اتحاد الكتاب : تغير الرئيس وبقيت العقلية

11-05-2006

اتحاد الكتاب : تغير الرئيس وبقيت العقلية

خلال الفترة المديدة لرئاسة علي عقلة عرسان لاتحاد الكتاب العرب, وحصريا خلال السنوات الأخيرة تفرغ قسم كبير من الكتاب السوريين لتوجيه شتى الاتهامات وأعنفها له حتى إنهم اخترعوا له اختصاراً مؤلفاً من الأحرف :

ع.ع.ع وذلك إمعانا في التشفي منه من جهة وتسريعا لعملية توجيه التهمة من جهة اخرى, فعوضا من كتابة الاسم كاملا وهذا يستغرق وقتا يكتفى بذكر : الاختصار ع.ع.ع فيعرف القارئ أنه المقصود هو علي عقلة عرسان لا سواه وإن تشابهت هذه الأحرف الأولى مع أسماء اخرى.‏

وكنا افترضنا نحن القراء أن هذه الاتهامات موجهة أساسا إلى العقلية التي تسير الاتحاد كمؤسسة ثقافية. وأنها موجهة إلى أنظمة تلك المؤسسة وعلاقاتها المريرة مع المثقفين السوريين وموجهة إلى نوعية الكتب التي يصدرها الاتحاد وتوزيعها شبه المعدوم وتكديسها في المخازن على أنها أطعمة جيدة للجرذان والفئران وأنها اتهامات موجهة إلى نظام الرقابة المنقطع النظير الذي تعمل به تلك المؤسسة وهو الرقابة المسبقة على الكتاب ونظام الموافقة أو المنع من الطباعة او التداول الأمر الذي حول الاتحاد إلى (كانتون) لتكديس الثقافة والمثقفين و إلى مصدر إعاقة للإبداع وإلى مجرد مؤسسة تقوم على تكريس التكلس وإشاعته..‏

وكنا نحن القراء نشعر بلذة من نوع ما كلما قرأنا شيئا من هذا اذ إن ع.ع.ع أسس أو ساهم بتأسيس تلك العقلية التي تسير الاتحاد وذلك النظام الصارم للرقابة على الكتاب وذلك الجدار الثخين الذي يفصل الاتحاد عن باقي مثقفي سورية.. الخ وذلك على اعتبار ان تلك المقالات ستساهم بتحسين أداء تلك المؤسسة وربما تزيل الأمر الشائن: الرقابة المسبقة على الكتاب أو على الأقل ابقاءها على الكتب التي سيصدرها وتحققت المعجزة ولم يعد علي عقلة عرسان رئيسا لاتحاد الكتاب العرب و ( فش) الكتاب السوريون خلقهم وكفوا عن الكتابة حول أي شأن متعلق بعمل الاتحاد. فما الذي تغير?‏

بقي نهج الاتحاد في الرقابة المسبقة على الكتاب سائدا وبقي الانتاج الرديء للكتاب ساريا ولم يزل جدار برلين فاصلا بين الاتحاد ومثقفي سورية..‏

وبقي الكاتب ينتظر الموافقة على طباعة كتابه طويلا وطويلا وبقي مهددا بعدم الموافقة لذات الأسباب السابقة.. الخ.‏

فلماذا توقف الكتاب عن الكتابة حول شؤون الاتحاد?‏

هل كانت المشكلة مع رئيس الاتحاد السابق شخصيا? طالما أن العقلية التي رسخها لم تزل تشكل نظام عمل الاتحاد. إن ما جرى لحد الآن يدل على أن المشكلة شخصية ولم يكونوا يريدون تغيير عقلية الاتحاد وأنظمته إنما رئيسه فحسب, وقد تغير, فليهنؤوا اذا وليخضعوا راضين بالرقابة المسبقة على الكتاب.‏

 

خضر الآغا

المصدر: الثورة

 

إلى الندوة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...