القذافي وساركوزي: تبادل تأكيد وتكذيب
لم يكد يمضي على زيارة العقيد معمر القذافي في فرنسا، 24 ساعة حتى أثار مجدداً موجة من الانتقادات والجدل، شارك فيها قصر الإليزيه، عندما قال مكذباً مضيفه نيكولا ساركوزي، بأنه لم يبحث مسألة حقوق الإنسان معه، وعندما انتقد «تدويل» أزمة دارفور.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان ساركوزي قد طلب منه «إحراز تقدم في مجال حقوق الإنسان»، قال القذافي لشبكة «فرانس 2»، أمس، إنه «لم يتطرق وساركوزي إلى هذه المواضيع.. نحن أصدقاء ومقربون ونتعاون»، ما استدعى رداً سريعاً من الإليزيه.
وأكد كبير مساعدي ساركوزي كلود غيان أن «الرئيس تحدث عن حقوق الإنسان مطولاً مع معمر القذافي، ومرتين، أثناء محادثاتهما، ثم إلى مائدة العشاء»، أمس الأول، منصباً نفسه «شاهداً على ذلك».
وفي البرلمان أيضاً، لم يكن القذافي ضيفاً «مرغوباً فيه»، حيث غادر نواب الحزبين الاشتراكي والخضر القاعة احتجاجاً، فيما قال النائب عن حزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية» الحاكم فرانسوا غولار إن «استقبال هذا الزعيم الطاغية والإرهابي، في البرلمان، أمر خاطئ»، بينما تساءل زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند «تريد أن تقول لي إنه من أجل تعويض (العجز الفرنسي) يجب أن نذعن لهذا وذاك؟ إذاً لماذا ليس مع الرئيس الكوري الشمالي؟».
وداخل البرلمان أثار القذافي استياء الإليزيه أيضاً، عندما انتقد «تدويل نزاع دارفور» قائلاً «إذا تركنا سكان دارفور يتدبرون أمورهم، أزمتهم ستنتهي بنفسها.. إذ لا نريد دارفورات أخرى في تشاد وأفريقيا»، معتبراً أن «الفقراء يأملون في تواصل الحرب كي تستمر المساعدات».
وجاء رد الرئاسة الفرنسية سريعاً، حيث قال غيان إن حل أزمة دارفور «لا يمكن أن يكون إلا دولياً.. وتجب مساعدتهم فعلاً».
كما دعا القذافي في البرلمان الفرنسي إلى إقامة «دولة ديموقراطية واحدة» إسرائيلية فلسطينية إذ «لا يجوز فصل» الإسرائيليين عن الفلسطينيين.
ولعل ما يعزّي باريس هو أن القذافي أعرب عن «حماسته» لمشروع الاتحاد المتوسطي الذي أطلقه «صديقه العزيز نيكولا ساركوزي»، الذي سيلتقي به اليوم، وهي حماسة تسعد ساركوزي، وتضاف إلى سجل الصفقات بالمليارات التي وقعها الجانبان.
إلى ذلك، أكد مصدر مطلع في الرئاسة الفرنسية أن طرابلس تعتزم شراء 14 مقاتلة رافال و35 مروحية، بقيمة تصل إلى 4.5 مليارات يورو، وذلك في إطار «مفاوضات حصرية» بين الجانبين تشمل أيضاً شراء «6 سفن وآليات مدرعة ورادارات للدفاع الجوي وصيانة طائرات ميراج»، فيما أكد مكتب ساركوزي توقيع اتفاق ليبي فرنسي للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية يشمل «صفقات لا تقل قيمتها عن ملياري يورو».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد