استنبول: مؤتمر لمناقشة ظاهرة الإسلاموفوبيا
بدأت في مدينة إسطنبول التركية السبت أعمال مؤتمر دولي ينظمه اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي لبحث ظاهرة الإسلاموفوبيا أو ما يعرف بـ"الخوف من الإسلام".
ويسعى مئات المشاركين من علماء ومثقفين وسياسيين في المؤتمر -الذي يستمر يومين- للخروج بحلول عملية لمواجهة هذه الظاهرة.
كما يراد من المؤتمر -في ظل معاقبة الكثيرين في الدول الغربية على مجرد التشكيك في عدد ضحايا الهولوكوست من اليهود- إرسال رسالة حتى لا يكون التجريح في الإسلام والإساءة لأكثر من مليار مسلم مسألة فيها نظر.
ويرى القائمون على المؤتمر أن أهم الأسباب وراء هذه الظاهرة حاجة الدول القوية لصناعة عدو مناسب يكون وسيلة فعالة للسيطرة على الشعوب والبلاد، وأن وسائل الإعلام تلعب الدور الأكبر في ترويج ذلك.
وكشف الأمين العام لاتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي نجمي صادق أوغلو في تصريح لمراسل الجزيرة في إسطنبول عامر لافي عن عزم الاتحاد تشكيل لجنة لمتابعة كل ما يؤدي إلى تعميق ظاهرة الإسلاموفوبيا، وإعداد تقارير دورية بهذا الخصوص وإرسالها إلى الحكومات ووسائل الإعلام في العالم الإسلامي.
كما أكد أن الاتحاد سيلاحق قانونيا وسائل الإعلام الغربية ومنعها من بث كل ما قد يحرض على الإسلام.
من جانبه قال نائب رئيس اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي مبارك المطوع في مقابلة مع الجزيرة من إسطنبول إن السبب وراء هذا العداء للإسلام الذي تعاني منه الشعوب المسلمة هو اختلاط المفاهيم بين الإسلام السمح بمفهوم الإرهاب.
وأوضح أن الهدف من المؤتمر هو إطلاق صيحة للحوار والتفاهم مع الغرب بحضور علماء من الولايات المتحدة وبريطانيا وأميركا الجنوبية وجميع أنحاء العالم، والقول لهم بأنه لا داعي للخوف.
وأشار المطوع إلى أن المؤتمر دعوة لحوار الحضارات وليس لصراع الحضارات، كما يروج ذلك بعض الغربيين للأسف، موضحا أن بإمكان مثل هذه المؤتمرات الشعبية أن تقول ما لا تستطيع قوله الحكومات.
كما فرق نائب رئيس اتحاد المنظمات الأهلية بين الشعوب الإسلامية والغربية التي وصفها بالبريئة والمحبة للتعايش، وبين حكومات وسياسات دول تدعوا للاحتلال والتدخل بالقوة متخذة من هجمات 11 سبتمبر غطاء لها، وتسخر إمكاناتها وتصعد العداء ضد الإسلام.
وفي هذا السياق أشار المطوع أيضا إلى أن العداء تجلى في بعض الدول بقوانين تمنع الحجاب أو حرية الأديان والاعتقاد، إضافة إلى الاستهزاء برمز العقيدة والدين الإسلامي محمد صلى الله عليه وسلم وتبرير ذلك بحرية التعبير.
لكنه دعا إلى ردود فعل حكيمة وعاقلة ومدروسة وليس قوية على مثل هذا العداء.
من جانبه شدد نائب رئيس وزراء ماليزيا السابق أنور إبراهيم لمراسل الجزيرة في إسطنبول على أن المؤتمر ليس لمهاجمة الغرب أو الأديان الأخرى، لكنه في نفس الوقت أشار إلى "حقيقة واقعة وهي أن الإسلام كدين يتعرض لهجمة شرسة ولا بد من الوقوف في وجهها".
وكانت إسطنبول شهدت مظاهرات حاشدة للتنديد بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي مظاهر عمت مختلف دول العالم الإسلامي، وربما تطورت أحيانا إلى أعمال عنف استفاد منها المحرضون على الإسلام.
وأدى ذلك إلى انشغال المسلمين في الدفاع عن دينهم محاولين إظهار سماحته أمام العالم، ولذلك يرى متخصصون أن عدم معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل علمي يبقي المسلمين في حلقة مفرغة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد