الأمم المتحدة تتحرى في تجارة المرتزقة وإرسالهم إلى العراق
شرعت لجنة متخصصة تابعة للأمم المتحدة في التحري في تشيلي وأوروغواي، بشأن شركات تتعاقد مع مرتزقة لإرسالهم إلى العراق، متهمة في تشيلي بسوء المعاملة وحيازة المتفجرات والتجمع غير المشروع واستخدام أسلحة الجيش دون ترخيص.
فقد تابع "فريق العمل المعنى باستخدام المرتزقة كوسيلة لانتهاك حقوق الإنسان وإعاقة حق الشعوب في تقرير المصير" الذي شكلته في حينه لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة، تابع منذ منتصف الشهر تحرياته في مونتيفديو بعد أسبوع من التحقيقات أجراها في العاصمة التشيلية.
وأكد النائب البرلماني اليخاندرو نافارو، من الحزب الاشتراكي المشارك في الحكومة وأنشط الساعين لإحضار فريق التحريات إلى بلاده، أكد أن هذه الشركات تسجل مقرها القانوني في أروغواي.
وأضاف أن العقود توقع في المجال الجوى الدولي خلال نقل المرتزقة جوا إلى الشرق الأوسط. كما يتفق أيضا على مدينة في الأردن للتوقيع على العقود، وتحكيم محكمة التجارة في باناما للبت في حالة وقوع خلافات.
وأوضح النائب أن شركات أمن أمريكية خاصة، مثل "بلاك ووتر" و"ترايبل كانوبى" ، تحشد الحرس بناء على طلب الحكومة الأمريكية، لإرسالهم إلى مواقع النزاعات المسلحة لحماية المنشئات الإستراتيجية، هذه الشركات تعتاد على التعاقد من الباطن مع شركات من أمريكا الجنوبية، مثل "ريد تكتيكا كونسلتنغ غروب".
ويذكر أن صاحب شركة "ريد تكتيكا" المذكورة، ومقرها واشنطن، هو خوسيه ميغيل بيثاررو، الضابط الذي تقاعد من خدمة القوات المسلحة التشيلية، وانتقل إلى الولايات المتحدة للإقامة والالتحاق بالجيش الأمريكي. كما عرف كمعلق عن موضوعات الأمن في العراق في شبكة التليفزيون الأمريكية "سى إن إن".
قبل بيثاررو في بداية الأمر الاجتماع في سنتياغو في فريق الأمم المتحدة، لكنه تراجع فيما بعد، متحججا بأن رئيس الفريق، الأسباني خوسيه لويس غوميس دل برادو، ليس محايدا وله مواقف "مناهضة للأمريكيين".
ويذكر أن الفريق يتألف من الكولومبية أماندا بينافيديس دى بيريز، والروسي ألكسندر نيكيتين والليبية نجاة الحجاجى، والفيجية شايستا شاميين، بالإضافة إلى رئيسه غوميس دل برادو. كذلك أن الفريق زار هندوراس وإكوادور في عام 2006 ثم بيرو في السنة الجارية. ويعرض نتائج مهمته في سبتمبر القادم على مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة.
خلصت تحريات النائب البرلماني نافارو حتى الآن إلى أن سبع أو ثمان شركات تتخصص في تعبئة جنود سابقين أو متقاعدين طوعا من القوات المسلحة، جرى تأسيسها كلها عن طريق رجال بيثاررو، وهو من قاضاه النائب بتهمة ممارسة تجمعيه غير مشروعة، لدى المحاكم المحلية في 2004.
وذكر أن هذه الشركات دفعت نحو 1200 دولار شهريا ل"حرس الأمن الدوليين" المتعاقد معهم بالإضافة إلى المأوى والطعام. وأكد النائب في موقعه على شبكة انترنت أن شركة "ريد تكتيكا" تنتهك قانون الحرس الخاصين وارتكبت جنايات حيازة المتفجرات دون الترخيص والتسجيل القانوني الواجب، واستخدام أسلحة الجيش دون تصريح، وإساءة معاملة الحيوانات.
وأعرب عن أسفه من أن "تشيلي لم توقع أو تصادق على المعاهدة الدولية حول تعبئة واستخدام وتمويل وتدريب المرتزقة، لعام 1989، رغم أنها رفضت بقوة الحرب على العراق".
شملت أجندة فريق الأمم المتحدة اجتماعات مع وزراء الخارجية، الدفاع، الداخلية، العمل، العدالة، إضافة إلى محكمة العدل العليا، ونواب في البرلمان، وخبراء جامعيين، ومؤسسات حكومية، ومنظمات غير حكومية، والممثلين القانونيين للشركات المعنية بالتحريات.
تشير تقديرات النائب البرلماني نافارو إلى أن نحو 1200 جندي تشيلي سابق، متوسط أعمارهم 40 سنة، نقلوا إلى العراق منذ 2004 بعد أن حشدتهم شركات خاصة تعمل في عدة بلدان تهربا من مسئولياتها في المستقبل.
فأكد رئيس الفريق غوميس دل برادو وعضوته بينافيداس دى بيريز، أن هذه الممارسات تمثل "خصصه الحروب" والاتجار في البشر وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. وذكر مقررو الفريق أن "حراس أمن خاصين" شاركوا مع لجنود أمريكيين في عمليات التعذيب في سجن أبو غريب.
وفيما نبه خبراء جامعيون إلى أن القوانين التشيلية الخاصة بالخدمات الأمنية الخاصة متعددة ومعقدة لكنها لا تصنف ممارسة الارتزاق كجناية، سرد الجندي السابق دانييل ماتورانو، 28 سنة، لفريق التحريات، تجربته التي بدأت في 2005، حين تعاقدت معه شركة "غلوبال غارد"، ملك بيثاررو أيضا، لحراسة "منشأ آمن" في العراق، كسفارة أو مطار.
وقال أنهم عرضوا عليه 2800 دولار شهريا لستة أشهر، إضافة إلى مصروف قدره 250 دولار وعطلة على حساب الشركة. وأضاف أنه نقل إلى الشرق الأوسط جوا مع شقيقه الجندي السابق أيضا و160 مرتزقة تشيليين. ولدى توقيع العقود على متن الطائرة، وجودا أن العقود تنص على 1000 فقط شهريا.
وصرح ماتورانا ل "آي بى اس": "قال لنا بيثاررو: من لا يرضى، فلينزل من الطائرة”. وأضاف أنه أرسل وشقيقة لحراسة بعثة دبلوماسية أمريكية بريطانية قريبة من بغداد فاضطرا إلى حمل أسلحة حرب، وأن الشركة الأمريكية "ترابيل كانوبى" التي تعاقدت من الباطن مع بيثاررو دفعت له ما بين 8000 و15000 دولار عن كل مرتزقة، أي عشر أضعاف ما يتلقاه المرتزقة بالفعل.
وأختتم روايته قائلا أن "ترابيل كانوبى" عرضت عليه التعاقد معه مباشرة بأجر شهري قدره 15000 دولار، لكن بيثاررو لدى علمه، انهال على الشقيقين بالضرب ثم اختطفهما لستة أيام، فحررهما حراس من جزر فيجى، وعادا بعدها إلى تشيلي دون تقاضى أي أجر.
دانييلا استرادا و غوستافو غونثاليث
المصدر:آي بي إس
إضافة تعليق جديد