اتهام ضابط استخبارات بريطاني باغتيال زميله بالسم النووي
دخلت بريطانيا وروسيا في مواجهة، تعيد الى الاذهان تلك التي شهدها البلدان اثناء «الحرب الباردة». إذ رفضت موسكو طلباً بريطانياً لتسليم احد مواطنيها لمحاكمته، بعدما اتهمته النيابة العامة في لندن بقتل ضابط الاستخبارات الروسي السابق الكسندر لتفينينكو.
ويذكر الموقف الروسي بحرب الاستخبارات بين الطرفين التي شهدت طرد ديبلوماسيين بتهم التجسس والقتل وحتى اللجوء الى التصفيات الجسدية. وكانت «هيئة الاذاعة البريطانية» ذكرت الشهر الماضي ان عدد جواسيس روسيا في بريطانيا بلغ مستواه الاعلى منذ انتهاء الحرب الباردة و «ان ما يصل الى 30 عميلاً روسياً يحاولون الحصول على اسرار مختلفة في الاراضي البريطانية وتصفية معارضين للكرملين».
وكشف جهاز الادعاء الملكي البريطاني امس انه يملك أدلة كافية لاتهام اندريه لوغوفوي الضابط السابق في الاستخبارات الروسية (كي جي بي) باغتيال زميله السابق الكسندر لتفينينكو في لندن، بتسميمه بمادة نووية. واعلن المدعي العام كين ماكدونالد، في بيان، تقديم طلب استرداد لوغوفوي من روسيا لعلاقته باغتيال لتفينينكو الذي تعذب اثناء وفاته التي استغرقت اسابيع بعد تسميمه بمادة «بولونيوم 210» المشعة. وقال: «خلصت الى ان الادلة التي ارسلت الينا من الشرطة كافية لتوجيه الاتهام الى اندريه لوغوفوي باغتيال لتفينينكو بعد تسميمه عمداً».
لكن مكتب المدعي العام الروسي قال لوكالة «ريا نوفوستي» للانباء ان موسكو «لن تسلم لوغوفوي الى بريطانيا نتيجة هذه الاتهامات»، خصوصاً انه «بموجب الدستور لا يمكن تسليم مواطني الاتحاد الروسي الى دول اجنبية لمحاكمتهم، ولوغوفوي مواطن روسي».
ونفى لوغوفوي اي مسؤولية له في هذه القضية. وقال «ان هذا القرار سياسي. لم اقتل ليتفيننكو، وليس لي اي علاقة بموته. ولدي اسباب وجيهة للشك في الادلة المزعومة التي جمعها القضاء البريطاني». ووعد بالادلاء قريبا بتصريحات علنية «ستحدث تأثيرا كبيرا في الرأي العام البريطاني، وقد تغير جذريا طريقة النظر الى الاحداث التي وقعت في السنوات الاخيرة في بريطانيا حول بعض الشخصيات الروسية الاصل».
وتم استدعاء السفير الروسي في لندن يوري فيدوتوف الى وزارة الخارجية وسُلم بيان من الوزيرة مارغريت بيكيت، الموجودة في الصين، جاء فيه: « كانت هذه جريمة خطيرة. اننا نسعى ونتوقع تعاوناً كاملا من جانب السلطات الروسية في تقديم المرتكب ليواجه العدالة البريطانية».
وقال ناطق باسم رئاسة الوزراء انه «على روسيا ان تلتزم طلبنا القانوني». واضاف ان لبريطانيا «علاقات سياسية واقتصادية مهمة مع روسيا، وان هذا لا يمس بأي حال الحاجة الى احترام القانون الدولي ولن نحيد بأي حال عن الحاجة الى احترام سيادة القانون الدولي في قضية من هذا النوع».
وكان لتفينينكو الذي منحته لندن حق اللجوء السياسي في العام 2000، وحصل على الجنسية البريطانية قبل اسابيع من تسميمه، اتهم في خطاب من على فراش المرض في المستشفى، الكرملين والرئيس فلاديمير بوتين باغتياله. ونفت موسكو التهمة ووصفتها بـ «السخيفة».
وكان ليتفنينكو اصيب بعوارض التسمم في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 وادخل الى المستشفى بعد يومين ليتوفى في 23 من الشهر نفسه. وأعلن بلير بعد ثلاثة ايام ان الحكومة البريطانية «لن تسمح لأي حواجز ديبلوماسية أو سياسية بعرقلة التحقيق لاكتشاف قاتل لتفينينكو».
واعتبر المنشق الروسي اللاجئ في لندن بوريس بيروزوفسكي ان اتهام لوغوفوي يعني تورط الرئيس الروسي بالجريمة. يُشار الى ان لوغوفوي عولج آخر العام الماضي في احد مستشفيات موسكو من آثار عوارض شعر بها الذين تعرضوا للاشعة بعد انفجار مفاعل تشرنوبيل العام 1986، لكنه رفض الحديث عن أسباب علاجه.
وتعود الحادثة الأخيرة الكبيرة لطرد ديبلوماسيين روس من لندن الى التسعينات عندما طلبت الحكومة البريطانية ابعاد أكثر من 120 ديبلوماسياً بتهم الاشتباه بالقيام باعمال تجسسية. وطردت 105 العام 1971 بتهم مماثلة. كما ان موسكو ابعدت مطلع العام الماضي اربعة ديبلوماسيين بريطانيين بتهمة التجسس للحصول على أسرار صناعية.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد