الصحافة الأمريكية اليوم
تباينت اهتمامات الصحف الأميركية اليوم الأحد، فتناولت إحداها مجزرة حديثة العراقية واستبعدت أن تكون مجرد وحشية عفوية، وتحدثت أخرى عن أميركية عملت على صيد المشتبه بهم في الإرهاب عبر رسائلها الإلكترونية، وعلقت ثالثة على انتخابات بيرو الرئاسية.
قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها معلقة على مجزرة حديثة، إن عملية القتل التي تمت بدم بارد في نوفمبر/تشرين الثاني سيكون من الصعوبة بمكان التغاضي عنها كواحدة من عمليات ضبط الدمار الذي لحق بواشنطن.
وقالت إن هذه الواقعة لا يمكن اعتبارها مجرد وحشية عفوية نفذها مجموعة من الرجال السيئين.
ومضت تقول "طالما وصلنا إلى الوضع الذي كنا نتوخى تجنبه، فلن يجدي نفعا حصر اللوم بمجموعة صغيرة من وحدة مشاة البحرية وتجنب المسؤولين في الإدارة الذين وفروا الفرص لهذا النوع من المآسي عبر تقديم متعمد لقوانين غامضة تحكم تصرفات الجنود في الميدان.
وتابعت أن على التحقيق أن يطال تصرف القادة الكبار المسؤولين عن ضمان تصرف محترف وقانوني للضباط ذوي الرتب المتوسطة الذين تستروا على واقعة حديثة.
وانتقدت الصحيفة تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش التي خلت من تأكيد على أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) لن يحاولا ثانية حماية المسؤولين العسكريين والسياسيين الكبار من المسؤولية المناسبة، مضيفة أن هذا النموذج هو الذي اتبع عقب فضيحة أبو غريب ومقتل السجناء في قاعدة بغرام بأفغانستان وسلسلة التعذيب والعدالة بحسب المبادئ الدستورية في غوانتانامو.
وأضافت أن عمليات ضبط الدمار الذي لحق بواشنطن ساهمت في حماية سمعة المسؤولين ولكن على حساب السمعة الدولية وشرف الولايات المتحدة.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة إطلاع الشعب الأميركي على الخطوات التي اتخذت في التحقيق والقيام بدورات تثقيفية في الأخلاقيات لضمان عدم تكرار مثل تلك الأفعال.
وختمت بالقول إن الأمر لم يعد مفاجئا أن تصبح حرب اندلعت بناء على معلومات استخبارية مزيفة، غير مقبولة لدى الشعب الأميركي.
تناولت صحيفة واشنطن بوست ما قامت به شانين روسميلر من صيد لمن يفكرون بالجهاد وارتكاب أعمال إرهابية، عبر تزويد رسائلها الإلكترونية بأفلام مصورة لغربيين مقطوعي الرأس.
وقالت روسميلر إنهم "مجرد رؤيتهم للرؤوس المجزوزة يبتهجون وكأنها أفلام للروك" مضيفة "أبدي لهم دائما بأنني واحدة منهم".
وروسميلر التي تعمل في مدرسة ثانوية بمونتانا وقاضية في البلدة المجاورة، وجدت نفسها بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول أمام عمل ليلي غير مدفوع الأجر، إذ إنها دأبت في أنصاف الليالي بينما يغط أهلها في النوم، على استخدام الإنترنت للبحث عن المشتبه بضلوعهم في الإرهاب.
وكانت روسميلر تقدم نفسها في رسائلها على أنها أحد الكوادر المنفذة في تنظيم القاعدة، وقد ساهمت في اعتقال أميركيين اثنين عام 2004 وقدمت معلومات صنفت بالهامة لمكتب الاتحاد الفدرالي ووكالة المخابرات المركزية.
وينصب اهتمام روسميلر على ملاحقة "الإرهابيين" الأجانب حيث تمكنت من تقديم أكثر من 60 حزمة من المعلومات عن مشتبه بهم خارج الولايات المتحدة الأميركية.
في إطار تعليقها على انتخابات بيرو، قالت صحيفة واشنطن تايمز في افتتاحيتها إن المرشحة لورديس فلوريس نانو كانت أفضل فرصة لازدهار طويل الأمد وإنهاء الفقر في بيرو.
ومضت تقول إن خسارة فلوريس في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية لصالح آلان غراسيا وأولانتا هومالا حوَل السباق إلى منافسة باعثة للأسى بين فشل محتوم وكارثة محتملة.
وقالت إن غارسيا سجل عهدا كئيبا من السلطة في ولايته الرئاسية السابقة، بيد أن هومالا وعد بالعمل بما هو أسوأ حاشدا بيرو سياسيا وأيدولوجيا للانضمام إلى ركب تشافيز في فنزويلا وإيفو موراليس في بوليفيا.
واختتمت بالقول "إذا ما أصبح غراسيا رئيسا للبلاد فإن سجله يشير إلى تراجع في الاقتصاد المتنامي"، داعية واشنطن إلى عدم التغاضي عن القسم الأكبر من المعارضين في بيرو للنموذج الفنزويلي.
المصدر : الجزيرة
إضافة تعليق جديد