التقويمات الاستخبارية الإسرائيلية لسنة 2007
غداة نشر تقارير اسرائيلية عن تحركات سورية على جبهة الجولان مع تقديرات لتعزيز دمشق قوتها العسكرية ما عدا سلاح الطيران، بثت امس اذاعة "صوت اسرائيل" بالعربية ان مجلس الوزراء الاسرائيلي سيستمع خلال جلسته الاسبوعية غدا (الاحد) الى التقويمات السنوية لاجهزة الاستخبارات المختلفة والتي تركز على التهديدات الموجهة الى امن اسرائيل وترى ان احتمالات نشوب حرب على الجبهة السورية السنة الجارية ضئيلة نسبيا.
ونقلت عن تقويمات لجهاز الامن العام الاسرائيلي( الشاباك) يرى ان الاحتمالات لاحراز تقدم في المسيرة السياسية مع الجانب الفلسطيني غير كبيرة وهو يستبعد استتباب الهدوء في مناطق السلطة الفلسطينية. اما بالنسبة الى سوريا، فيسود الاعتقاد ان "دمشق لا تريد حقا دخول مفاوضات سياسية مع اسرائيل وان التصريحات الاخيرة للرئيس السوري بشار الاسد عن استعداد بلاده للسلام مع اسرائيل انما كانت تستهدف اخراج سوريا من عزلتها الدولية وتجنب تعرضها لاجراءات عقابية اخرى.
وسيدلي بالتقويمات امام الحكومة رئيس جهاز الاستخبارات: "الموساد"، مئير داغان، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" عاموس يدلين، ورئيس جهاز الامن العام "الشاباك" يوفال ديسكين، ورئيس مركز الابحاث السياسية في وزارة الخارجية نمرود بركان، ورئيس مجلس الامن القومي ايلان مزراحي، الى ممثل للشرطة.
وتشمل تقارير اجهزة الاستخبارات تحليلات عن التطورات الاساسية المتوقعة في الشرق الاوسط هذه السنة، وكذلك عن "المواجهة بين محور الدول (العربية) المعتدلة ومحور الدول المتطرفة وانعكاساته على اسرائيل".
وتتصدر هذه التقارير التقديرات التي اطلقتها مرات عدة ومفادها انه من غير المتوقع فتح جبهة قتالية مع السوريين، بموجب المخاوف التي ثارت الصيف الماضي. وتشير التقديرات الى ان الجبهة الجنوبية هي المعرضة للتصعيد.
ومنذ اشهر، تكرر الاجهزة الامنية والجيش والاستخبارات ان السوريين لا يقومون بخطوات من اجل شن حرب (خلافا للتقرير الذي نشرته "هآرتس" الخميس والذي جاء فيه ان الجيش السوري يضاعف قوته على نحو غير مسبوق). واعتبر الجيش السنة الجارية 2007 "سنة الجاهزية"، وتستعد الاجهزة العسكرية لاستكمال هذا الهدف بناء على عدم توقع مواجهات واسعة في المدى القريب. ومن المقرر ان يجري الجيش سلسلة تدريبات اساسية، علاوة على استكمال النواقص في مخازن الطوارئ.
كما ستجرى تدريبات شاملة لوحدات الإحتياط والوحدات الشابة، في ضوء دروس الحرب الأخيرة على لبنان.
وتتجه الانظار الآن الى الجبهة الجنوبية، قطاع غزة، اذ يقول المسؤولون الكبار في الأجهزة الأمنية إنه برغم وقف النار، تواصل التنظيمات الفلسطينية استعداداتها في كل ما يتعلق ببناء القوة العسكرية وتعزيزها. وفي رأي المصادر الاسرائيلية ان أي حدث غير عادي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد في العمليات الفلسطينية، وتاليا تصعيد في المنطقة.
وتبرز الأجهزة الأمنية الاسرائيلية في التقارير التي اعدتها والتي ستعرضها غدا على الحكومة أمرين يتعلقان بقطاع غزة: الأول هو تعاظم قوة التنظيمات الفلسطينية من حيث الوسائل القتالية، والثاني هو محاولة حركة المقاومة الاسلامية "حماس" العمل بطريقة حزب الله. وبحسب التوقعات الإسرائيلية، "من الممكن أن تعمل التنظيمات الفلسطينية ضد إسرائيل بطرق عدة، منها تنفيذ عمليات من طريق الأنفاق التي تحفر من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل. وفي هذه الحال لن تقف اسرائيل مكتوفة ملتزمة وقف إطلاق النار، وإنما ستضطر إلى الرد حتى من طريق الدخول الجزئي إلى القطاع".
وترى اجهزة أمنية إسرائيلية "أن التنظيمات الفلسطينية لا تجمع السلاح والمعلومات من دون سبب، وأنه يجب الإفتراض أنه في مرحلة معينة سيجري تفعيل الوسائل القتالية ضد إسرائيل".
وكانت صحيفة "هآرتس" نشرت مطلع الشهر الجاري، تقريرا جاء فيه أن"الجيش كثف في المدة الأخيرة استعداداته لإمكان تنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة". ونقلت في حينه عن مسؤولين عسكريين ان "الحديث لا يدور على عملية تنفذ في المدى القريب، ولكن بحسب المستجدات قد تضطر إسرائيل إلى العمل في قطاع غزة في المستقبل، في عملية مشابهة لعملية السور الواقي التي نفذها الجيش في الضفة الغربية عام 2002، وذلك لأن الصدامات الفلسطينية الداخلية قد تتحول صداما يوجه الى إسرائيل".
أما بالنسبة الى سوريا، فلا تتوقع الأجهزة الأمنية حصول مواجهات بين إسرائيل والسوريين. ومع ذلك فإن ثمة مخاوف من محاولة إيرانية لـ"تسخين المنطقة من طريق حزب الله ومنظمات فلسطينية تعمل داخل إسرائيل".
وعلى رغم عدم توقع حصول مواجهات، كتلك التي حصلت الصيف الماضي، فإن الأجهزة الأمنية تعتبر السنة الجارية "مصيرية وذات أهمية كبيرة في كل ما يتعلق بالتطورات الإقليمية، بما في ذلك المجتمع الدولي ونشاطه ضد إيران والمحور الراديكالي الذي تقوده والذي من الممكن أن يؤثر على المنطقة بأسرها سنة 2008".
وكان رئيس هيئة الأركان المستقيل دان حالوتس نفى قبل شهر إمكان حصول مواجهات عسكرية مع السوريين في السنة الجارية.
واوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان اسرائيل ستطالب الولايات المتحدة بزيادة موازنة الامن التي تمنحها سنويا للدولة العبرية مليار دولار "في ضوء التغييرات الاستراتيجية في الشرق الاوسط". ومن التهديدات التي لحظتها اسرائيل لتبرير طلبها، انعدام الاستقرار السياسي والامني في لبنان وخطر تدهور الوضع على الحدود مجددا، وانعدام الاستقرار بين اسرائيل والفلسطينيين، وتحقيق ايران قدرة نووية وزيادة نفوذها في المنطقة.
محمد هواش
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد