الدوافع الخفية لدول الخليج التي سرعت في خطوات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي
أكد كاتب “إسرائيلي” بأن “الوتيرة المذهلة للعلاقات “الإسرائيلية”-العربية تلقي ضوءاً جديداً على جانب أقل شهرة في التطبيع بين “إسرائيل” والخليج عبر السلام الإقليمي”.
وقال الكاتب رفائيل أهارون في مقاله على موقع “زمن إسرائيل”: “رغم أن علاقة الإمارات العربية المتحدة و”إسرائيل” كانت استراتيجية لأكثر من عقد، فإن توقيت توقيع الاتفاقيات له قيمة جيوسياسية مهمة، حيث اتخذت “إسرائيل” خطوات حاسمة للحفاظ على ميزان القوى بين الدول العربية المتنافسة، لمنع إيران من استغلال أزمة الخليج”.
وأضاف أن “هذا التطبيع والاتفاقيات عززت فعلياً التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والإمارات، وأثبتت أنها “صانع سلام” غير معقول، وفي الوقت ذاته فإن التنافس المشترك مع إيران هو ما يقرب إسرائيل من دول الخليج”.
وأشار إلى أنه “رغم أن الإمارات وعُمان وقطر والبحرين تقترب من إسرائيل، فإن دوافعها ليست مدفوعة بالخوف من إيران، لكن من الخصومات داخل مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك في واشنطن، فعُمان الأقرب لإيران بين دول الخليج استضافت رئيس الوزراء نتنياهو في تشرين الأول 2018 للإظهار لجيرانها أنها تتمتع بدعم إسرائيل، في حين أن التقارب الإماراتي مع إسرائيل مدفوع بالدرجة الأولى بالرغبة بتأمين موقعها في واشنطن”.
ويرى أهارون أن “أزمة حصار قطر من دول الخليج دفعت الإمارات إلى أن تعرض على إسرائيل التطبيع بشكل كامل للعلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك مع البحرين، مقابل دعم موقفها من قطر، وبما أن الإمارات وعُمان لديهما تجربة إيجابية في الاتصالات مع إسرائيل، فمن المفارقات أن الأخيرة هي اللاعب الوحيد خارج مجلس التعاون الخليجي المقبول من الطرفين المنقسمين، بعكس تركيا وإيران”.
وأشار إلى أن “تعزيز الإمارات لعلاقاتها بإسرائيل يأتي مع تمتعهما بقواسم مشتركة استراتيجية منذ 2008، عندما تم إنشاء قناة دعم عسكري تركز على التهديد الإيراني، وأدى توقيت اتفاقيات أبراهام لسيناريو انتصار ثلاثي: تأتي لإدارة ترامب قبل انتخابات تشرين الثاني، وتحقق لإسرائيل هدفاً استراتيجياً طويل الأمد يتمثل بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دولتين عربيتين؛ وبالنسبة للإمارات تصوّرها بأنها حالت دون ضم الضفة الغربية”.
وأكد أن “اتفاقيات أبراهام أعطت محمد بن زايد فرصة لتعزيز مكانة الإمارات بواشنطن، التي ضعفت بسبب أجندتها الإقليمية المتشددة، وتحالفها المثير للجدل مع ولي العهد السعودي، مع أن إحدى النقاط المثيرة للجدل في العلاقة المتنامية بين إسرائيل والإمارات هي طموحها بالحصول على طائرات إف35، ما يثير مخاوف إسرائيل من تآكل ميزتها العسكرية النوعية، وإمكانية أن يمتد وصول هذه الطائرات لدول خليجية أخرى”.
إضافة تعليق جديد