ارتفاع عدد المصابين بمرض السكر في سوريا.. هل أصبح وباء؟
يعتبر مرض السكري من الأمراض الواسعة الانتشار في سوريا والتي بدأت تتوسع لتصيب الفئات العمرية الصغيرة ، بعد أن كان المرض مقتصرا في معظم الأحيان على الفئات العمرية التي تجاوزت الـ 40 عام .
و بدأت الاختلافات تظهر في العشر سنوات الماضية على الفئات العمرية التي يصيبها السكري، حيث أنه في السنوات السابقة كانت الإصابات مرتبطة بعامل الوراثة الذي يظهر في مراحل متقدمة من العمر ، إلا أن ازدياد نسبة السمنة لدى الأطفال والابتعاد عن ممارسة الرياضة أدى إلى زيادة الإصابة بالسكري لدى الأطفال والبالغين .
وفي حديث مع الدكتور نهاد محمد خليفة أخصائي بأمراض الغدد والسكري قال "إن مرض السكري يزداد في سوريا بسبب تغيير نمط حياة الناس بشكل كبير واعتماد الناس الزائد على الطعام الجاهز الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الحريرات ما يؤدي للبدانة التي تعتبر من أهم أسباب الإصابة بالسكري" .
و تابع الدكتور خليفة أن الأطعمة الجاهزة والمقبلات كـ" شيبس " و " البسكويت " و " الكولا " التي تعتبر غنية جدا بالحريرات وفقيرة جدا بالفائدة الغذائية تؤدي للبدانة ما يجعل الجسم مستعدا للإصابة بمرض السكري إذا بدأت هذه العادات منذ الطفولة، إضافة إلى قلة ممارسة الرياضة واعتماد أسلوب تناول الطعام أمام التلفاز وبشكل مستمر حتى وقت النوم ، وعدم انتظام كمية ووقت الوجبات من أهم أسباب انتشار مرض السكري في سوريا .
وكان نقيب أطباء سوريا أعلن مؤخرا عبر الصحف المحلية أن عدد المصابين بالسكري في سوريا وصل إلى ما يعادل 4 إلى 5 ملايين مصاب ، في حين كشفت إحصائيات صادرة عن رابطة أمراض الغدد والصم أن نسبة المصابين باضطرابات الغدد بلغت 80 % .
و في سياق متصل ،أكد الدكتور نبيل حيدر عضو رابطة أمراض الغدد والصم أنه لا شك بأن سوريا من بلدان الشرق الأوسط التي شهدت انتشارا لأمراض الغدد بشكل واسع إلا أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن أعداد المرضى.
وقال "أنا كطبيب سوري أمارس المهنة أؤكد بأن هذه النسب الكبيرة غير دقيقة ، ويمكن القول أن نسبة الإصابة باضطرابات الغدد وأمراض السكري تتراوح ما بين 7 ونصف % إلى 12 % وهذه النسبة تعتبر عالية وليست منخفضة بالنسبة لعدد السكان ".
وتابع حيدر أن عملية المسح المرتبطة بمرض السكري تتم وفق معايير دقيقة حيث تؤخذ عينة عشوائية من 1000 شخص ويتم قياس نسبة السكر عندهم صباحا ، اعتمادا على المعايير العلمية الدقيقة المشخصة لداء السكري .
وأوضح حيدر أنه يتم قياس نسبة المصابين بالنسبة لعدد العينة العشوائية وعلى أساسها تقدم النتائج، ولا يمكن القول بأن أمراض الغدد والسكري أصبحت وباء لأن نسبة 10 % لا يمكن أن تعتبر وباء ولكن الانتشار الزائد والمستمر لهذا المرض من الممكن أن يحوله إلى وباء في الأيام القادمة إذا لم تتواجد المعالجة العلمية الصحيحة .
وأضاف حيدر أن ما كان يسمى السكر الكهلي سابقا الذي يصيب الأشخاص بعد سن 40 أصبح يظهر بدلا منه سكر الشباب الذي يصيب الأطفال والبالغين في سن 30 ولذلك يمكن القول أنه قد يتحول إلى وباء نتيجة لانتشاره الزائد عموديا وأفقيا في أعمار صغيرة بسبب البدانة وقلة الحركة والاعتماد على الطعام الجاهز و ضغوط الحياة اليومية .
وأشار حيدر أن علاج مرض السكري يعتمد على توافر "الأنسولين" في المستشفيات وهو إلى الآن متوافر و موجود بشكل جيد في المستشفيات التابعة للدولة، ولكن الوقاية أفضل من العلاج لذلك لابد من الانتباه إلى نوعية الطعام وكميته ومدى فائدة هذا الطعام، من أجل الوقاية من مرض السكري وعدم الحاجة للوصول لمرحلة العلاج .
وطالب الدكتور حيدر كل مرضى السكري بالانتباه إلى طبيعة الحياة وزيادة النشاط الفيزيائي وممارسة الرياضة والحفاظ على وزنهم القريب إلى الطبيعي ومراقبة أنفسهم بعد الـ 40 سنة ومراجعة طبيب الغدد بشكل دائم .
يذكر أن الطب الحديث قسم مرض السكري إلى ثلاثة أنماط النمط الأول الذي يصيب الأطفال والبالغين والنمط الثاني الذي يصيب الأشخاص بعد سن الأربعين والنمط الثالث هو سكري الحوامل الذي يصيب المرأة الحامل ، ويتأثر مرض السكري بالعديد من العوامل منها الوراثة وزيادة تزاوج الأسر التي تربطها صلة قرابة ، إلا أن أهم أسباب انتشاره هو البدانة وقلة ممارسة الرياضة واختلاف نمط الحياة الذي يعتمد على الخمول وتناول الأطعمة الجاهزة .
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد