المتشرد السوري... يتكاثر في الشوارع
ينام في موقف للباص منتظراً الصباح، لا يفصله عن الأرض والبرد سوى ملابسه. يشترك في هذه المواصفات الكثير من البشر في سورية، وهم في متناول أعين أي شخص يمشي في الشوارع السورية.
تشير كل الدراسات الحكومية والغير حكومية أن نسبة الفقراء في سورية ترتفع، إذ ارتفعت النسبة باستخدام الخط الأدنى للفقر '30 دولا شهرياً للفرد' من 11.4 عام 2004 إلى 14.31 عام 2007، ذلك حسب الدراسة الأخيرة لباحثي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذاً يعيش 2.73 مليون سوري تحت هذا الخط، غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الطعام.
وسط كل هذا الفقر يظهر التشرد الذي ينام أبطاله في الحدائق والشوارع لعد قدرتهم على العيش تحت أي سقف، والمتشرد وفقاً للقانون السوري حسب نص المادة 600 من قانون العقوبات العام، هو كل صحيح لا مسكن له ولا وسيلة للعيش ولا يمارس عملاً من شهر على الأقل ولم يثبت أنه سعى السعي الكافي للحصول على عمل.
لا إحصائيات رسمية سورية عن المتشردين ولم يتم التطرق لمساعدتهم أو تأمين مساكن وأعمال تقيهم تشردهم وتبعدهم عنه، بل ينظر القانون السوري إلى هذه الشريحة على أنها مخطأة تستحق العقاب، وفقاً لعنوان الباب العاشر من قانون العقوبات العام الذي عاقب على التسول والتشرد حين التكرار.
الفقر يزداد والبطالة تزداد وبذلك ستكبر هذه الشريحة من السوريين، إذ أكد محللين اقتصاديين نسبة المتعطلين عن العمل في سورية تصل إلى 20% داخل المجتمع السوري، وتظهر ذلك أرقام مكاتب التشغيل التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ففي حمص بلغ عدد المسجلين منذ عام 2001 مايزيد عن 197183 مسجل، تم تعيين 6494 منهم فقط، وفي مكتب تشغيل اللاذقية بلغ عدد المسجلين منذ 1-3-2001 ولغاية 2-11-2006م 170011 مسجلاً، تم تشغيل 3900 منهم فقط.
ربما لم يكن منظر النوم في الشارع مألوفاً للمواطن السوري، لكنه تحول اليوم إلى اعتيادي، خصوصاً في شوارع دمشق وحدائقها...!
عامر مطر
المصدر: سورية الغد
التعليقات
تقرير جيد
إضافة تعليق جديد