّ قوّات هادي عاودت استهداف مواقع الجيش و«اللجان الشعبية» وجبل هيلان وسوق ومديرية صرواح بقصف مدفعي وصاروخي، فيما واصل طيران «التحالف» خرق الهدنة بشنّ غارات عدة على مديرية صرواح وجبل هيلان.
وفي حين تبدو الهدنة على وشك الانهيار، استنكر المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام استمرار الغارات الجويّة واستهداف المدنيين، رغم التعهدات والتوافقات والإعلان المزمع عن وقف الحرب، موضحاً أنَّ «ذلك يؤكّد أنَّ وقف إطلاق النار لم يتحقق بشكل صحيح وأن نوايا السلام لم تتوفر بعد».
وقال: «كلّما حاولنا أن نتقدّم خطوة ـ رغم الصعوبات ـ لتجاوز تحدّي العدوان المفروض على شعبنا اليمني، تأتي كارثة أو مجزرة». وأضاف أنَّ طيران «التحالف شنّ، مساء أمس، غارة على منزل الشيخ محمد زيد القهيلي في قرية قطبين مسورة، وراح ضحيتها عدد من أفراد الأسرة، تم التعرف حتى الآن على زيد محمد زيد القهيلي 17 سنة، والطفل غفير بن عيسى 4 سنوات..».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد