البرلمان العراقي يلغي الاتفاقية الأمنية مع أميركا
بحشود مليونية استقبل الإيرانيون أمس جثامين الشهداء الأبطال، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما.
وخرجت الحشود في مدينة الأهواز غرب إيران، وهي تردد الهتافات المنددة بالولايات المتحدة وجريمتها، مؤكدة أن سليماني كان من الشخصيات الاستثنائية التي يحبها كلّ الإيرانيين بمختلف تياراتهم، وله الدور الأبرز في توفير أمن المدينة.ولدى وصول الجثامين إلى مدينة مشهد، خرج ملايين المواطنين للمشاركة في مراسم التشييع، التي انطلقت من ساحة 15 خرداد باتجاه حرم الإمام الرضا.
ووفقاً لوكالة «تسنيم» الإيرانية فقد احتشد الناس منذ ساعات الصباح الأولى في الساحة، ورددوا العبارات المنددة بالإرهاب الأميركي مطالبين بالانتقام لدماء الشهداء.
ومن المقرر أن تنقل جثامين الشهداء بعد مراسم التشييع في مدينتي الأهواز ومشهد إلى طهران وقم وكرمان لاستكمال المراسم قبل دفنهم في مثواهم الأخير.وبالتزامن مع تشييع الإيرانيين لقادتهم، صوّت مجلس النواب العراقي بأغلبية مطلقة على قرار يلزم الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد، بعد الجرائم الأميركية ضد مقرات عسكرية عراقية وقيادات عسكرية عراقية وصديقة رفيعة المستوى.
وصوت المجلس خلال جلسته، بحضور رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، على القرار الذي تضمن إلزام الحكومة العراقية بإنهاء وجود أي قوات أجنبية في الأراضي العراقية، ومنعها من استخدام الأراضي والأجواء العراقية.
ودعا القرار إلى ضرورة الكشف عن أعداد الفنيين والمدربين الأجانب، الذين تحتاجهم الحكومة العراقية وأماكن وجودهم ومهامهم ومدة عقودهم.
وكان عبد المهدي دعا قبيل الجلسة مجلس النواب إلى التصويت على توصية مجلس الوزراء العراقي بإجلاء القوات الأجنبية من العراق، وإيقاف العمل بالاتفاقات مع «التحالف الدولي»، وتكليف وزارة الخارجية تقديم شكوى ضد الولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
وأعلن عبد المهدي في كلمةٍ له في البرلمان العراقي، أن «الثقة الأميركية تراجعت بالعراق بعد عدم التزامنا بالعقوبات ضد إيران»، مشيراً إلى أن «القوات الأميركية تم طلبها للمساعدة في الحرب على داعش وتدريب القوات العراقية فقط».وتابع: «إننا أمام خيارين رئيسيين، إنهاء وجود القوات بإجراءات عاجلة ووضع الترتيبات لذلك، أو العودة إلى مسودة قرار كانت مطروحة أمام مجلس النواب ينصّ على أن شروط وجود أي قوات أجنبية في العراق، تنحصر بدورها بتدريب القوات الأمنية العراقية ومساعدة العراق في ملاحقة خلايا داعش الإرهابية تحت إشراف وموافقة الحكومة العراقية».
وقال عبد المهدي: إن «أبو مهدي المهندس لعب دوراً محورياً في إقناع المتظاهرين بالانسحاب من أمام السفارة الأميركية»، كاشفاً أنه «كان من المفترض أن يلتقي قاسم سليماني صباح اليوم الذي اغتيل فيه»، لافتاً إلى أنه كان سيبلغه «رداً من الإيرانيين على رسالة سعودية».
«كتلة الفتح» النيابية المقربة من «الحشد الشعبي» أكد المتحدث باسمها أحمد الأسدي خلال الجلسة على مواصلة مسيرة الشهيدين المهندس وسليماني حتى حصول العراق على سيادته بشكل كامل.
من جهتها طالبت «كتلة سائرون» التي يتزعمها مقتدى الصدر، في بيان لها خلال الجلسة، بإلغاء الاتفاقية الأمنية مع أميركا فوراً، وعدم الالتزام ببنودها المجحفة والمذلة، وإغلاق السفارة الأميركية في العراق وتجريم التواصل مع الحكومة الأميركية والمعاقبة عليه وإسناد الجيش العراقي والقوات الأمنية بالمقاومة الوطنية لحماية سيادة العراق وحدوده وسمائه ومقاطعة المنتجات الأميركية في العراق.الرئيس الإيراني حسن روحاني اعتبر أن تصويت البرلمان العراقي على إخراج القوات الأميركية من البلاد، خطوة مهمة ستسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكد روحاني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح، أنه ينبغي على طهران وبغداد الصمود أمام الإجراءات العدائية الأميركية وتدخلات واشنطن.
وشدد الرئيس الإيراني على أن دماء قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ستؤدي إلى تطورات جديدة في المنطقة وستؤدي إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين العراقي والإيراني، وأضاف: إن قاسم سليماني بذل جهوداً كبيرة من أجل ضمان أمن العراق وإيران والمنطقة، وتابع: «لولاه لسقطت أربيل في تلك الليلة المؤلمة لهجوم «داعش» على المدينة».
إضافة تعليق جديد