الجيش يمهد لمعارك ما بعد «كاستيلو» حلب
بدأ الجيش العربي السوري التمهيد لعملياته العسكرية التي تلي إطباق الحصار على مسلحي الأحياء الشرقية من مدينة حلب عبر طريق «الكاستيلو»، آخر معبر لإمداداتهم، حيث كثف دكه المدفعي والجوي على مراكز المسلحين في مخيم حندرات وضهرة عبد ربه وحي غربي الزهراء وكفر حمرة التي من المفترض أن تشكل الأهداف المقبلة للجيش. فبعد إكمال الطوق على مناطق المسلحين بانتزاع السيطرة من المسلحين على حي بني زيد ومنطقة الليرمون الصناعية المشرفتين على «الكاستيلو» الخميس الفائت وهيمنة «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، على السكن الشبابي المتاخم لحي الشيخ مقصود، غدا مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين على التخوم الشمالية الشرقية لحلب محاصراً من ثلاث جهات في الوقت الذي أصبحت فيه منطقة الشقيف الصناعية تحت مرمى الجيش ومستديرة الجندول بداية الطريق من الجهة الشرقية في مرمى الوحدات.
وبيّن خبراء عسكريون ، أن لدى الجيش وحلفائه خيارات عديدة لاستكمال العملية العسكرية الرامية إلى إضعاف المسلحين ودفعهم للاستسلام أو القبول بالمصالحات الوطنية على غرار مسلحي حمص القديمة، وفي مقدمتها السيطرة على ضهرة عبد ربه عند المدخل الشمالي للمدينة التي تمكن السيطرة عليها من قطع خط الإمداد بين الريفين الشمالي والغربي للمحافظة، والأخير موصول مع أرياف إدلب فالحدود التركية. وتمكن السيطرة على «عبد ربه» من هيمنة الجيش على قرية الليرمون والصالات الصناعية فيها التي تشكل مدخل هيمنة المسلحين على قسم من غربي حي الزهراء، ما يعني أنه بمقدور الجيش تأمين المدخل الشمالي لحلب وتطهير جمعية الزهراء ثم الإعداد للتقدم نحو بلدة كفر حمرة المعقل الرئيسي للمسلحين ولـ«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) ثم مواصلة الزحف باتجاه المحور الشمالي من حلب عبر حريتان وحيان وعندان وبيانون وتل مصيبين آخر معاقل المسلحين في الريف الشمالي باستثناء مدينة إعزاز الواقعة على الحدود التركية التي تفصلها بلدة تل رفعت التي تسيطر عليها «حماية الشعب» عن الجيش.
وبدا من المرجح، بحسب خبراء عسكريين، أن الجيش عازم على فتح جبهتي ضهرة عبد ربه ومخيم حندرات في آن واحد وتوسيع طوق حصار مسلحي حلب بدل فتح معارك جانبية تستهدف السيطرة على أحياء جديدة داخل المدينة بعد أن أمن الأحياء الغربية من مرمى المسلحين في حي بني زيد الذي كلف المدنيين آلاف القتلى والجرحى على حين تظل جبهتا بستان القصر وبستان الباشا اللتان تشكلان تهديداً لحياة المدنيين أيضاً من ضمن أولويات الجيش الذي سينتهز أي فرصة لتطهيرهما وتأمين الأحياء المجاورة لهما.
وأفاد مصدر ميداني أن الجيش نفذ أمس أكثر من 20 غارة جوية على مراكز المسلحين في جمعية الزهراء ومخيم حندرات وضهرة عبد ربه على حين لم تهدأ مدفعيته وصواريخه عن دك تجمعاتهم طوال أمس الأول في هذه المناطق، وذلك في إطار تمهيد ناري قد تليه عملية اجتياح بري لقوات الجيش.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد