الكشف عن لقى بيزنطيةفي خان أرنبة وكتابات صفائية رومانيةبالسويداء
تقع بلدة خان أرنبة إلى الشمال الشرقي من القنيطرة في أرض بركانية قليلة التموج على طريق دمشق - القنيطرة, وعرفت بهذا الاسم نسبة للخان الذي بها, وتقوم البلدة القديمة فوق بلدة أثرية أقدم منها وذلك من خلال تواجد الآبار الرومانية والبرك الرومانية القديمة, ومن خلال الآثار المنقولة المكتشفة في قرية خان أرنبة ومنها تمثال حجري لربة النصر وأجزاء من معصرة زيتون رومانية.
ومؤخراً تم الكشف عن مدفن أثري كان يتوضع تحت منزل قديم لأحد أبناء البلدة, حيث أثناء الحفر لتشييد بناء حديث تم الكشف عنه على الفور فتم إيقاف البناء وبوشرت أعمال التنقيب الطارئ في المدفن الذي توضع تحت أعماق حوالي أربعة أمتار, وعن المدفن الأثري ووضعه وأبرز المكتشفات قال السيد عبد الله مرعي رئيس دائرة الآثار بالقنيطرة إنه بني من الحجارة البازلتية المشذبة حيث ربطت بين المداميك بملاط الجص, توضع الباب في الجهة الشرقية حيث تألف المدخل من سواكف حجرية وركّب بها باب حجري بازلتي وعليه حلقة حديدية, طول الباب حوالي 89 سم وعرضه 62 سم وسماكته 14 سم, احتوى الباب على زخرفة نافرة وغائرة , من الأعلى شريط زكزاك ونتوءات عددها ثمانية, ثلاثة في أسفل الباب وثلاثة في الأعلى واثنان على الجوانب استخدم فيها مبدأ التناظر, توضع الباب فوق عتبة, بلغ عرض العتبة التي يرتكز عليها الباب 50 سم, أما العتبة الداخلية فعرضها 45 سم.
المدفن من الداخل: يأخذ المدفن شكل غرفة مستطيلة 585 سم * 177 سم, احتوت على معازب الدفن التي تألفت من 24 قبراً توضعت بطابقين وتوزعت على النحو الآتي:
على الجهة اليمنى للمدخل خمسة قبور في الأسفل وخمسة قبور فوقها وعلى الجهة اليسرى للمدخل خمسة قبور في الأسفل وخمسة فوقها وفي صدر المدفن مقابل الباب قبران بالأسفل وقبران بالأعلى, بالإضافة إلى جيبين على يمين ويسار هذين القبرين احتوت على بقايا عظام وجماجم عدد .2
وقد بنيت جميع القبور من بلاطات حجرية تقف بشكل عمودي عددها خمس وطولها 40*65 سم وسماكتها 18 سم, كما تم طلاء أرضية القبور بطبقة من الجص وربما يكون المدفن كله قد طلي بهذه الطبقة, أما طول القبر فكان 20 سم وتأخذ جميعها شكلاً مستطيلاً, أبعاد الفوهة 69*58 سم لجميع القبور, وقد غطي المدفن بقطاعيات حجرية ووضعت بشكل عرضاني من الشمال إلى الجنوب أطوالها 180 سم وعرضها 32 سم.
ويضيف مرعي: تعرض المدفن للتخريب والعبث من الداخل منذ زمن بعيد, حيث عثر على كميات من العظام قد جمعت خلف الباب وعلى جانبيه, كما عثر على بعض القبور منظفاً بشكل كامل حتى إنه لاتوجد أي عظام بشرية فيه وعلى مايبدو أنه تم الدخول للمدفن وفك أغطية فوهات القبور ورميها في فسحة المدفن من الداخل وكما سد بالبعض منها القبور الأخرى بعد أن تم العبث بها وسرقة محتوياتها, وقد تم العثور على سراج يعود للعصر الإسلامي وقد وضع في أحد القبور النظيفة تماماً من أي عظام بشرية.
ولوحظ إنغمار أرضية القبور السفلية والمدفن بالماء المتسرب من الأرض منذ فترات قديمة نظراً للطين وكميات الماء المتجمعة في أرضية المدفن, لذلك تركز العمل على تنظيف وتجميع التراب من القبور وغربلته من أجل الحصول على أي دلائل أثرية ممكنة, حيث تم العثور على خرز لون أخضر دقيق جداً عدد 1 وخاتم متأكسد من الحديد وخرز أبيض اللون عدد 2 وخمس قطع نقدية متأكسدة برونزية غير واضحة المعالم وأجزاء من أساور زجاجية ومعدنية متأكسدة وجزء علوي من جرة فخارية مكسورة.
وأثناء تنظيف الأرضية وتحديداً عند الجهة اليمنى للمدخل, عثر على سراج فخاري عليه نقش الصليب المقدس وزخرفة نباتية, مكسور وبحاجة للترميم, بالإضافة لكم هائل من العظام البشرية, ونظراً لخطورة العمل في داخل المدفن وخاصة على الجيبين الداخليين في صدر المدفن ولوجود كميات من المياه المتسربة توقف العمل.
وقد تمت دراسة الكسر الفخارية التي تم العثور عليها وقد بلغ عددها 172 وتبين أن النسبة الأكبر تعود للعصر الإسلامي وهي بنسبة 55.80 % يليها العصر البيزنطي بنسبة 45.43%.
وتم العمل على حفر أسبار أثرية إلى الغرب من المدفن لمعرفة إذا كانت المنطقة أثرية وتم الكشف عن جدار مبني من حجارة بازلتية مشذبة حيث يمكن القول إنه عبارة عن أساس بناء لغرفة, ومن اللقى الأثرية التي تم العثور عليها مروة كحل برونزي وجرس برونزي متأكسد صغير, ومن خلال دراسة الكسر الفخارية من منطقة السبر والتي بلغ عددها 288 تبين أن النسبة الأكبر تعود للعصر الإسلامي بنسبة 65.62 % يليها العصر البيزنطي بنسبة 34.37 %.
- وفي السويداء توصلت البعثة الوطنية في منطقة (الزلف) النمارة إلى معطيات أثرية وتاريخية هامة وأكد الأستاذ حسين زين الدين رئيس البعثة أن أعمال المسح والتوثيق للكتابات والرسوم الصفائية في الموقع وثقت 1500 من أصل 2500 كتابة ورسم منها ما يشير إلى وقائع ترد لأول مرة وجرت بعد احتلال الرومان لبصرى وتأسيس الولاية العربية 106 للميلاد مثل (سنة سالم القيصر هدربانوس الأنباط) ومن ثم في عصر هدريان الذي استلم الامبراطورية الرومانية بعد وفاة تراجان و(سنة مات الملك أغريبا) إشارة للوالي الروماني المحلي أغريبا الأول (37-44) ميلادي أو الثاني (53/54)-(92/93) و (سنة نجا مالك) ويرجح أنه ( مالك الثالث ابن رب أيل) نهاية الفترة النبطية ونجاته من حملة الرومان على بصرى والمناطق النبطية الجنوبية و(سنة حرب آل دأف) وهي تشير إلى إحدى الحروب المحلية ضد إحدى القبائل الصفائية (آل دأف) واكتشاف العديد من سلاسل الأنساب للقبائل كآل ضيف وآل عوذ وآل أشلل واكتشاف كتابة يرد فيها ذكر لمدينة حماة وأخرى لمدينة جرش في الأردن إضافة إلى الكتابات العربية الإسلامية الغنية بمضامينها,من الفترتين الأيوبية والمملوكية وتشير إحداها إلى أن جبل حوران أخذه بنو هلال من بني أسد كما عثر على مقطوعة دعاء ديني أدبي ورسوم لحيوانات البيئة ومشاهد صيد ورقص وتدريبات حربية والأهم اكتشاف رسم لعود الحراثة, ما يدل على معرفة أبناء المنطقة بالزراعة وتحضر أجزاء منها وكانت البعثة توصلت خلال العامين الماضيين حسب المصدر ذاته إلى اكتشاف الأبجدية الصفائية الرابعة التي تكتشف في سورية,السابعة بشكل عام بحساب الأبجديات الصفائية المكتشفة في الأردن » ثلاثة منشورة سابقا« أما بالنسبة لسورية فقد نشرت أبجدية واحدة من قبل البعثة السورية الإنكليزية المشتركة بعد أن تم اكتشافها عام 1995 أما الأبجديتان الباقيتان فقد تم اكتشافهما في موقع العيساوي (واحدة عام 1996 والثانية عام 2002) ولم تنشر بعد وتم اكتشاف العديد من النقوش المؤرخة بتواريخ محلية معروفة من قبل القبائل العربية القديمة تشير إلى مجيء ابن القيصر بالتبني جرمانيكوس إلى سورية-فلسطين ومن ثم وفاته في إنطاكية عام 19 للميلاد وتم اكتشاف خطأ كبير شائع بين العلماء وهو أن جد قبيلة ضيف هو وهب إيل الذي هو أيضا جد قبيلة آل عويذ وهذا الخطأ كان ناجما أساسا عن قراءة مغلوطة لأحد النقوش والاسم الحقيقي لجد هذه القبيلة هو (رهي) وهي قبيلة عربية شهيرة قبل الميلاد ويعود إليها تأسيس قبيلة الرها الواقعة في تركيا اليوم والتي تأسست فيها ولاية عربية في الفترة الرومانية وكان يحمل غالبية ملوكها اسم أبجر, واكتشاف العديد من أسماء القبائل الصفائية الأخرى والعديد من الرسوم الصخرية لحيوانات مثل:( الأسد-الضبع-الذئب-الحصان-الحمار-الجمل-بقر الوحش-الغزال-الجدي البري (الوعل)-النعامة) ولكن أهم رسم حجري تم اكتشافه ولم يرد سابقا في الرسومات المنشورة هو رسم لحصان يجر عربة وبها شخصان واكتشاف العديد من الكتابات العربية العائدة للفترة الأيوبية-المملوكية وفيها ذكر لبعض قرى المحافظة كالرشيدة واسعنا شعف وبينها بعض الكتابات بالخط الكوفي الجميل 9- اكتشاف كتابة يونانية واحدة.
وكانت البعثة قامت منذ بداية الشهر الأخير من العام الماضي 2006 بأعمال مسح الكتابات الصفائية في منطقة النمارة وشمل المسح المنطقة الواقعة في الجانب الجنوبي الغربي من تلة النمارة مقابل الجسر الروماني القديم في وادي الشام.
حيث تبين أن المنطقة غنية بالكتابات الصفائية والعربية من الفترتين الأيوبية والمملوكية إضافة إلى الرسوم الحجرية العائدة لفترات زمنية مختلفة.
وتمكنت من توثيق 1500 نقش صفائي وعربي وسيط إضافة إلى عشرات الرسوم الصخرية التي تم جمعها وتوثيقها ,وتعكس هذه النقوش والكتابات والرسوم غنى كبيرا بالمضامين اللغوية والتاريخية وبالرسوم المعبرة ما يتطلب متابعة المسح في هذا الموقع خلال العام 2008 وقد تم رفع مذكرة إلى المديرية العامة تطالب بذلك نظرا لأنه لا يزال هناك الكثير من الكتابات الأخرى غير المعروفة أو المنشورة سابقا والتي تستحق الجهد والعناء وذلك على طريق الاستغناء عن الباحثين الأجانب في هذا المجال وتشجيع الكادر الوطني.
خالد محمد خالد- منهال الشوفي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد