الإرهاب يضرب اقتراع العراقيين 180 ضحية في سلسلة هجمات

29-04-2014

الإرهاب يضرب اقتراع العراقيين 180 ضحية في سلسلة هجمات

في يوم "الاقتراع الخاص"، وقبل يومين على انطلاق العملية الانتخابية العامة في العراق، استهدفت سلسلة من الهجمات الإرهابية مناطق متفرقة من العراق، وطالت ناخبين وجنوداً وصحافيين، أمس، أدت إلى مقتل 57 شخصاً، على الأقل، وإصابة نحو 120، في هجمات تعكس بدرجة ما عدم قدرة الحكومة العراقية على الإمساك بالوضع الأمني بالكامل في ظل التوترات التي تعيشها البلاد، كما تُبرز أساساً قرار الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات، محاولة إفشال اليوم الانتخابي الأهم المرتقب غداً في عموم البلاد.
وبرغم التهديد الأمني، أعلن المتحدث باسم "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات" صفاء الموسوي في تقدير أولي، مساء أمس، أنّ "نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع في التصويت الخاص بلغت 91,46 في المئة"، لافتاً، بحسب ما نقلت عنه مواقع عراقية، إلى أن "النسبة المذكورة تعد الأعلى منذ العام 2003".إمرأة عراقية تشارك في العملية الانتخابية من على سريرها في أحد مستشفيات مدينة النجف أمس (رويترز)
وشمل "التصويت الخاص"، أمس، أفراد وزارتي الدفاع والداخلية وأجهزة الأمن الوطني والاستخبارات، إضافة إلى المرضى والسجناء. وقال كاروان سليمان، وهو أحد المشرفين على الانتخابات من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، لـ"السفير" إنّ "الإقبال كان جيدا. لكن بعض المشاكل واجهتنا بسبب أجهزة التصويت الالكترونية، إذ تعطل بعضها أثناء العمل، لكن الفنيين تمكنوا من تجاوز الموضوع".
وكان رئيس مجلس المفوضين في "المفوضية" سربست مصطفى رشيد أعلن، أمس، افتتاح أكثر من سبعمئة مركز اقتراع للمشمولين بالتصويت الخاص، فيما أوضح بيان صادر عن المفوضية أن أعداد مراكز الاقتراع بلغت 742 مركزا.
وكان عدد من مراكز الاقتراع تحول إلى أهداف لهجمات انتحارية، أمس، برغم الإجراءات الأمنية المشددة. وقال مصدر امني إنّ "انتحاريا فجر نفسه داخل مركز انتخابي في منطقة المنصور في غرب بغداد"، ما أدى إلى مقتل سبعة من أفراد الشرطة، على الأقل، وإصابة نحو 20. وفي مركز انتخابي في منطقة الاعظمية القريبة، قتل خمسة من الشرطة، على الأقل، وأصيب نحو 15 في تفجير انتحاري ثان.

وكانت أبرز المناطق المستهدفة أيضاً أمس، مدينة كركوك وقضاء طوزخرماتو في محافظة صلاح الدين ومدينة الموصل في محافظة نينوى، حيث أصيب ستة صحافيين في تفجير عبوة استهدفت حافلة عسكرية كانت تنقلهم إلى مركز انتخابي في المدينة.

في غضون ذلك، سجلت أكثر الهجمات دموية في قضاء خانقين في محافظة ديالى، مساء أمس، حيث أدى هجوم انتحاري إلى مقتل 30 شخصا، على الأقل، وإصابة نحو 50. واستهدف الهجوم مؤيدين للرئيس العراقي جلال الطالباني كانوا يحتفلون بظهوره في تسجيل. والرئيس العراقي يعالج في ألمانيا منذ أواخر العام 2012 جراء إصابته بجلطة دماغية، وظهر في تسجيل مصور، أمس، وهو جالس على كرسي قبل أن يضع ورقة اقتراع خاصة بالانتخابات التشريعية في الصندوق المخصص لها في مكتب في مدينة برلين الألمانية، ليرفع بعدها إبهامه الذي غطاه الحبر وسط تصفيق مجموعة من الحاضرين. وكانت مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق اشتعلت بأبواق السيارات والموسيقى والرصاص ابتهاجا بالتسجيل الذي ظهر فيه الرئيس جلال الطالباني وهو يدلي بصوته.

وعرض الفيديو على محطات تلفزيونية كردية، إلا انه لم يكن بالإمكان التأكد من تاريخه، علما أنّ العراقيين المقيمين في الخارج بدأوا منذ أمس الأول التصويت في الانتخابات التشريعية.

أما على الصعيد السياسي، فقد اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، أنّ كل من يؤمن بوحدة العراق ويرفض "الطائفية والميليشيات ويرفض أن يكون امتدادا لاستخبارات خارجية" شركاء له في العملية السياسية. وقال المالكي، في مقابلة متلفزة، إنّ "الأيام القليلة المقبلة ستشهد تطورات مهمة على صعيد المعركة مع الإرهاب و(الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش ومن يقف وراءهما".

وحول شكل الحكومة المقبلة التي ينوي تأليفها في حال نجاحه في الانتخابات، اعتبر المالكي أنها "حكومة يقوم اختيار أعضائها على أساس الكفاءة والنزاهة والمهنية وليس على أساس المحاصصة"، مضيفا أنّ "لديه تفاهمات مع كل المكونات بما يجعله قادرا على تشكيل حكومة غالبية سياسية".

في غضون ذلك، أوضح رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، أمس، انه اضطر للسفر من بغداد إلى العاصمة الأردنية عمان من اجل الإدلاء بصوته في الانتخابات التشريعية لعدم حصوله على البطاقة الالكترونية التي تخوله التصويت في العراق. وقال علاوي الذي يترأس "ائتلاف الوطنية"، في بيان، "اضطررت إلى السفر من بغداد إلى عمان لممارسة حقنا المكفول دستورياً بالتصويت، وإننا على عهدنا مع الشعب العراقي الكريم سنبقى نكافح من أجل عراق كريم". وأضاف: "لقد قمت بالإدلاء بصوتي (أمس الأول) جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا... لعدم إمكانيتي التصويت داخل العراق". وكان علاوي أعلن أنّ اسمه غير موجود في سجلات الناخبين وليس من حقه أن يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية التي ستجرى غدا الأربعاء.

السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...