الحركات السلفية والاسلامية في لبنان من الدعوة والتبشير الى العمل السياسي المباشر

20-08-2011

الحركات السلفية والاسلامية في لبنان من الدعوة والتبشير الى العمل السياسي المباشر

بعد خروج "تيار المستقبل" من السلطة بفعل اسقاط قوى المعارضة السابقة حكومة سعد الحريري ونجاح نجيب ميقاتي بتشكيل حكومته الثانية، اعتقد الكثيرون ان "المستقبل" سيتراجع شعبياً على الساحة السنية على خلفية تراجع ما يعرف بـ"الخدمات" التي يقدمها، وان نجيب ميقاتي سيكون أبرز الرابحين بعد عودته الى رئاسة الحكومة، الا ان المفاجأة كانت بأن "الرابح الاكبر" هو الحركات السلفية والاسلامية لا ميقاتي.

السلفيون والاحداث السورية واستغلال الفرصة
قبل مدة كان الحديث عن قوة ودور الحركات السلفية والاسلامية في لبنان يعتبر من باب التضخيم الاعلامي في ظل الصراع السياسي القائم الذي أخذ طابعاً طائفياً، الا أن هذه الحركات اصبحت تظهر وبشكل كبير اليوم في مختلف المناطق اللبنانية ذات الاغلبية السنية، وتستطيع ان تنظم أكثر من تظاهرة في هذه المناطق وفي الوقت نفسه على خلفية الاحداث السورية، وذلك تضامناً مع الشعب السوري في حين انها في الماضي كانت تكتفي في اصدار البيانات وعقد المؤتمرات الصحافية.
ويرى مصدر مراقب على الساحة الاسلامية ان هذه الحركات استطاعت استغلال "فرصة مناسبة" الا وهي الاحداث السورية للاطلالة وبشكل قوي على الساحة السنية عبر تنظيم التظاهرات والاعتصامات المتضامنة، مذكراً بأن هذه القوى في اولى اعتصاماتها كانت تجمع العشرات أما اليوم فهي تجمع المئات.

"المستقبل" يتراجع مقابل "الحركات السلفية والاسلامية"
ويشير المصدر نفسه الى ان "هذه القوى لم تتأخر في اعلان موقفها من الاحداث السورية، مستغلة تعاطف شريحة واسعة في الشارع السني مع الشعب السوري، في حين تأخر "تيار المستقبل" في اعلان موقفه صراحة لحين صدور بيان رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري الشهير والذي تناول فيه احداث حماه"، لافتاً الى ان موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بـ"النأي" عن النفس وان كان هو "الافضل" على الصعيد الوطني، الا أنه لا يعبّر عن نبض الشارع السني الذي تجاوب مع مواقف القوى السلفية والاسلامية خاصة في طرابلس والشمال في ظل تراجع شعبية المستقبل نتيجة خروجه من السلطة وتراجع ما يعرف بـ"الخدمات" التي يقدمها بشكل كبير.

"القوة الصاعدة"
ويوضح المصدر المراقب أن "الخريطة السلفية والاسلامية في لبنان تتركز بشكل أساسي في مدينة طرابلس وعكار والضنية، والى حد ما في صيدا وبيروت والبقاع الغربي وسعدنايل وفي منطقة العرقوب، أي بشكل عام في المناطق ذات الاغلبية السنية"، ويرى ان هذه القوى قد تكون في طور قفزة سياسية كبيرة وغامضة، مشيراً الى أنه "بعد ان كانت تفوض "تيار المستقبل" القيادة السياسية على الساحة السنية فهي اليوم قادرة على بناء كيانها السياسي الخاص والخروج من اطار الدعوة والتبشير الى العمل السياسي المباشر".

"السلفيون" وانتخابات 2013
يعتبر المصدر نفسه أنه اذا استمرت الأوضاع على الساحة السنية على ما هي عليه اليوم، فإن الحركات السلفية والاسلامية ستكون قوة كبيرة في الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2013، موضحاً أنها ستكون "بيضة القبان" في العديد من الدوائر وقد تستطيع ان ترجح كفة من سيتحالف معها.
ويعتبر أنه اصبح من المؤكد أنه سيكون لها مرشحون على اللوائح الانتخابية في طرابلس وعكار وصيدا والبقاع الغربي، لافتاً الى أنه في ظل الصراع السياسي القائم فإن جميع القوى ستسعى الى كسب دعمها.

غموض البرنامج...
ليس هناك حتى اليوم برنامج سياسي معين تجتمع حوله الحركات السلفية والاسلامية في لبنان، ولا حتى هيئة قيادية تتولى التنسيق بينها، وتشعر باقي القوى اللبنانية بالقلق عند الحديث عنها فهل تتوحد في المستقبل وتزيل الغموض في برنامجها، وكيف ستتعامل مع واقع المجتمع اللبناني المتعدد الطوائف والمذاهب عند انتقالها من الدعوة والتبشير الى العمل السياسي المباشر؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...