اغتيال النائب أنطوان غانم يزيد من تأزيم القضية اللبنانية
تجددت، أمس، في لبنان نذر مخاطر تزيد التأزم السياسي والأمني فيه، بعد تجدد جرائم الاغتيالات من خلال تفجير أودى بحياة النائب أنطوان غانم (64 عاماً) من حزب الكتائب في قوى الموالاة النيابية، وذلك على وقع ترقب جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الاستحقاق الذي يعرف تنازعاً حاداً بين فريقي المعارضة والموالاة، كما أدى التفجير إلى مقتل 9 أشخاص، وتردد أن أكثر من 20 أصيبوا، وذلك عند مرور موكب غانم بعد ظهر أمس في أثناء مروره في منطقة سكنية في حرش ثابت قرب منطقة سن الفيل في شرق بيروت.
وحسب معلومات أولية، فإن التفجير حصل لاسلكياً بواسطة عبوة، وضعت داخل سيارة مركونة إلى جانب الطريق، زنتها نحو 25 كيلوجراما من المواد المتفجرة.
وذهبت تقديرات إلى أن جريمة اغتيال المحامي أنطوان غانم الذي كان يشغل المقعد النيابي الماروني في دائرة جبل لبنان الثانية، منطقة بعبدا، تستهدف ضرب مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التي تهدف إلى حل الأزمة السياسية المستمرة منذ نحو عام، وتقضي بسحب المعارضة مطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخاب رئيس للجمهورية توافقي بحضور ثلثي أعضاء مجلس النواب. وألمح إلى ذلك الرئيس إميل لحود الذي قال في بيان إدانة لجريمة الاغتيال إنه ليس من الصدفة أنه كلما لاحت في الأفق تطورات إيجابية لحل الأزمة الراهنة وجمع اللبنانيين حول الخيارات التي تعطي وطنهم قوة وحضورا أن تمتد يد الغدر لتنفذ فصلاً جديداً من فصول المؤامرة المحاكة ضد لبنان وشعبه ودوره، وناشد القيادات اللبنانية تفويت الفرصة على المتآمرين على بلدهم مما يدبر له في الغرف السوداء.
واعتبر نبيه بري الجريمة أنها تستهدف الشعب اللبناني ولبنان نفسه في وجوده وتستهدف مستقبله، وتستهدف الشعور الوفاقي المتنامي والمتزايد. وأفيد بأنه اتصل هاتفياً برئيس حزب الكتائب أمين الجميل والبطريرك الماروني نصر الله صفير، وجرى الاتفاق على تأجيل اللقاء بينه وبين صفير الذي كان مقررا عقده غدا إلى موعد لاحق. ونقلت مصادر بري عنه تأكيده على الدعوة التي وجهها إلى النواب لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الثلاثاء المقبل، وأنه سيكون حاضرا في مجلس النواب، لأن عدم عقد الجلسة يعني النزول عند إرادة القتلة.
ودعا حزب الكتائب إلى إضراب عام في لبنان اليوم حداداً على النائب المغتال، ونعاه في بيان صدر إثر اجتماع مكتبه السياسي، وقال إن جريمة الاغتيال هي حلقة من مسلسل الاغتيالات الذي طال شخصيات بارزة، بهدف إنقاص الأكثرية، وصولا إلى إتمام مشروع تعطيل المؤسسات، وأكد البيان الاستمرار حتى تأمين الاستحقاق، وقال “لن نقبل بفراغ رئاسي”.
وفيما اتهم رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط النظام السوري بالاغتيال، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر إعلامي سوري استنكاره بشدة الانفجار الذي أودى بحياة النائب غانم وسائقه ورجل أمن يرافقه وأشخاص آخرين، والذي وصفه بالعمل الإجرامي الذي يستهدف ضرب المساعي والجهود التي تبذلها سوريا وآخرون من أجل تحقيق التوافق الوطني اللبناني، وأكد حرص سوريا على أمن واستقرار ووحدة لبنان.
وقد تتالت الإدانات الدولية التي استنكرت جريمة الاغتيال من مجلس الأمن الدولي والبيت الأبيض والرئاسة الفرنسية ورئاسة الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية البريطانية.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد