الاحزاب العقائدية وقتل التوأم
عندما نقرأ في ماركس و عفلق و البنا و سعادة نرى في مؤلفاتهم مفهوم الدولة و قيامها و مصدر سلطاتها .. و اساس وجودها ..
هؤلاء الرموز و غيرهم من مؤسسي و منظري الاحزاب العقائدية كانوا امرا واقعا لا بد منه بعد مئات السنين من الاحتلال و التشتت لبلادنا فكان لا بد من اعادة هيكلة المجتمع ووضع الاسس السليمة لنهضته ..لكن ما حدث هو الاقتتال على العقائد و التنازع فيما بينهم على بقعة ارض صغيرة في سبيل اثبات الحقيقة و صحة الفكرة بتعريف هوية الارض الكبيرة فكان مبدأ الالغاء بين هذه الاحزاب
فمن الانقلابات الى الاغتيالات و التصفية و الاعدام و الشتائم و التهم.. انتهاء بالتخوين في حق الوطن
و على الرغم من ان معظم هذه الاحزاب قد رفعت و ما تزال تتغنى بمبدأ المجتمع الواحد و الشعب الواحد و الوحدة الوطنية و التأخي و حرية الاعتقاد ووحدة الانسانية و المصير و ما الى ذلك من شعارات ظلت شعارات و تقسم الوطن على مبدأ الطائفية و العشائرية و الاثنية في ظل وجود الاحزاب العقائدية و الابشع انه تحت حكم احزاب تدعي الايدولوجية......
_ سقطت هذه الاحزاب و ظلت هياكلها حيث ان فعل سقوطها كان بيدها ..فما ان فرغت من مفهوم الالغاء حتى توجهت حالا الى الانقسامات و الانشقاقات و تحولت هذه الانشقاقات الى احزاب عقائدية ضمن العقيدة الواحدة تعمل جاهدة الى الغاء توأمها .. نعم الاحزاب العقائدية الوحدوية الشمولية تنشق!!
فبات الشخص او الرفيق الذي يسأل عن توجهه عليه ان يحدد فمثلا :
*- انا شيوعي من الحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش من جماعة قدري جميل
*- او انا سوري قومي اجتماعي جناح جورج عبد المسيح من جماعة علي حيدر
*- او انا من حزب البعث السوري جماعة صلاح جديد أو من جماعة الحرس القديم
و ان بحثنا اكثر لرأينا حماعة حسن عبد العظيم و جماعة يوسف فيصل و التعاقديين ...الخ
نعم همشت الرموز و تحولت الرموز في الاحزاب العقائدية الى صليب نعلق عليه خطايانا و كل انشقاق يستشهد بالرمز ذاته و بانه هو الجهة القانونية للحزب الاصلي ففي الحزب القومي كل من انشق يعتبر انه يمثل حقيقة سعادة و في الحزب الناصري كل من انشق قرأ عبد الناصر ..
وماذا بعد ؟؟
نعم سقطت الاحزاب العقائدية قبل تأسيس الدولة الحديثة التي يصبوا الجميع اليها ..
ان كان الاستغناء عن الاحزاب العقائدية هو امر واقع حاليا فذاك يعني سقوط الوطن كما نراه نحن العقائديين و ان كان الوطن ما زال بحاجة لنهضة حقيقية تعيده الى نقطة التأسيس و العمران فأي حزب منشق هو الحقيقة و اي عقيدة سليمة الى الان ؟؟؟
الازمة ليست في الاستعمار و ليست في اميركا و لا توجد هناك مؤامرة
الازمة في ان المصالح لا تنتهي حتى لو انتهى الوطن
كنان النجاري
إضافة تعليق جديد