البحرين: اشتباكات بين الشرطة والمعتصمين وولي العهد يقدم "ضمانات"
شهدت البحرين الأحد أعنف الاشتباكات بين المحتجين والقوات الحكومية، وذلك منذ مقتل سبعة من المتظاهرين في السابع عشر من الشهر الماضي.
فقد أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين المحتجين ضد الأسرة المالكة، وذلك في الوقت الذي تعهد فيه ولي العهد، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، بـ "ضمانات" للمعارضة بأن "الحوار الوطني سيلبي مطالبهم".
وقال ولي العهد في بيان أصدره إن المحادثات ستنظر أيضا بإجراء إصلاحات على نظام الدوائر الانتخابية وتشكيلة الحكومة، بالإضافة إلى محاربة الفساد والتفرقة الطائفية.
وأضاف: "إن المحادثات ستناقش أيضا الاتهامات التي توجهها الغالبية الشيعية بأن الدولة تقوم بتجنيس السنة الأجانب لكي تقوم بتعديل التركيبة الطائفية في البلاد".
ومضى إلى القول: "لقد عملنا بدأب ونشاط لكي نقيم اتصالات ونعرف وجهات نظر الأطراف المختلفة، وهذا يظهر التزامنا بالحوار الوطني الشامل".
تحذيرعلى صعيد آخر، حذرت وزارة الخارجية البريطانية المواطنين البريطانيين بتحاشي السفر الى البحرين، وذلك عقب الاشتباكات الاخيرة بين المتظاهرين ورجال الامن.
وحثت الوزارة السلطات البحرينية على "تجنب استخدام القوة المفرطة" في التعامل مع المتظاهرين، وناشدت الاطراف كافة التحلي بضبط النفس.
وجاء في بيان اصدرته الوزارة فجر الاثنين ان ثمة تقارير تتحدث عن تدخل وشيك لقوات الحرس الملكي السعودي في البحرين.
وجاءت تأكيدات الشيخ سلمان بعد ساعات من قيام متظاهرين، ومعظمهم من الشباب، بإقامة حواجز على الطريق السريع المؤدي إلى ميناء البحرين المالي الذي أصبح رمزا لما تقول المعارضة، وغالبيتها من الشيعة، إنها تجاوزات يرتكبها أفراد الأسرة المالكة.
وقال أحد المتظاهرين، واسمه علي: "إن الاستثمار في البحرين للجميع، وليس لمجرَّد شخص فقط، ولذلك نحن لدينا مشاكل. إن المسألة ليست مسألة سنة وشيعة".
وقد عرض متظاهر آخر أمام وسائل الإعلام علامة حمراء على صدره قال إنها ناجمة عن إطلاق الغاز عليه مباشرة، بينما أظهر آخرون لمراسل رويترز للأنباء فوارغ رصاصات مطاطية قالوا إن الشرطة أطلقتها عليهم.
وكان ملثمون موالون للأسرة الحاكمة قد هاجموا بالسيوف والعصي الأحد طلابا معارضين كانوا معتصمين في جامعة البحرين، حسبما أفاد موظفون في الجامعة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وذكر أحد الموظفين في الجامعة أن "أشخاصا مسلحين بالعصي والسيوف والقضبان هاجموا طلابا معارضين للحكومة معتصمين في جامعة البحرين في منطقة الصخير جنوب المنامة، مسببن بذلك حالة من الفوضى في المكان".
وقال شهود عيان إن عددا من المعتصمين في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة، حيث يعتصم المعارضون منذ بداية الاحتجاجات الشهر الماضي، توجهوا إلى الجامعة لدى سماعهم أنباء الهجوم.
وقد ألقت شرطة مكافحة الشغب قنابل مسيلة للدموع على المعتصمين في دوار اللؤلؤة، ما أسفر عن وقوع إصابات جرَّاء استنشاق الغاز، كما أفاد شهود عيان. ولم يتسن الحصول على أي تأكيد بشأن عدد المصابين.
وتمركزت قوات مكافحة الشغب على جسر يطل على الدوار، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المعتصمين بعد وقت قليل من تفريق المعتصمين بالقرب من المرفأ المالي المجاور.
وذكر مراسل وكالة ألأنباء الفرنسية أن قوات الأمن انسحبت من منطقة الجسر بعد ذلك، فيما شوهدت سيارات الإسعاف تنقل المصابين من إلى المستشفى. كما أغلقت السلطات الطريق الذي يربط الدوار ومستشفى السلمانية لتسهيل نقل المصابين.
وذكرت وزارة الداخلية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن 14 شخصا من رجال الأمن أُصيبوا خلال المواجهات.
وأكدت الوزارة أيضا أن العملية التي نفذتها قواتها كانت تهدف إلى إعادة فتح طريق الملك فيصل بالقرب من المرفأ المالي الذي كان المعتصمون يخططون "لإغلاق مدخله بواسطة سلسلة بشرية"، كما أعلن ناشطون منهم في وقت سابق.
وكان المحتجون الأكثر تشددا قد صعَّدوا حملتهم خارج دوار اللؤلؤة، ونظَّموا تظاهرات إلى مقر الحكومة وإلى الديوان الملكي.
وكانت القوى الأمنية قد فرَّقت الجمعة تظاهرة كانت متجهة الى الديوان الملكي وذلك للحيلولة دون الاحتكاك مع تظاهرة أخرى موالية.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد