الأسد يزور ساحة داريا المشتعلة: سننتصر ولولا الجيش ما استمررنا
زار الرئيس بشار الأسد، أمس، ساحة معارك لم تحسم بعد، متفقدا وحدات عسكرية تخوض منذ فترة طويلة معركة داريا، والتي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن أحياء دمشق، وتعتبر من أشرس مواقع المسلحين في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وفاجأ الأسد قوات جيشه في إحدى ساحات البلدة، حين ترجل من عربة مموهة، يلبس طقما رسميا من دون ربطة عنق، ليصافح حراس أحد الحواجز قبل أن يلتقي بوحدات أوسع من الجيش.
تخطي الأسد عتبة الخطر في ساحة الصراع لم تكن المرة الأولى، إذ قام الرئيس السوري بخطوات مشابهة، لم يعلن عنها، إلى مناطق نزاع، كما سبق له أن ظهر في مرمى عدسات فضوليين أو الإعلام الرسمي المرافق في عدة نشاطات في مدينة دمشق، بينها زيارات لأهالي شهداء، ومعسكرات تنموية مرتبطة بالأزمة.
ولا تغيب عن ذاكرة أعدائه كما مناصريه زيارته الشهيرة إلى حي بابا عمرو في حمص، بعد استعادة قوات الجيش له بعد معارك مدمرة، كما سبق له أن ألقى خطابا بحضور أسرته الصغيرة في ساحة الأمويين في شتاء العام 2011.
ورغم المخاطرة التي تنطوي عليها هذه النشاطات، ولاسيما أن قسما كبيرا من دمشق لا زال في مرمى قذائف الهاون العشوائية، دون ذكر الاختراقات الأمنية المحتملة والسيارات المفخخة، إلا أن الأسد يتعمد إظهار أقصى حد من «الاطمئنان والثقة بالنصر» خلال إدارته للأزمة، والتي يتقصد وفريقه أن تظهر بهيئة وجوهر إدارة ميدانية تتحمل مخاطر شبيهة بالتي يتحملها المواطن العادي أو الجندي في الميدان.
وتبعت صورة الأسد الصباحية مصافحا احد الجنود في إحدى حارات داريا شرائط مصورة، أصدرها مكتب رئاسة الجمهورية الإعلامي للأسد محاطا بعدد من الجنود، أو خلال جولة ميدانية في حارات البلدة التي يسيطر على القسم الأعظم منها الجيش السوري.
وخاطب الأسد الجنود مثمنا ما يقومون به. وقال «ما تقومون به اليوم سجّله التاريخ وبات العالم كلّه يتحدّث عن الجيش العربي السوري.. كان شعاركم دائماً وطن شرف إخلاص، وها أنتم تدافعون عن الوطن وشرفه بإخلاص». وهنأ الجنود بعيد الجيش واصفا إياهم بـ«جيش الشعب» مشيرا إلى «وقوف الشعب خلفهم».
وأضاف الأسد، بعد أن صافح عددا من الجنود وقادة مدرعات، «لولاكم ما كان هناك مدارس أو جامعات، ولا الماء أو الكهرباء وكانت غالبية السوريين في الملاجئ». وتابع «لولاكم كنا عبيدا للدول التي تريد إركاعنا، ولكن الشعب السوري لا يقبل هذا».
وأكد أن «العدو لم يستطع قتل عزة وشجاعة السوريين، رغم كل محاولاته ومحاولات كل من يقف وراءه، لأنه وجد جيشا لا يعرف الهزيمة والخوف. جيشا دب الرعب في قلوب الإرهابيين وحمى الوطن منهم ولا يزال».
ومدح الأسد «عقائدية الجيش» التي اعتبر أنها كانت سببا مباشرا في صموده، ساخرا من تهديدات المعارضة بالقول «من أول العام حددوا 14 ساعة صفر لدمشق، وفي كل مناسبة كنتم تحولونهم إلى أصفار». واعتبر أن «النتائج على الأرض هي التي تتحدث في القصير وداريا والغوطة الشرقية والخالدية». وختم «شعارنا النصر، أما الشهادة فهي قدر».
وينسجم أداء الأسد مع ما قاله في رسالة وجهها للجيش لمناسبة عيد تأسيسه الـ68، معتبرا أنه «لولا الثقة بالنصر لما امتلكنا القدرة على الصمود، ولما كانت لدينا القدرة على الاستمرار بعد أكثر من عامين على العدوان».
واعتبر الأسد أن ما يحصل في سوريا «أشرس حرب همجية» شهدها التاريخ، مثنيا بأن القوات المسلحة أظهرت «شجاعة نادرة في مواجهة الإرهاب وذيوله»، مضيفا «أذهلتم العالم أجمع بصمودكم وقدرتكم على تذليل الصعاب وتحقيق الإنجازات، معبرين عن رجولة قل نظيرها في مواجهة أشرس حرب همجية شهدها التاريخ الحديث».
وقال الأسد، في الكلمة التي نشرتها مجلة «جيش الشعب»، إن «ثقتي بكم كبيرة، وإيماني راسخ بقدرتكم على حمل الأمانة وأداء الرسالة والاضطلاع بالمهام الوطنية الملقاة على عاتقكم».
من جهته، اعتبر وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج أن «سوريا تقود الحرب، ليس فقط في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، بل تواجه أنظمة حكم عربية وإقليمية وتحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع».
وأضاف الفريج، في المناسبة ذاتها، «نحن واثقون منذ البداية في القدرة على تحقيق النصر، ولولا ذلك لما صمدت سوريا»، مؤكدا أن «قوة الجيش العربي السوري كانت وما زالت تشكل الشغل الشاغل لأعدائنا، لذلك هم يسعون إلى استهدافه».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد