اقرار اوروبي بصعوبة انشاء مناطق عازلة في سوريا واحباط فرنسي من الموقف الامريكي
خطوات الى الوراء تراجعت فكرة اقامة مناطق عازلة في سوريا، بعد ارتفاع حدّة التباين الفرنسي الأمريكي في هذا الشأن، وإقرار بعض الدول الاوروبية بصعوبة إنشاء مثل هذه المناطق في سوريا.
تباين أمريكي فرنسي
اقفال الباب ولو مرحلياً على فكرة اقامة مناطق عازلة في سوريا، يأتي نتيجة التباين الحاصل في المواقف الامريكية الفرنسية، وخاصة بعد ربط الرئيس الامريكي باراك اوباما موضوع فرض الحظر الجوي فوق المناطق السورية، باستعمال دمشق للاسلحة النووية، وعدم رغبة واشنطن بالتورط في سوريا نتيجة حسابات اقليمية ودولية مختلفة. ويضاف الى ذلك الكلام الذي اصدره السفير الامريكي في انقرة "فرانسيس ريتشاردوني" منذ ايام عن "عقبات قانونية وعملية حقيقية امام اقامة منطقة عازلة او فرض منطقة حظر جوّي في سوريا".
وتحدثت مصادر أن اسباب الفشل باقامة هذه المنطقة بدأت تتكشف مع اخفاق المجموعات المسلحة بالسيطرة على المناطق الحدودية.
احباط فرنسي لعدم تجاوب واشنطن مع دعوتها الى اقامة مناطق عازلة
أما فرنسا التي لطالما نادت بانشاء مناطق عازلة داخل الاراضي السوري على الحدود مع تركيا، عبرت عن شعور بالاحباط جراء عدم تعاون واشنطن مع دعواتها للمنطقة العازلة.
وبعد تأكيد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال الأيام الماضية على أن إقامة مناطق عازلة في سوريا هو أمر "شديد التعقيد"، اعلن خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني ويليام هيغ، على هامش جلسة مجلس الأمن الدولي التي أقيمت يوم الخميس على مستوى وزراء الخارجية لبحث الازمة السورية، ان بلاده رصدت خمسة ملايين يورو كمساعدات انسانية في سوريا"، ودعا المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات للاجئين السوريين، والمنظمات الاممية العاملة في سوريا، من دون ان يشدد على موضوع المنطقة العازلة، كما جرت عليه العادة خلال الايام الماضية.
ومن جهته قال هيغ، "ان صعوبات كبيرة" تعترض الاقتراح الغربي الهادف الى اقامة مناطق عازلة في سوريا "بحجة حماية النازحين السوريين"، كما تحدث عن "صعوبة توحيد موقف اعضاء مجلس الامن حيال هذا الاقتراح".
دعوات تركية لاقامة مثل هذه المناطق
وسط هذا التباين الامريكي الفرنسي، عاودت تركيا كعادتها العزف على نغمة اقامة المنطقة العازلة داخل الاراضي السورية، متذرعة باستيعاب مزيد من اللاجئين، وذلك بعد اعلان وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان بلاده تتباحث مع الامم المتحدة في فكرة اقامة مخيمات للاجئين داخل الاراضي السورية.
ويأتي الموقف التركي، بعد ارتفاع حدة المشاكل، وتردي الاوضاع الانسانية داخل مخيمات اللاجئين السوريين في كل من تركيا والاردن، اضافة الى سقوط عدد من الجرحى بعد الاشكالات المتكررة مع قوات الامن في هذه المخيمات.
وفي هذا الوقت طالب ما يسمى بالمجلس الوطني السوري مجلس الامن الدولي بفرض مناطق حظر جوّي في سوريا واقامة ممرات لايصال المساعدات للاجئين السوريين، كما دعا الى اتخاذ عقوبات سياسية واقتصادية بحق النظام السوري. وكل ذلك جاء بعد ازديات حدّة الانقسام داخل المعارضة السورية، والتي كان آخرها انسحاب "بسمة قضماني" من المجلس.
حسين سمور
المصدر: موقع المنار
إضافة تعليق جديد