النفط مضمون لمئتي سنة وأكثره في الشرق الأوسط
قدمت دراسة متخصصة لـ «الاتحاد النفطي السويسري» حججاً قوية عن أن كوكب الأرض يضم احتياطات كافية من المواد الخام الأولية تكفي إلى ما قبل نهاية القرن المقبل.
وأشارت إلى أن الحقائق القائمة حالياً كانتشار رؤوس الأموال، والتوسع في إنتاج التقنيات المبتكرة في اكتشاف النفط واستخراجه واستخدامها على نطاق واسع، سيضمن الإمدادات النفطية لآفاق طويلة أيضاً.
وأضافت الدراسة أنه لو تم احتساب احتياط النفط المؤكد، والتطور التقني الذي كان قائماً عام 2003، لكان ذلك وحده كافياً لتغطية معدلات الاستهلاك المسجلة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2006 لأكثر من 40 سنة.
وأوضحت الدراسة أن الاحتياط العالمي المؤكد من النفط ارتفع في عام 2005 بنسبة 1.1 في المئة، مقارنة بعام 2004، ليصل إلى 176.3 بليون طن.
والأهم من هذه الزيادة، بحسب الدراسة، أن الرقم لا يتضمن المكامن النفطية الحقيقية المتاحة على الصعيد الجيولوجي، وهي تشمل بشكل رئيس الاحتياط المعروف في الرمال الإسفلتية والأحجار القيرية في كندا وفنزويلا «التي تتجاوز مرات المصادر العالمية المعروفة من النفط حتى هذا اليوم».
لكن الدراسة تؤكد أن جزءاً واحداً من هذه المكامن قد أُدرج في إحصاءات الاحتياط لأنه لا يمكن اقتصادياً اليوم استخراج النفط من الصخور القيرية، إلا تلك الواقعة بالقرب من سطح الأرض.
وبحسب الدراسة، تتوزع الاحتياطات المؤكدة للنفط على الشكل التالي: أكثر من 57.5 في المئة في الشرق الأوسط، حوالى 24.5 في المئة في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، 7.9 في المئة في القارة الأفريقية، و6.1 في المئة في دول الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا الشرقية. أما الأربعة في المئة المتبقية فتتوزع في شرق آسيا وأوروبا الغربية.
وأكدت الدراسة أن احتياط السعودية ارتفع بنسبة 1.9 في المئة في عام 2006 مقارنة بعام 2005، ليصل إلى 36.1 بليون طن، أو ما يعادل 20.5 في المئة من احتياط العالم المؤكد من النفط لتبقى المملكة بذلك أغنى بلد نفطي في العالم.
وتملك كندا ثاني احتياط نفطي بعد السعودية يقدر بـ 24.4 بليون طن، لكن بعد الأخذ في الحسبان مناجمها الهائلة من الرمال القيرية. وتأتي بعدها إيران التي تقدم احتياطها النفطي المؤكد بنسبة 5.3 في المئة ليصل إلى 18.1 بليون طن. وبهذا تكون الدول المصدرة للنفط (أوبك) تمتلك 69.8 في المئة من الاحتياط العالمي المؤكد.
وأفاد «الاتحاد النفطي السويسري» أنه حتى 1 كانون الثاني (يناير) 2006، فإن 3038 شركة للتنقيب كانت تعمل في العالم، بما فيها تلك التي تستكشف مكامن نفطية جديدة. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 14 في المئة عن عام 2004.
وضمت أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية لوحدهما 2456 شركة (2112 في عام 2004)، من بينها 1473 في الولايات المتحدة و660 في كندا. وأظهرت منطقة آسيا نشاطاً كثيفاً في التنقيب عندما بدأت 244 شركة نشاطاتها (مقابل 204 في عام 2004). وعملت 82 شركة في الهند و60 في إندونيسيا. وشهد الشرق الأوسط انحداراً في عمليات التنقيب (من 242 إلى 210)، وقد ضمت السعودية 50 شركة، وسلطنة عمان 34، ومصر 32. وفي أوروبا توجد 81 شركة تنقيب تمارس نشاطها حالياً (مقابل 57) من بينها 27 في بريطانيا، و19 في النرويج.
وفي بداية عام 2005، أسفر 798745 تنقيباً في العالم عن كشوف نفطية، مقابل 833542 تنقيباً في عام 2004. وبلغ الناتج المتوسط للنفط الخام عن طريق التنقيب 4475 طناً، وهو رقم يعادل زيادة نسبتها 5.5 في المئة مقارنة بعام 2004.
وفي عام 2005، كررت 661 مصفاة في العالم 4.238 بليون طن من النفط الخام، بزيادة 3.3 في المئة عن عام 2004، اعتبرت أكبر زيادة سنوية في تكرير النفط منذ بداية التسعينات. وجاءت هذه الزيادة من رفع طاقة المصافي القائمة حصراً. ولم تُشغل أي مصفاة جديدة في عام 2005، في حين أوقفت 14 مصفاة عن العمل، كانت في غالبيتها غير مربحة.
وسجل الشرق الأقصى أكبر توسع في طاقـــة التكريـــر، بحوالــى 76 مليون طن، نتيجة للزيادة الكبيرة على الطلب من الصين والهند. وحل الشرق الأوسط في المرتبة الثانية (28 مليون طن)، فأميركا الشمالية (18 مليون طن)، فأوروبا الغربية (16 مليون طن) وأميركا الجنوبية (2 مليون طن). ولم تتغير قدرة التكرير تقريباً في أوروبا الشرقية وأفريقيا.
وفي الشرق الأقصى احتكرت شركة «سينوبك» القسم الأعظم من قدرة التكرير هناك (139 مليون طن)، وفي الولايات المتحدة هيمنت «كونوكو – فيلبس» على عمليات التكرير (108 ملايين طن)، وسيطرت في أوروبا شركة «توتال» (115 مليون طن).
وخلصت دراسة «الاتحاد النفطي السويسري» إلى أن النفط سيواصل في العقود المقبلة تغطية الحاجات المتعاظمة للطاقة على الصعيد العالمي، على رغم أن الطلب العالمي عليه سيرتفع في غضون السنوات الـ 25 المقبلة إلى ما بين 40 و50 في المئة، غير أن المكامن النفطية المتاحة في العالم كافية جداً لتغطية هذه الزيادة في الطلب.
وعلى الصعيد العالمي، هناك ما بين أربعة وستة ترليونات برميل من النفط تعتبر قابلة للاستخراج من وجهة النظر التقنية، في حين لم يستخرج سوى ترليون برميل من النفط حتى اليوم. ومع حساب المكامن النفطية الموجودة، والزيادة في الاستهلاك، وتطور تقنية الاستخراج، فإن الحاجة العالمية للنفط ستكون مغطاة حتى قبيل نهاية القرن المقبل.
ولتغطية الطلب المتزايد على النفط، أشارت الدراسة إلى أن «استثمار ثلاثة ترليونات دولار أمر لا مفر منه،» لتمويل إدامة المعدات، وزيادة مستوى الاستخراج، وتطوير تقنيات جديدة، وتوسيع البنى التحتية للتصفية، وتطوير النقل البحري والخزن والتوزيع.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد