الرئيس الصيني يزور السودان ويسعى لعلاقات أقوى
تعهد الرئيس الصيني هو جين تاو بمستوى تعاون جديد بين بكين وثالث أكبر شريك تجاري في افريقيا في بداية أول زيارة يقوم بها الزعيم الصيني للسودان يوم الجمعة.
وكان زعماء أجانب أعربوا عن أملهم في أن يستغل هو الرحلة للضغط على الرئيس السوداني عمر حسن البشير لقبول قوات تابعة للامم المتحدة في دارفور وحل الصراع المستمر منذ أربعة أعوام في غرب السودان.
وقال مصدر حضر المحادثات يوم الجمعة بين الزعيمين ان هو قال للبشير ان "دافور جزء من السودان ويتعين عليكم حل هذه المشكلة."
ولكن من المتوقع أن تركز زيارة هو على العلاقات الاقتصادية المتنامية أكثر من إحلال السلام في غرب السودان. وتستغرق الزيارة يومين وتتضمن زيارة مصفاة لتكرير النفط بنتها الصين في السودان.
وقال هو في بيان أشار أيضا الى تعزيز العلاقات الاقتصادية "انني واثق من ان هذه الزيارة ستسهل تقوية الصداقة التقليدية بين الصين والسودان ودعم التعاون بين البلدين الى مستوى جديد."
واصطف مئات الاشخاص الذين يلوحون بلافتات كتب عليها "مرحبا هو جين تاو .. مرحبا في السودان" في شوارع العاصمة التي زينت بالاعلام السودانية والصينية.
ويقيم الاف الصينيين في السودان حيث يعملون في مشروعات الانشاءات وصناعة النفط الناشئة.
وفي المصفاة التي من المقرر أن يزورها هو على بعد حوالي 75 كيلومترا شمالي الخرطوم اصطف مئات من العمال الصينيين مرتدين زيا أصفر اللون وقبعات زرقاء مقدما لتحيته.
وشددت الاجراءات الامنية في المكان وهو عبارة عن مجمع من المباني الجديدة والطرق المرصوفة حيث تنتشر صفوف من السيارات الجديدة. وتعالج المصفاة حوالي 100 ألف برميل من الخام يوميا.
والحكومة السودانية التي تخضع لعقوبات امريكية صارمة تعتمد بشدة على حليفها الاسيوي في زيادة انتاج النفط الى 330 ألف برميل يوميا واقامة مشروعات بنية أساسية رئيسية مثل السدود والطرق.
واستفاد اقتصاد السودان من الاموال الصينية والاسيوية ويتوقع أن ينمو بنسبة 13 في المئة هذا العام.
وفي نوفمبر تشرين الثاني كان السودان رابع أكبر مصدر لواردات النفط الخام للصين وبلغ حجم التجارة بين البلدين 2.9 مليار دولار خلال الاحد عشر شهرا الاولى من عام 2006 وفقا للاحصائيات الصينية ليكون ثالث أكبر شريك تجاري بعد جنوب افريقيا وانجولا.
وأثارت سياسة المساعدات الصينية التي لا تقترن بقيود في أنحاء أفريقيا قلقا في الغرب. ويقول مسؤولون غربيون ان هذه السياسة يمكن أن تقوض جهودهم لربط الحكم الجيد وامكانية المحاسبة وحماية حقوق الانسان بالمساعدات المالية والتعاون.
وضغطت الولايات المتحدة بوجه خاص على الصين لاستخدام نفوذها الاقتصادي في إقناع الخرطوم بانهاء الفظائع في اقليم دارفور حيث تسببت الحرب المستمرة منذ اربع سنوات في مقتل نحو 200 الف شخص ونزوح 2.5 مليون من ديارهم.
ويبيع السودان معظم نفطه الخام الى الصين. ويستخدم كل الاطراف في صراع دارفور سلاحا صينيا رغم فرض حظر سلاح على المنطقة.
وتقدم الصين ايضا حماية دبلوماسية للسودان في مجلس الامن الذي يدخل في مواجهة مع الخرطوم بشأن بعثة تابعة للامم المتحدة لحفظ السلام في دارفور.
وقالت اريك ريفز الخبيرة الامريكية في شؤون دارفور ان "الحقيقة الواضحة هي أن الصين لم تبدأ في استغلال أي من نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي الذي لا يمكن مقاومته لدى نظام الخرطوم."
وأضافت "والى حين تفعل (الصين) ذلك لن يتوقف التدهور الذي لا يمكن التسامح بشأنه في الامن بالنسبة للمدنيين وموظفي الاغاثة الانسانية".
وسوف تستضيف الصين دورة الالعاب الاولمبية في عام 2008 ويقوم نشطاء حقوقيون بحملة لمقاطعة الدورة اذا لم تستغل الصين مقعدها الدائم بمجلس الامن لممارسة ضغوط على السودان لقبول قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في دارفور.
ويقوم هو بجولة أفريقية تشمل ثماني دول لتعزيز العلاقات في فترة تشهد طلبا صينيا كبيرا على المواد الخام لتوفير احتياجات توسعها الصناعي السريع.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد