08-12-2017
الجيش يحكم سيطرته على كامل حوض الفرات بديرالزور
طرد الجيش العربي السوري وحلفاؤه تنظيم «داعش» من جميع بلدات وادي الفرات الجنوبي، ووصلوا مناطق سيطرتهم بين الميادين والبوكمال، لتصبح الطريق بين الحدود العراقية والداخل السوري مفتوحة بالكامل
أعلن مصدر عسكري أن وحدات الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة أحكمت سيطرتها على كامل حوض الفرات بريف ديرالزور بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي “داعش” في المنطقة.
وأفاد المصدر بأن وحدات الجيش أحكمت سيطرتها بالتعاون مع القوات الحليفة على كامل حوض الفرات وبسطت الأمن والاستقرار “في بلدات وقرى مدينة الجلاء وقصور أم سابا والصفصافة وعجرجة وحقل الورد والصالحية والصبخة والطوطحية والعباس والمرعي وشمر واللايج والقطعة والطارش وجبل نسورية والبقعان والرمادي وتل بني وتل خنزير والحسرات والعليوي والغبرة والعشاير والحرية وقلعة ماري والسيال إضافة إلى تأمين أتوستراد ديرالزور الميادين والميادين البوكمال”.
وبين المصدر أن عمليات الجيش أسفرت أيضا عن “القضاء على أعداد كبيرة من إرهابيي تنظيم “داعش” وتدمير عشرات الدبابات المدرعة والآليات المزودة برشاشات وتفكيك خمس مفخخات وإبطال وتدمير عدد من العربات المفخخة” إضافة إلى ضبط كميات ضخمة من الذخائر وأسلحة متنوعة من بينها دبابات ومدافع ثقيلة وعربات “ب م ب” ورشاشات محمولة.
بعد أقل من عشرين يوماً على استعادة مدينة البوكمال الحدودية، استكمل الجيش السوري وحلفاؤه تحرير كامل حوض الفرات الجنوبي من سيطرة «داعش»، محاصِرين التنظيم في جيب صحراوي واسع يمتد غرباً حتى أطراف مدينة السخنة. استعادة بلدات وادي الفرات لا تقلّ أهمية عن تحرير البوكمال، فتلك البلدات هي الطريق بين دير الزور والحدود العراقية، وتأمينها سيتيح تنشيط معبر البوكمال ــ القائم بالشكل المطلوب.
كذلك إن السيطرة عليها تعني طرد التنظيم من آخر نقاط سيطرته التي تضمّ تجمعات سكنية، ليبقى له منطقة صحراوية قد تشكل منطلقاً لعمليات أمنية ضد المدن والبلدات المحيطة بها. ومن المتوقع أن تشكل محطة «T2» أبرز أهداف تلك العمليات، نظراً إلى موقعها البعيد والمعزول في البادية.
وجاء هذا الإنجاز الميداني عبر تحرير آخر البلدات الفاصلة بين محوري نشاط الجيش شمال البوكمال وجنوب شرق الميادين. ونظراً إلى أهمية تلك المواقع لـ«داعش»، فقد كانت ضريبة استعادتها على المستوى البشري مكلفة، إذ استشهد عدد كبير من أفراد قوات الجيش وحلفائه خلال المعارك العنيفة التي شهدها محيط بلدات القورية والعشارة، وسواها.
وفي موازاة الإعلان الرسمي من قيادة الجيش عن تحرير كامل حوض الفرات، خرجت موسكو لتعلن هزيمة «داعش» في سوريا بنحو كامل. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين ــ بالتوازي مع تأكيد ترشحه لدورة رئاسية ثانية ــ انتهاء العمليات العسكرية على ضفتي الفرات بـ«هزيمة تامة للإرهابيين»، برغم «وجود بعض الجيوب المعزولة» للتنظيم. وبدا لافتاً أن بوتين كرّر ما طرحه خلال استقباله نظيره السوري بشار الأسد، عن ضرورة «الانتقال إلى المرحلة التالية»، وهي العملية السياسية، منوّهاً بالجهود المبذولة لعقد مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي. وأشار إلى العمل الجاري على «دستور جديد» لسوريا، ليجري بعده «الانتقال إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية».
ومع إعلان موسكو «النصر» على «داعش» في سوريا، خرجت وزارة دفاعها لتعلن أنها مستعدة لإجراء محادثات مع نظيرتها الأميركية لمساعدتها على تدمير التنظيم في غربي العراق. وأضاف النائب الأول لوزير الدفاع فاليري غيراسيموف، أن «التحالف الدولي» لم يحقق أي نجاحات كبيرة على الأراضي السورية. ورأى أن «وجود القوات الأميركية بالقرب من التنف، فقد أهميته بشكل واضح، وسيخلق عقبة أمام مسعى القوات الحكومية للسيطرة على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك حدود الدولة مع الأردن والعراق».
إضافة تعليق جديد