الغمد والمقبض والخنجر بطاقة هوية في اليمن
«الجنبية»، هي خنجر بغمد وحزام يُلَفُ على الخصر، سلاح يتميز معظم اليمنيين بحرصهم الشديد على التمنطق به. وبصرف النظر عن الرمزية التي تقدمها الثقافة التقليدية بكونها دلالة على الرجولة والقوة والشجاعة، تدل هذه الجنبية على أصل حاملها وفصله قبل أن ينطق بأية كلمة.
وقد يفاجئك البعض عندما يقولون عن شخص رأوه للمرة الأولى ولم يتكلموا معه: هذا حاشدي - نسبة لقبيلة حاشد - أو بكيلي أو مأربي أو بيضاني أو حضرمي أو يافعي، أو أنه لا ينتمي الى قبيلة محددة، أو أنه قاضٍ. ويستطيعون استخلاص معظم المعطيات من خـــلال مكـــونات الجنبية التي يلبسها الشـــخص المعني، رغـــم أن هذه الفـــوارق لم تعد بارزة كما كـانت في الماضي.
ويقول بائع الجنبيات في سوق الملح في العاصمة اليمنية علي الأريم إن للجنبية مكونين أساسيين وهما الرأس – المقبض - والنصلة – الخنجر. والمقبض نوعان: العزيري والكرك. وللنوع الأول – العزيري - أربعة أصناف - الصيفاني والزراف والأسعدي والبصلي -، مرتبة تنازلياً وفقاً لجودتها، ومصدرها قرن وحيد القرن فهي الأغلى سعراً ولا يقتنيها ويلبسها إلا الأثرياء والوجهاء -. أما النوع الثاني - الكرك - فيقسم إلى ثلاثة أصناف -المصوعي والمحبشي والصيني -، مصدرها قرن الجاموس، وهذه الأصناف الثلاثة أقل سعراً وأوسع انتشاراً. ومن شكل مقبض الجنبية يتم التعرف على الجهة التي أتى منها الشخص.
أما الخنجر فقد يكون قديما أو حديثا، والقديم منها مطلوب وسعره أغلى، ويصنع من الفولاذ أو الحديد وخاصة قطع جنزير الدبابات والأخير هو الأفضل والأغلى سعراً، إذا كانت صناعته حضرمية. والأغماد ليست نوعاً واحداً، فهناك ما هو خاص بالقبائل وما هو مخصص لغير القبائل.
وللسادة والقضاة جهاز خاص بهم يعرف باسم «التوزة أو الثومة»، وهو شبه مستقيم وحزامه عريض ويتجه من أسفل يمين البطن إلى يسار الصدر. أما الفئات التي ينظر لها بأنها الأدنى في السلم الاجتماعي، فيتميز جهاز جنبيتها بكونه أكثر زينة عن بقية الأجهزة.
وهناك جنابي قيل إن سعره بلغ مليون دولار أميركي. وهناك روايات تتداولها الأوساط الشعبية عن جنبية الإمام يحيى بن حميد الدين (قائد الحركة الوطنية اليمنية ضد أخر تواجد تركي في اليمن، تولى الحكم 1911-1948)، والتي وصلت إلى شيخ قبيلة حاشد المرحوم عبد الله بن حسين الأحمر. ولذلك تعد أشهر الجنبيات في اليمن كونها قد تنقلت بين ثلاثة ملوك لليمن وشيخ لأكبر القبائل نفوذاً قبــل أن يســـتقر بها المقام الآن في عهدة الشيخ صادق الأحمر.
(عن «دويتشه فيله»)
إضافة تعليق جديد