المنظمة السورية للمعوقين تحتفل بتخريج أول دفعة ماجستير
عند افتتاح مركز (امال) لتأهيل السمع والنطق الذي يعد الاول من نوعه في سورية قبل عام من الان خطت المنظمة السورية للمعوقين (امال) الخطوة الاولى في طريق طويل وصعب وضعت عنوانا عريضا له تمثل بالعمل على ادماج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع من خلال خلق انسان قادر على الابداع والعطاء يدرك واجباته تماما كما حقوقه.
ومنذ البداية عرفت المنظمة جيدا ان الوصول لهذه الشريحة الهامة بالمجتمع والتعامل معها باسس علمية وحديثة يتطلب تضافر جهود العديد من الجهات الرسمية والمؤسسات الحكومية والاهلية من جهة والكوادر المؤهلة والمدربة كما ونوعا لاسيما بظل النقص الواضح بهذه الكوادر من جهة اخرى.
ومن هنا فقد اعتمدت استراتيجية(امال) بشكل رئيسي على تأهيل كوادرها علميا وفنيا في مجال الاعاقة مستفيدة بهذا المجال من التجارب الناجحة والمميزة والتعاون مع جهات حكومية واهلية محليا وعربيا ودوليا.
وبالامس توجت المنظمة السورية للمعوقين(امال) تعاونها المشترك مع جامعتي دمشق والاردن باحتفال تم خلاله تخريج الدفعة الاولى من حملة شهادات جامعية بدرجة ماجستير اختصاصية في انواع مختلفة من الاعاقة شملت النطق واللغة والتربية الخاصة وبلغ عدد الخريجين 40 خريجا منهم 21 طالبا وطالبة مؤهلين في مجال التربية الخاصة ماجستير في الاعاقة البصرية والسمعية والتوحد و19 طالبا وطالبة ماجستير باختصاص تأهيل نطق ولغة ومن بين الخريجين 3 معيدات من جامعة دمشق ومعيدة من جامعة تشرين.
واسس الاحتفال بدء مرحلة جديدة من التعاون بين (امال) وجامعة دمشق تبلورت بتوقيع مذكرة تفاهم تسهم(امال) من خلالها بتأمين الخبرات اللازمة لتدعيم برامج الماجستير الموجودة في جامعة دمشق وذلك بهدف تأسيس كوادر علمية مدربة على تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وفقا لاحدث المعايير الدولية.
وترى(امال) التي تترأس السيدة اسماء الاسد مجلس امنائها بهذا التعاون خطوة نحو تحقيق رؤيتها الوطنية في موضوع الاعاقة والمتمثلة بجعل ذوي الاحتياجات الخاصة يعيشون حياة متكاملة واخراج الاعاقة من النطاق العائلي ليصبح شأنا وطنيا لترسيخ الدمج الاجتماعي للاشخاص المعوقين ودعم مسألة معالجة الاعاقة بابعادها الاجتماعية والانسانية والاقتصادية وذلك من خلال تدريب وتأهيل الكوادر وتقديم وتطوير وسائل العلاج والتأهيل والابحاث العلمية والاحصاءات وتوعية المجتمع المحلي والتعاون مع السلطات لسن قوانين تضمن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.
الدكتور عامر مارديني نائب رئيس جامعة دمشق قال: ان تقدم المجتمعات الانسانية يقاس بقدرتها على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية متطلباتهم والعمل معهم على تخطي اعاقتهم ليصبحوا اشخاصا فاعلين في مجتمعهم مشيرا ان جامعة دمشق تعتز باحداثها هذه التخصصات النوعية بالتعاون مع الجامعة الاردنية وبدعم كبير من (امال) ويأتي هذا التعاون من حرص الجامعة وادراكها لدورها الوطني والانساني في عملية التنمية البشرية وقال ان الخريجين سيتميزون بادائهم المهني الى جانب الاداء العلمي.
حول اهمية توفر هذه الاختصاصات في مركز(امال) لتغطية النقص الحاصل في الكوادر المؤهلة والمدربة للتعامل مع هذه الاعاقات ذكر الدكتور عمار سليمان عضو مجلس امناء (امال) ان تخريج هذه الدفعة الاولى من الخريجين باختصاصات نحن بامس الحاجة لها وغير متوفرة لدينا يعد حاجة مجتمعية واذا استطعنا العمل على تأهيل الاعاقات بشكل منهجي فاختصاصي النطق واللغة والاعاقة السمعية جزء من هذا التأهيل. ولفت سليمان الى ان المنظمة وبعد ان غطت هذا الجزء من التخصصات ستعمل لاحقا على اضافة تخصصات جديدة مهمة ايضا كالخدمة الاجتماعية وصعوبات النطق والشلل الدماغي. وعن امكانية مركز (امال) لاستيعاب المزيد من الحالات للدخول اليه قال سليمان ان احصائيات منظمة الصحة العالمية تشير الى ان 10% من السكان لديهم نوع من انواع الاعاقة واذا ما عكسنا هذا الرقم على سورية تبين ان لدينا ما لا يقل عن 1,5 مليون معوق وبالطبع فان منظمة (امال) لا تستطيع استيعاب هذا الرقم الكبير لذلك فاننا نقدم نموذجا نتأمل تعميمه على المؤسسات الحكومية والاهلية . ورأى ان توقيع الاتفاقية بين منظمة امال وجامعة دمشق يعد احد اشكال التعاون مع المؤسسات الحكومية
. الى جانب تعاون امال مع الجامعة الاردنية وغيرها من المؤسسات والمنظمات الدولية.
ورأت الخريجة ديما مظلوم( كلية التربية اختصاص علم نفس) ان الفكرة الجديدة للماجستير ( اضرابات النطق واللغة )دفعتني للدراسة بهذ المجال لاسيما وان لي باعا طويلا بالتعامل مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن ماميز هذه التجربة هو الجانب العملي فيها حيث تعامل الطلاب مع الاطفال بشكل مباشر تعرفوا خلالها على حالات كثيرة مثل تأخر النطق جراء الجلطات الدماغية والتأتأة وهذا امر يغني التجربة بشكل كبير.
وقالت الخريجة كولستان ابراهيم( علم نفس): ان اهمية هذه التخصصات في جامعة دمشق والتي تقام لاول مرة تأتي من الحاجة الماسة لها في مجتمعنا فمن خلال دراستي العملية والنظرية وايضا كما توضح الاحصاءات المتوفرة لدينا بهذا المجال نلمس مدى كثرة هذه الحالات عند الاطفال وبالمقابل يوجد نقص في الكوادر المؤهلة للتعامل مع هذه الشريحة لذلك كان من الضروري اتخاذ الخطوة الاولى للتوجه لافتتاح اختصاصات نوعية وغير موجودة عندنا وقد تصدت امال بالتعاون مع جامعة دمشق لهذه الخطوة التي نأمل ان يتلوها خطوات عملية اخرى.
قام الدكتور علي تركماني نائب رئيس مجلس امناء (امال) والدكتور عمار سليمان عضو مجلس الامناء والدكتور عامر مارديني نائب رئيس جامعة دمشق بتوزيع الشهادات على الخريجين كما تم تكريم السيدة سوزان زهر الدين المديرة التنفيذية الاولى(لآمال).
في ايلول 2005 تجلى دور (امال) في المشاركة في مؤتمر الاولمبياد بعنوان ( حياة افضل للمعوقين).
في عام 2004 ساهت (امال) بشكل كبير في تعديل قانون المعوقين في سورية واصداره رسميا.
عام 2005 ساهمت في الاعداد لقانون افتتاح مراكز ومعاهد التربية الخاصة.
عام 2006 افتتاح مركز التوحد الذي يعنى بتأهيل الاطفال التوحديين ومحاولة دمجهم بالمجتمع ويضم المركز حوالي 18 طفلا توحديا وعددا من الاختصاصيين والمعلمين المساعدين اضافة الى الخدمات المساندة.
في عام 2004 تم تخريج 19 اختصاصيا في تقويم النطق واللغة بدرجة ماجستير اضافة لمعيدتين لصالح جامعة دمشق بالتعاون مع الجامعة الاردنية وتعتبر هذه الشهادة اول درجة ماجستير في سورية في تقويم النطق واللغة.
هناء ديب
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد