الحشرات تغزو بريطانيا بسبب ارتفاع حرارة الأرض
تنعم بريطانيا ومعظم الدول الاوروبية، والسياح العرب القادمون اليها، بطقس دافئ لم تعرفه منذ بدايات قياس معدلات الحرارة، في حين اعلنت الارصاد الجوية البريطانية ان تشرين الاول (اكتوبر) الجاري كان الادفأ منذ العام 1772 وشهد ارتفاع متوسط الحرارة فيه بمعدل ثلاث درجات مئوية الى حدود تراوح بين 16.5 و19.5 درجة.
ويؤمن ارتفاع الحرارة في الجزر البريطانية وفراً في الانفاق على التدفئة لكنه ينعكس سلباً على الاسواق التجارية التي لم تبدأ عرض الألبسة الشتوية لعدم الحاجة اليها بعد.
ويستطيع السياح العرب في لندن شراء ألبسة صيفية بأسعار مخفضة بنسبة تصل أحياناً الى 70 في المئة بعدما عانت مخازن كبرى مثل «ماركس آند سبنسر» و «نيولوك» و «نيكست» و «هارودز» من تراجع المبيعات بنسبة بلغت 2.5 في المئة مقارنة مع الشهور المماثلة من الاعوام الماضية بسبب «تمدد الصيف» الى آخر الشهر الجاري مع توقعات بأن يستمر الدفء النسبي ايضاً حتى اقتراب اعياد نهاية السنة.
واعاد القائمون على الارصاد معدلات الحرارة الجديدة الى ذيول الاحتباس الحراري، وهو السبب الرئيسي في تحولات الطقس، الذي سيؤدي في حال عدم اتخاذ اجراءات دولية كافية الى كارثة كبرى في مختلف انحاء العالم.
وكانت دراسة نُشرت حديثاً اشارت إلى أن درجة حرارة الارض الآن هي الأعلى منذ 12 ألف عام نتيجة ارتفاع حرارة الكوكب بشكل متسارع في الثلاثين عاماً الماضية.
وقال خبراء الأحوال الجوية وأحوال الأرض في وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء إن متوسط حرارة الأرض ارتفع بنحو 0.2 درجة مئوية في كل عقد على العقد التالي له خلال العقود الثلاثة الماضية.
وحذر العلماء من أن التلوث الناجم عن النشاط البشري يدفع العالم الى مستويات خطرة من التغير المناخي. ونتيجة لذلك فإن أنواعاً نباتية وحيوانية تجد صعوبة في الانتقال بالسرعة الكافية الى أجواء أكثر برودة هرباً من ارتفاع حرارة بيئاتها.
وأظهرت الدراسة التي قام بها باحثون من «ناسا»، ومن جامعة كولومبيا وجامعة سانتا باربرا في كاليفورنيا ، أن ارتفاع الحرارة بلغ أشده في دوائر العرض الأبعد عن خط الاستواء، اي في نصف الكرة الشمالي، ويبدو بشكل أكبر على اليابسة منه فوق المحيطات.
وقال الباحثون إن السبب وراء ارتفاع درجات حرارة تلك المناطق يرجع إلى الفقد الحاصل في الثلوج والغطاء المتجمد.
ومع ذلك يشكك باحثون آخرون في مدى دقة التكهنات، وقال البروفيسور كيث بريفا، الأستاذ في وحدة البحوث المناخية في جامعة إيست آنغليا البريطانية، «إذا لم نبطئ معدل الاحتباس الحراري، فمن المرجح أن الكثير من الأنواع الحية ستنقرض، وكأننا في الواقع ندفع بها خارج الارض».
ويعترف علماء بريطانيون بأن طول الصيف أدى الى تمديد فترة حياة بعض أنواع الازهار والنباتات الصيفية وحتى حشيش الحدائق التي شهدت تفتح ورود جديدة في غير مواسمها. كما ان أنواعاً من الطيور المهاجرة لا تزال تصل الى الجزر البريطانية وهي تتغذى من ملايين الحشرات والبعوض الغازية التي عادة ما تعيش في المناطق المتوسطية.
وقال فريق الباحثين أن معدل هجرة الحيوان وانتقال النباتات أبطأ من القدرة على التأقلم مع ارتفاع درجة الحرارة.
وكان الطقس في بريطانيا ومختلف انحاء اوروبا تحول بين الفصلين الثاني والثالث من السنة الى «استوائي» تتفاوت فيه الحرارة بنسب كبيرة وتراوح بين 10 و35 درجة وفقاً لحرارة الشمس والعواصف التي تضرب الجزر البريطانية وشواطئ اوروبا.
وافادت وزارة الصحة البريطانية عن تراجع معدلات الاصابة بالانفلونزا نتيجة تأخر تدني درجات الحرارة.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد