اعترافات مجرمين شاركوا بقتل المتظاهرين في حمص

30-09-2011

اعترافات مجرمين شاركوا بقتل المتظاهرين في حمص

روى بركات محمد مطير وموفق محمد جاسم كيف قام الإرهابي عبد الهادي الدلا بإطلاق النار على المتظاهرين في حمص باستخدام سيارة نوع هيونداي بيضاء اللون يملكها مطير وكان التلفزيون السوري قد عرض شريط فيديو يظهر إطلاق المسلحين النار على المتظاهرين من السيارة.

وقال بركات محمد مطير في حديث للتلفزيون السوري مساء أمس.. إنني من قرية أم ميال التابعة لمحافظة حماة من مواليد عام 1980 متزوج وأعمل في تجارة الغنم وغير متعلم.

وأضاف مطير لقد تخاصمت مع أهلي عام 2006 وذهبت إلى حمص وسكنت في الشارع العريض في منطقة كرم الزيتون وتعرفت على شخص يدعى عبد الهادي الدلا الذي كان يعمل طيانا وبعد نحو عامين توطدت العلاقة فيما بيننا.

وقال مطير.. قلت لعبد الهادي في أحد الأيام إنني أريد شراء سيارة بالتقسيط لأنني لا أملك المال الكافي لشرائها فعرفني على شخص اسمه نواف الجزاع وعندما ذهبنا إلى هذا الشخص وقلنا له إننا نريد سيارة فقال إن لديه سيارة هيونداي سوناتا بيضاء اللون تحمل لوحة حلبية ويترتب على هذه السيارة ديون فقلت له اشتريتها رغم الديون المترتبة عليها فسألني ما هو المبلغ الذي تملكه فقلت له 300 ألف ليرة سورية فأعطيته المبلغ وأخذت السيارة وبقي علي من ثمنها مبلغ مليون ليرة سورية.

وأضاف مطير.. وبعد عدة أيام ذهبت إلى حماة لزيارة أهلي وبقيت عندهم لفترة بسيطة ثم انطلقت المشاكل في سورية فأخبرني عبد الهادي أنه حدثت معه مشكلة وأراد مني أن أذهب إليه في حمص فسألته أين أنت فقال لي إنه في شرق طريق الزيتون بشارع الستين فذهبت إليه بعد اتصاله بي فرأيته يلبس كلابية لونها أسود وبنطالا أبيض وكان يخفي وجهه بالشماخ ويحمل بندقية في يده.

وقال مطير.. عندما ذهبت إلى عبد الهادي كان معي أحد أقربائي يدعى فراس الطبش وشخص آخر يدعى موفق الجاسم وهو نسيب عبد الهادي ومتزوج من أخته فانطلقنا عبر طريق الستين شرق كرم الزيتون وتوجهنا شمالا باتجاه دوار فيروزة حيث كان يجتمع بعض الناس هناك فنزل عبد الهادي من السيارة وسألهم أين المتظاهرون ولكنني لا أعلم ماذا قالوا له بالضبط ثم قال لي عبد الهادي انطلق بالسيارة وفتح النافذة وأطلق النار باتجاه المباني والأرض بشكل عشوائي فسألته لماذا تفعل ذلك فلم يرد علي ولم أعرف سبب قيامه بذلك فانزعجت منه وقمت بحركة دائرية بالسيارة واستمر عبد الهادي بإطلاق النار فاختلفت معه وقلت له لماذا تقوم بإطلاق النار على الناس بهذا الشكل وعبرت عن استيائي مما يقوم به فقال لي إن هذا ليس شأنك وطلب مني أن أنزله من السيارة فأنزلته في حمص وذهبت إلى حماة.

وأضاف مطير.. إنني لم أستطع أن أبلغ عن عبد الهادي خوفا منه لأن من يقوم بالضرب بهذا الشكل في الشارع لا يستبعد عنه أن يصل إلي في منزلي وفي اليوم الثاني ذهبت لزيارة جيراننا فرأيت سيارتي في نشرة الأخبار فخرجت واتصلت بعبد الهادي وقلت له ان سيارتي ظهرت في الأخبار وأنت خربت بيتي فقال لي هذا ليس شأنك ولا تهتم بهذا الموضوع وطلب مني إخفاء السيارة ونتيجة خوفي قمت بإخفائها في حظيرة الأغنام التي أملكها والتي تقع شرق حماة في منطقة أم ميال وأغلقت عليها الأبواب لأنني لا أعرف كيف سأتصرف فإذا تم إلقاء القبض علي وصودرت سيارتي سيكون الامر صعبا جدا.

وتابع مطير.. عندما عدت إلى أهلي حيث كنت ذاهبا بسيارة من نوع /بيك آب تويوتا/لأضمن بعض الأغنام في بلدة تيزين غرب مدينة حماة وصلت متأخرا أي في الساعة الثامنة فلم أستطع ضمان أي أغنام فقد تعرضت لحادث وفوجئت أثناء عودتي بحاجز من دون سيارات غرب بلدة تيزين يقف عليه شباب تتراوح أعمارهم من العشرين عاما فما دون وكانوا قد خرجوا من أحد البساتين وطلبوا مني هويتي فأعطيتهم إياها وسألني بعضهم ماذا تحمل معك.. فيما قام آخرون بتفتيش السيارة وأخذوا الهواتف الخلوية والمال الذي معي.

وقال مطير.. إن هؤلاء الشباب كانوا يحملون أسلحة متنوعة من بومبكشن إلى بنادق صيد بعين واحدة وأحدهم كان يحمل بندقية كلاشينكوف وقال لهم ان يطلقوا النار علي وفعلا قاموا بإطلاق النار على السيارة فاشتعلت النار فيها وتركوني داخلها بعد أن أصبت برأسي وكتفي ويدي وفكي وأغمي علي.

وأضاف مطير.. إن المسلحين اخذوا مني مبلغ 300 ألف ليرة سورية وأحرقوا سيارتي وقام عدد من الناس بإسعافي إلى المشفى الوطني في حماة حيث بقيت في العناية المشددة لمدة أربعة أيام وتم علاجي فيزيائيا هناك لمدة شهر لأنني لم أكن أستطيع السير ثم أخلى القاضي سبيلي وخرجت من المشفى الوطني إلى منزلي.

وقال مطير.. إنه بعد عدة أيام جاء إلي المدعو ناصر الجايز وهو أحد أقربائي ومعه سلطان الأحمد واخبراني أنهما مدعوان إلى حفلة في منطقة جزرايا شرق مدينة سراقب وطلبا استعارة سيارتي ليذهبا بها فقلت لهما أنا لا أملك المال فقالا لي إن تزويد السيارة بالوقود سيكون على نفقتهما فوافقت على إعطائهما إياها.

وأضاف مطير.. إن الجايز والأحمد أخذا سيارتي/السوناتا/ التي حصلت فيها المشكلة ولا اعرف كيف أخرجاها لأن عليها مشكلة إلا أنني كنت قد غيرت لوحة السيارة قبل ذلك عندما أرسلتها إلى نواف الجزاع لكي يرسمها حيث أصبحت لوحتها ريف دمشق بعد أن كانت حلب.

وقال مطير.. إن الجايز والأحمد ذهبا إلى الحفلة في جزرايا لكنهما أحضرا معهما بندقية آلية من نوع كلاشينكوف فتبين أنهما ذهبا لإحضار السلاح لكن تم إلقاء القبض عليهما على حاجز شرقي ديرفول القريبة من الرستن وتم إحضاري كوني صاحب السيارة.

وأضاف مطير.. إن عبد الهادي أطلق النار من سيارتي على المتظاهرين كي ترسل صورها إلى قناة الجزيرة لتبثها القناة على أن سيارات الأمن هي من تطلق النار على المتظاهرين وسبب اختياره لسيارتي هو أن شكلها يشبه شكل السيارات الأمنية لانها /مفيمة/ حيث أصيب في ذلك اليوم عدد من المتظاهرين.

وقال مطير معلقا على مقطع الفيديو الذي عرضه التلفزيون السوري والذي يظهر إطلاق النارعلى المتظاهرين من سيارة/السوناتا/.. إن هذه إشارة فيروزة التي تقع في شارع الستين الذي يتفرع عنه أربعة طرق حيث طلب مني عبد الهادي لقاءه هناك وأشار مطير حين ظهرت سيارته في المقطع إلى عدة أشخاص كانوا يحملون السلاح وهم فراس الطبش وعبد الهادي الذي كان ملثما وموفق الجاسم.

وأضاف مطير إنهم عندما بدؤوا بإطلاق النار من سيارتي على المتظاهرين رجعت بالسيارة إلى أوراس ثم أنزلتهم بعد مسافة معينة وأكملت طريقي إلى حماة.

من جهته قال موفق محمد جاسم.. أنا من مواليد عام 1993 شاركت بالمظاهرات التي كانت تنادي بالإصلاح في حي عشيرة وفي أحد الأيام وبينما كنا نقف على جانب الطريق أتى عبد الهادي الدلا وكان يحمل بيده بندقية كلاشينكوف وجاء معه فراس الطبش كمرافق وكان يحمل بيده عصا لونها اسود.

وأضاف جاسم.. إن عبد الهادي هو زوج أختي وكان يريد إطلاق النار من الأرض فطلب منه كبار العائلة ألا يفعل ذلك كي لا يجلب لنا المشاكل وطلبوا منه أن يأخذ بندقيته ويذهب إلى منزله.

وتابع جاسم.. شاهدت عبد الهادي يحمل جهازه الخلوي ويتحدث مع شخص ويقول له.. يا /بركات/ اركب سيارتك وتعال إلي أنا موجود في شارع الستين في بناية السيراميك.

وقال جاسم.. بعد ربع ساعة أتى بركات المطير فقال الناس لعبد الهادي لقد أتت السيارة التي ستستقلها فخذ بندقيتك واذهب من هنا إلى منزلك.

وأضاف جاسم.. إن عبد الهادي أخفى بندقيته داخل ملابسه وتوجه إلى السيارة متظاهرا بالذهاب إلى منزله وأنا تورطت بأنني ركبت معه في السيارة ظنا مني انه ذاهب إلى المنزل وعندما ركبنا بالسيارة وسار بها بركات فتح عبد الهادي نافذة السيارة وخرج بجسمه خارجها وأطلق النار على المتظاهرين والمنازل بشكل عشوائي.

وقال جاسم.. إن بركات سأل عبد الهادي لماذا قمت بهذا العمل.. وقام بالصياح عليه فأجابه عبد الهادي بأنه يطلق النار على المتظاهرين من أجل اتهام الأمن بذلك.

وتابع جاسم.. إن عبد الهادي قال لبركات انه طلبه بشكل خاص لان سيارته/مفيمة/ويريد إطلاق النار من داخلها لأنها تبدو كأنها سيارة أمن.

وقال جاسم.. في اليوم الثاني ظهرت السيارة على شاشة التلفزيون السوري وأتى عبد الهادي إلى منزلي خائفا وطلب مني تشغيل التلفاز وفجأة ظهرت السيارة على الشاشة وطلب مني عدم إخبار أحد من أهلي بأننا نحن من كنا في السيارة وهددني بأنني إذا فعلت ذلك سيطلق النار باتجاه رأسي وأن خسارته لن تكون سوى طلقة واحدة وأني إذا تحدثت بهذا الموضوع لأي شخص في الدنيا سيتم إعدامنا كلنا.

وأضاف جاسم.. لقد قلت لعبد الهادي انه لا علاقة لي بما حصل فقال لي إن هذا الأمر لا يهم لأنني كنت معه في السيارة وأنني سأعدم قبل أن يعدم هو.

وتابع جاسم.. بعد أن أخافني عبد الهادي بتهديده لي مكثت في منزلي إلى أن علمت بخروج العديد من المسلحين الملثمين في منطقتنا وعرفت العديد منهم ومنهم خضر المشهداني صديق عبد الهادي والذي كان يحمل بندقية كلاشينكوف وحميد شاليش الذي كان يحمل بندقية كلاشينكوف أيضا وبرهان مندو الذي كان يحمل بومبكشن وسدام الذي لا اعرف كنيته كان يحمل مسدسا حربيا كان ملكا لوالده وهذا المسدس مرخص ورائد بركات وبرهان إضافة إلى العديد من المسلحين الموجودين في حارتنا.

وقال جاسم.. إن هؤلاء المسلحين كانوا يحرضون الأطفال والأولاد على قطع الطريق بحجة أن الأمن سيدخل إلى حارتنا وشوارعنا لإطلاق النار علينا رغم أن هؤلاء المسلحين كانوا يذهبون إلى المظاهرات ويطلقون النار عليها وهذا الأمر سمعته من العديد من المسلحين الذين يدعون قيامهم بحماية المظاهرات ويرسلون مجموعة منهم لإطلاق النار على المتظاهرين لاتهام الأمن بذلك.

وأضاف جاسم.. كنت ذاهبا لرؤية شقيق برهان مندو وذلك لشراء بعض الطيور وكان يقف مع أصدقائه على الباب وكانوا يحملون البنادق فنزلت عن السطح وكنت أخرج من جيبي النقود لإعطائها لحمودة شقيق برهان بينما كان برهان يقوم بوضع الرصاص في البومبكشن فخرجت رصاصة وأصبت برجلي وأصيب أخوه برجله أيضا وعندها غبت عن الوعي فأسعفوني إلى المشفى وأجرى الأطباء لي عملية ووضعوا جهازا حديديا في رجلي كي أتمكن من المشي.

وقال جاسم.. انه في اليوم الثاني أخرجوني من المشفى وأخذوني إلى منزل أهلي فأتى أهل برهان الذين دفعوا تكاليف العملية وقالوا لنا بأنهم جاهزون لتقديم ما نطلبه منهم فقلت لأهلي ألا يجب أن نشتكي على برهان فقال الكبار من عائلتنا بأنه إذا اشتكينا عليه فسيهجم أهله على منزلنا.

وتابع جاسم.. لقد بقيت في منزلي لمدة /4/ أشهر بسبب إصابتي بينما بقي برهان يحرض على المظاهرات ويحرض المسلحين الذين خربوا الشوارع وخزانات الكهرباء كي تقطع الكهرباء وإيهام الناس بأن الأمن سيدخل إلى منازلهم.

وقال جاسم.. إن برهان وجماعته كانوا يحرضون الأطفال الصغار على قطع الطرقات ووضع الحجارة وكان يوسف الشيخ يحرض على المظاهرات وكانوا يدعونه بالشيخ لان والده كان يكتب الرقى للنساء لفك السحر عنهن وكان يدعي خلال تحريضه على المظاهرات بأن الدولة تقتل الناس وكان يذهب إلى الجامع وينتظر خروج الناس منه ويقول لهم إن من لا يخرج للتظاهر لا يستحي وبأن أولادنا تموت.

وأضاف جاسم.. إن كلام الشيخ لم يكن صحيحا لأنه والى هذا الوقت لم يضرب أي احد من حارتنا والشيخ كان يحرض على التظاهر من جامع الرفاعي وكان يجعلهم يذهبون إلى منطقة النازحين وهناك كان يقول لهم.. فزعة يا شباب لباب سباع.

وقال جاسم.. إن يوسف الشيخ كان لا يحمل السلاح عندما يخرج للتحريض على المظاهرات ولكنه في الليل كان يشكل بالاشتراك مع أصدقائه مجموعات مسلحة تخرج بالسلاح إلى الشوارع.

وبث التلفزيون السوري صورا لمسلحين يطلقون النار على المواطنين وتعرف عليهم جاسم الذي قال بأن احدهم هو فراس الطبش والآخر هو ماهر الناعس إضافة إلى احد أولاد عمه وعبد الهادي الدلا والعديد من الأشخاص من منطقة عشيرة.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...