الجمود يحكم مسار تأليف الحكومة اللبنانية ودعوات للسنيورة بالاعتذار
شهدت الاتصالات والمشاورات على خط تشكيل الحكومة اللبنانية، مزيداً من المراوحة والجمود، بسبب الخلاف الحاد الذي استجد على صعيد توزيع الحقائب الخدماتية الأساسية بين رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، فيما شن رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط امس هجوماً حاداً على عون، من دون أن يسميه، واصفاً اياه بأنه “موغابي لبنان”، ومتهماً اياه بعرقلة ولادة الحكومة من خلال ما أسماه “شروطه التعجيزية” و”تهافته” على طلب الوزارات الحساسة داخلها، مستغرباً في المقابل “التهافت” على طلب وزارة الاتصالات، حيث ان هذه المواقف غير المشجعة لا تساعد على ابصار الحكومة النور خلال هذا الأسبوع، وخاصة ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري غادر بيروت أواخر الأسبوع الماضي في زيارة الى كل من اسبانيا لحضور مؤتمر ثقافي وكندا للمشاركة في مؤتمر برلماني، في وقت ذكرت مصادر مطلعة ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كان طلب سابقاً الأسبوع الماضي تشكيل الحكومة خلال 48 ساعة، لم يضع سقفاً زمنياً لتشكيل الحكومة.
وقالت المصادر نقلاً عن زوار سليمان انه “يأمل” تأليف الحكومة سريعاً، لأن الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي لم يعد يحتمل أي تأخير في تأليف الحكومة، فيما ذكرت مصادر سياسية مواكبة أمس، ان رئيس الجمهورية يتجه الى حسم الجدل وتقديم التشكيلة وكسر القرار الخفي القائم على تأجيل التشكيل قدر الامكان، خصوصا ان هذا القرار يساهم بدرجة مهمة في تأمين المزيد من الاجواء الملائمة لاستمرار التفجيرات المتنقلة. وأكدت هذه المصادر ان رئيس الجمهورية ينتظر الاتفاق على التشكيلة خلال الساعات ال48 المقبلة، واذا لم يتم ذلك فإن خيارات دستورية أخرى يتجه الرئيس لاعتمادها لتشكيل الحكومة وتكتمت المصادر عليها.
في هذه الأثناء، لم يقفل عون الباب أمام التوصل الى حل معقول في توزيع الحقائب بدليل انه لم يرفع سقف الشروط ويعود الى طلب الحقيبة السيادية كما روجت مصادر تياره، بل اعتبر ان التيار الوطني الحر متضرر من عدم تأليف الحكومة، نافياً أن يكون هو المسؤول عن العرقلة، لكنه طالب الفريق الآخر بالتنازل كما تنازل هو، “متسائلاً من قال بأننا نريد حقيبة الاتصالات بل هم من طرحوها وهذا تصنيفهم وهناك وزارات مهمة وهناك وزارات أهم، ونحن نريد الزفت لأن جرود جبيل تحتاج للإصلاح وغيرنا يفضل المال”، ما يفسره المراقبون بإصراره على نيل حقيبة الأشغال، لافتاً الى أن متدخلين اقليميين طردوا من الأزمة اللبنانية وعادوا للدخول اليها بعد الأحداث التي تجري على الأرض، مؤكداً وجود تدخلات دولية في موضوع تشكيل الحكومة.
ولم يتوقف عون عند تشبيه جنبلاط له ب”موغابي” رئيس زيمبابوي، شاكراً له هذه التسمية، ولافتاً بأنه يبحث عن لقب لجنبلاط لكن لم يجده بعد، مشدداً على أن موسم الصيف جيد وما يحصل أحياناً ليس سوى قلاقل وأنه لا عودة الى الوراء.
وفي هذا السياق قال مصدر بارز في “التيار الوطني الحر” ان الامور وقفت عند سحب الرئيس السنيورة عرضه للعماد عون، فيما رفضه رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” وسيرفضه مرة اخرى في حال تكراره. وأكد ان العرض المقبول لدى عون بعد الآن هو الحصول على حقيبة سيادية واخرى خدماتية اساسية وثالثة خدماتية ثانوية ورابعة عادية اضافة الى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وقال “نحن لسنا جامدين عند حقيبة سيادية معينة مع ان مطلبنا هو وزارة المال، ويمكن ان نقبل حقيبة سيادية اخرى. كما اننا لا نخوض معركة الحصول على حقيبة الاشغال الى جانب حقيبة الاتصالات، بل قلنا منذ اتفاق الدوحة اننا تسهيلا للأمر نوسع الحقائب الخدماتية الى خمس اذا لم نحصل على حقيبة سيادية. ولدينا ورقة موقعة من الجامعة العربية في الدوحة تلحظ توسيع الحقائب السيادية الى خمس بعد اضافة حقيبة العدل الى الحقائب السيادية الاربع المعروفة.
وفي أول اطلالة له منذ زمن، نصح رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني في حديث الى محطة “الجديد”، “الرئيس المكلف فؤاد السنيورة ب”الاعتذار” لأنه “لا يستطيع تأليف الحكومة في ظل هكذا اجواء وعراقيل”، داعياً الرئيس سليمان ل”الانطلاق بحكومة انتقالية حيادية متوازنة، لا يكون طرفاً فيها”. ورأى في “ما يحصل اليوم من توترات امنية وتمرس بالمواقف شيئاً يعبر عن حالة سياسية، وليس عن حالة مذهبية او عقائدية”. مشيرا الى “ان انعدام الثقة الموجودة تجعل من كل فريق يتمترس في مكان، وان المنطق هو منطق محاصصة، والحل أن نجد قانون انتخاب يعيدنا الى الحالة الطبيعية”.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد