اعتقال 3 أشخاص على ذمة التحقيق في اغتيال فرانسوا الحاج
عاد الهاجس الأمني يطغى على الساحة اللبنانية، والخوف من تعاظمه، بعد استهدافاته المؤسسة العسكرية، و”نجاح” المخططين في اغتيال احد ابرز قياداته أول من أمس، في وقت عكفت فيه الاجهزة الامنية اللبنانية على “تدارك” الخلل الأمني الذي سمح بتسلل المخططين لاستهداف منطقة يُفترض انها تتمتع بحصانات أمنية مشددة، كونها تضم أبرز المقار الرسمية اللبنانية، والثكنات العسكرية الأهم، اضافة الى قصر الرئاسة الاولى، ووزارة الدفاع.
وفيما لا تزال الاجهزة الأمنية تتكتم حول ما توصلت اليه تحقيقاتها، بشأن اغتيال مدير عمليات الجيش العميد فرانسوا الحاج، والجهة التي تقف خلفه، نقلت مصادر اعلامية امس عن مسؤول عسكري لبناني كبير ان الجيش اللبناني الذي يتولى التحقيق في الجريمة قرر اعتماد أكثر من بوابة، لكنه يركز على فرضية الاستهداف من جانب جهة إرهابية أصولية، في ضوء معلومات استخباراتية ووقائع معينة ابرزها التدقيق في نوعية العبوة ومقارنتها بعبوات استهدفت شخصيات سياسية سابقا، وكذلك العبوات التي استهدفت “اليونيفيل” في الجنوب وخاصة في سهل الدردارة في الخيام.
وكشف المصدر العسكري البارز أن قيادة الجيش وضعت عددا من المسؤولين في جو المعلومات المتوافرة وهي تشير الى أن ثمة قرائن تجعل احتمال التوصل الى نتيجة سريعة “امرا ممكنا للغاية”. وشدد على أن التحقيقات قطعت في الساعات الأولى شوطا كبيرا وهناك تركيز على جوانب متصلة بالسيارة والعبوة وبعض المشتبه بهم بالاضافة الى موضوع الاتصالات وكذلك التهديدات التي تلقاها الجيش خاصة بعد معركة نهر البارد.
وتوصلت التحقيقات الأمنية إلى معرفة صاحب السيارة المفخخة الذي اوقف مع شقيقيه وعلم بأنه سبق أن باعها إلى معرض للسيارات في محله عبرا الصيداوية، كما علم أن ثلاثة اشخاص اشتروا السيارة منذ أيام وبدت وجوههم معروفة من خلال كاميرا المعرض مع التأكيد أن السيارة لم تدخل إلى مخيم عين الحلوة.
وقال المسؤول العسكري اللبناني نحن أمام فرضية جهة نفذت الجريمة قد تكون أقل من “القاعدة” وأكبر من “فتح الاسلام”. نعم ثمة جهة اصولية وربما تكون غير لبنانية هي الضالعة في التفجير، والعين تتركز حاليا على نقطة حساسة للغاية وعلى أحد أبرز المشتبه بهم بالتخطيط وإعطاء الأمر بتنفيذ العملية وربما يحتاج الأمر الى عمل أمني بالتعاون مع بعض الجهات غير اللبنانية، من دون الاستفاضة أكثر في شرح الموضوع.
في المقابل، قال مصدر قضائي لبناني ان التحقيق يضع كل الاحتمالات في الحسبان وسيتم التنسيق مع لجنة التحقيق الدولية على غرار ما حصل في حوادث أمنية سابقة.
وأشارت المعلومات الى أن قوة من الجيش داهمت أمس الأول بعض المنازل في منطقة التعمير الغربية من مخيم عين الحلوة في صيدا وأوقفت ثلاثة أشخاص على ذمة التحقيق وذلك على خلفية العثور على لوحة السيارة المفخخة في مكان الانفجار وهي مسجلة سابقاً بأسماء الأشخاص الموقوفين.
وأصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر أمس أوامر قضائية إلى الأجهزة الأمنية في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة لاجراء التحريات والاستقصاءات والبحث عن الفاعلين والمحرضين والمتدخلين والمشتركين في قضية اغتيال العميد الحاج.
وكلف القاضي مزهر من يلزم للاستحصال على صور فوتوغرافية من الكاميرات الموضوعة في تلك المحلة ودراستها والحصول على كافة المعلومات المتعلقة بالاتصالات التي اجريت في مكان الحادث وتكليف الخبير المختص للكشف على السيارة المستخدمة في الانفجار وتحديد نوعها ورقمها.
وكشف عضو كتلة اللقاء الديمقراطي والنائب في قوى 14 آذار وائل ابوفاعور أمس ان قوى الاكثرية والحكومة اللبنانية تناقشان الاجراءات اللازمة لحماية الجيش اللبناني بعد اغتيال العميد الحاج. وكان مجلس الوزراء اللبناني قد قال أول من أمس ان الرد على اغتيال الحاج يكون بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للبنان، فيما قال محللون إن عملية الاغتيال رسالة واضحة إلى سليمان واستهدافاً للدور السياسي والأمني للمؤسسة العسكرية التي بقيت حتى الآن بمنأى عن التجاذبات السياسية.
واستمراراً لإدانة عملية الاغتيال، قال مجلس الأمن الدولي إن الاعتداء الارهابي الاخير في لبنان يجب ألا نؤخر انتخاب الرئيس وذلك بعد ان دان بشدة اغتيال العميد الحاج وأكد ضرورة محاكمة منفذي الجريمة، من جهته ندد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعملية الاغتيال التي استهدفت الجيش اللبناني.
واعتبر كي مون ان هذه العملية بالاضافة إلى سلسلة الجرائم التي سبقتها واستهدفت شخصيات لبنانية تهدف إلى تقويض سيادة لبنان.
وفي مدريد دانت الحكومة الاسبانية أمس اغتيال الحاج في حين اعرب رئيس الوزراء الايطالي رمانو برودي عن ادانته للاعتداء الجبان في لبنان.
وفي القاهرة دان اتحاد المحامين العرب أمس عملية الاغتيال التي تعرض لها العميد الحاج، وقال في بيان له إن مثل هذه العملية كانت تستهدف لبنان وطنا وشعبا، كما تستهدف المؤسسة العسكرية اللبنانية لدورها الوطني وحمايتها للسلم الأهلي وعقيدتها القتالية المقاومة المعادية للكيان الصهيوني.
المصدر: الخليج
إقرأ أيضاً:
مقتل العميد فرانسوا الحاج وتغير اتجاه سيناريو الاغتيالات اللبنانية
إضافة تعليق جديد