اسلاميو الأردن يعترفون بخطأهم في مشاركتهم بالانتخابات
أقر الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي زكي بني إرشيد بأن الإسلاميين أخطؤوا بمشاركتهم بالانتخابات البرلمانية الأردنية الأخيرة.
وقال في ندوة عقدت مساء الثلاثاء حول نزاهة الانتخابات إن الذين قاطعوا الانتخابات من شخصيات سياسية وحزبية كانوا على صواب، بينما اعتبر أن قرار الإسلاميين بالمشاركة كان خاطئا.
ويعد حديث الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي أول إقرار صريح من قبل قيادي إسلامي رفيع بخطأ المشاركة بالانتخابات التي تعرض فيها الإسلاميون لخسارة فادحة، حيث حصلوا على ستة مقاعد من أصل 22 مرشحا قدموهم للانتخابات، بعدما سيطروا على 17 مقعدا في البرلمان الماضي.
وقال بني إرشيد للجزيرة نت على هامش الندوة إن "الحكومة الأردنية تستحق التهنئة من السفير الأميركي في عمان على ما قامت به في الانتخابات الأخيرة"، في إشارة للبيان الصادر عن سفارة واشنطن في عمان الذي أبدى تقديره لإجراء الانتخابات.
واعتبر أن الحكومة الأردنية "تستحق الدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في التزوير وغياب الشفافية"، وقال "لم يكن أي شيء شفاف في الانتخابات سوى صندوق الاقتراع فقط".
وتحدى بني إرشيد الحكومة أن تعلن جداول الناخبين القطعية التي جرت على أساسها الانتخابات، وأسماء رؤساء وأعضاء لجان الاقتراع والفرز ووظيفة كل واحد منهم.
وكان مجلس شورى جماعة الإخوان الأردنية -أعلى هيئة قيادية في الجماعة- حل نفسه عقب الهزة التي تعرض لها الإخوان في الانتخابات الأخيرة، وستنتخب قواعد الجماعة مجلسا جديدا مكونا من 51 عضوا، فيما سينتخب المجلس الجديد مراقبا عاما جديدا للجماعة.
وتحولت الندوة التي نظمتها لجنة الحريات في مجمع النقابات المهنية إلى تظاهرة شاركت فيها شخصيات عشائرية إلى جانب معارضين قوميين وإسلاميين نددوا جميعا بنتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في العشرين من الشهر الماضي.
وبدأ مجلس النواب الأردني الـ15 دورته الأولى في الثاني من الشهر الجاري، فيما قدم مرشحون خسروا الانتخابات طعونا بنيابة عدد من أعضاء البرلمان، حيث من المقرر أن يحسم مجلس النواب مصير الطعون رغم إشارة مراقبين على أنه لم يسبق للبرلمان أن قبل طعنا بنيابة أحد أعضائه.
وكان مفاجأة الندوة الكاتب والمحلل السياسي جميل النمري الذي افترض منظمو الندوة أنه سيدافع عن وجهة نظر الحكومة إلا أنه انتقد العملية الانتخابية وألقى بعدد من التساؤلات حول نتائجها.
وأبدى النمري استغرابه الشديد من حجم الأصوات التي حصل عليها الفائزون، مشيرا إلى أن الأرقام التي وجدت في صناديق الاقتراع في بعض الدوائر كانت أكبر من المعتاد بنسبة الضعف لا سيما في عمان التي شهدت إقبالا متواضعا على التصويت لم يزد عن 35%.
وذهب النمري إلى حد القول إن نتائج الانتخابات "حسمت قبل يوم الاقتراع" بفضل عدد من العوامل أبرزها عمليات نقل الأصوات الكبيرة بين الدوائر، إضافة لاستعمال المال في شراء أصوات الناخبين.
وأبدى النمري تشاؤمه من البرلمان الحالي، وقال "أنا متشائم لأن الفساد دخل قلب العملية الانتخابية ولم يعد الأمر مقتصرا على الشكوى من قانون الصوت الواحد".
الرأي الآخر كان موجودا، حيث اعتبر الدكتور مازن الزبن أن خسارة مرشحي الإخوان كانت مبررة لاسيما بعد أن تأثر المواطنون بنتائج الانقلاب الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة، إضافة لتفجيرات عمان ونتائجها، على حد قوله.
كما اعتبر الموظف الكبير في وزارة التنمية السياسية رافع البطاينة أن هناك فرقا بين الحقائق على الأرض وتقديم الأدلة على الادعاءات بتزوير إرادة الناس وبين الحديث العاطفي من قبل قادة المعارضة والتصفيق له من قبل الحاضرين.
وبينما لم يخرج نطاق الندوة عن الدعوات لجبهة العمل الإسلامي لسحب نوابها من البرلمان، فاجأ المحامي الإسلامي محمد عصام المومني الحضور بدعوتهم لانتفاضة شعبية تمتد من الرمثا شمال الأردن حتى العقبة في الجنوب احتجاجا على التزوير الحكومي، على حد وصفه.
محمد النجار
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد