إعلان حالة الطوارئ في عمان خوفاً من «غونو»
أعلنت سلطنة عمان الاثنين 4-6-2007 حالة طوارئ بين قوات الشرطة والجيش، استعدادا لمواجهة مخاطر إعصار "غونو" الذي يتوقع أن يصل البلاد خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ويمكن ان يتسبب في رياح سرعتها بين 185 و205 كيلومترات في الساعة، وأمواج بعلو 10 أمتار.
جاء ذلك في وقت قللت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية من مخاطر الإعصار، الذي توقعت بعض مواقع الانترنت وصوله إلى الرياض يومي الجمعة والسبت المقبلين. أما في الإمارات، فاعتبر مسؤول مركز التنبؤات في إدارة الأرصاد الجوية في أبوظبي أن حالة الهلع من الإعصار في الخليج مبالغ فيها، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها، وبالتالي فهو ليس جديداً.
وكانت العديد من المواقع الأجنبية المتخصصة في الأعاصير والطقس، ومنها موقع البحرية الأمريكية، تحدثت عن عاصفة استوائية على بحر العرب تتجه للتحول إلى إعصار من الدرجة الأولى، أطلق عليه اسم "غونو" Gonu. وتشير حركة الإعصار إلى مروره في مناطق شمال وشمال غرب نواحي عُمان عند الخامسة من فجر الثلاثاء 5-6-2007.
وتشير التوقعات إلى أن الإعصار سيتحول مرة أخرى إلى عاصفة استوائية عند ضربه السواحل العٌمانية، وقد يتجه شمال شرق الإمارات، ثم يزداد قوة على الخليج العربي قبل أن يصل إلى المنطقة الشرقية من السعودية. في حين أشارت مواقع أخرى إلى ضربه الربع الخالي ووصوله إلى الرياض يومي الجمعة والسبت المقبلين.
وفي مسقط، أعلن المفتش العام للشرطة والجمارك، ورئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني الفريق مالك بن سليمان المعمري أن السلطنة ستتأثر خلال الأيام الثلاثة المقبلة بالإعصار القادم من غرب القارة الهندية، مشيراً إلى أن سرعة دورانه الآن أكثر من 200 كيلومتر في الساعة، بينما سرعة اقترابه من أراضي السلطنة تبلغ 18 كيلومترا في الساعة.
واشار المعمرى الى ان هناك "مناطق منخفضة في السلطنة سوف تتأثر بالاعصار، من بينها جزيرة مصيرة والمناطق الممتدة من رأس مدركة الى رأس الحد، حيث يقطن الكثير من المواطنين، موضحا أن اكثر من ثلثي جزيرة مصيرة عبارة عن مناطق مسطحة مأهولة، ويتوقع ان تكون هناك خطورة في ظل احتمالات أن يصل ارتفاع الامواج إلى 10 أمتار".
وتابع: "نشجع المواطنين على الانتقال من المناطق المعرضة للخطر نتيجة الاعصار، خاصة جزيرة مصيرة وجزر الحلانيات، الى مناطق اكثر امنا"، مشيراً إلى أن الشرطة ستتولى تأمين المأوى والغذاء للنازحين طوال فترة مرور الإعصار.
واشار المعمري إلى أنه تم إعلان حالة الطوارئ في قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية، وبقية الجهات الاخرى، موضحا أن الشرطة نشرت سيارات الدفاع المدنى في المناطق المتوقع تعرضها للاضرار.
أما في الإمارات، والتي يفترض أن تكون المحطة الثانية للإعصار، فاعتبر مسؤول مركز التنبؤات في إدارة الأرصاد الجوية بأبوظبي سلامة حشاد أن هذا الإعصار "ليس الأول ولا الأخير في هذه المنطقة، فهو قوي ويتولد أسبوعيا أو كل أسبوعين بمعدل مرة في الفترة من نصف مايو حتى آخر يونيه، على بحر عمان وينتهي هناك، وبالتالي فهو ليس جديدا".
وشرح حشاد لـ"العربية.نت" أن الإعصار المتوقع يتكون على مسطح مائي كبير من خط الاستواء وخط عرض 15. وإذا حصل ووصل أحد هذه الأعاصير إلى الساحل العماني، فكم منها لديه القوة بأن يتحرك فوق الصحراء ويصل إلى الامارات؟
وتابع بأن الاعصار يتحرك الآن على مسافة من 500 إلى 700 كم من جنوب شرق الساحل العماني، وبسرعة من 10 إلى 15 كم في الساعة في اتجاه الغرب والشمال الغربي، ولو استمر بهذه المعدلات فمن الممكن أن يصل الساحل العماني مساء الثلاثاء 5-6-2007 أو صباح الأربعاء.. وحتى ذلك الحين لا يستطيع أحد أن يقول إنه سيضرب الامارات بالشكل المتداول الآن والمبالغ فيه أو أنه سيصل إلى الرياض.
وأضاف حشاد بأن الحديث عن وصول الاعصار إلى الرياض كلام غير علمي ولا أساس له مطلقا.
وأوضح أن الاعصار قد يغير اتجاهه ويعود فلا يؤثر حتى على عمان نفسها، ولكنه في حركة دورانه وتغيير اتجاهه من الممكن أن يؤثر ببعض السحب والرياح النشطة على جنوب الامارات والمناطق الشرقية، إنما ليس بالشكل الذي يسبب هذا الهلع.
وبرر الاستعدادات التي اتخذتها سلطنة عمان لكونها الساحل الشرقي المعرض لهذا الاعصار أو أول دولة ستتأثر به، فمن المعروف أن الاعاصير تضرب السواحل الشرقية للقارات.
وقال: لذلك من الطبيعي أن تتوقع سلطنة عمان أن يضرب الاعصار سواحلها وأن تتخذ احتياطاتها لكي تتفادى أي خسائر ممكنة، لكن حتى الآن فان متوسط سرعته وحساباته تشير إلى أنه قد يصل مساء الثلاثاء إلى الساحل العماني، وقد لا يصل إليه أبداً، لأن هذا النوع من الاعاصير يغير اتجاهاته بشكل غير محسوب، فنحن نحسب سرعته واتجاهه بناء على تاريخه السابق، أي حسب السرعة التي كان يتحرك بها في الساعات السابقة وفي اي اتجاه، وبالتالي نحاول أن نطبق ذلك على الساعات القادمة، وكل هذه الحسابات قد لا تتحقق.
وأرجع حشاد حالة الهلع الموجودة حاليا إلى تناقل المعلومات بشكل غير علمي عبر المنتديات وحوارات الانترنت ورسائل الموبايل، فبعض المنتديات ومواقع الانترنت اعلنت على سبيل المثال أن السعودية نفسها اعلنت حالة الطوارئ، وهذا غير حقيقي ولا يستند على أية حقائق علمية، لأن الأعاصير تموت عندما تدخل على اليابسة مهما كانت قوتها، فهي لا تستطيع ان تستمد الطاقة التي تلزمها لهذه المسافات الشاسعة، ربما تسمح لها هذه الطاقة للسير عشرات الكيلو مترات وليس الآلاف.
وقال إن سرعة الاعصار تنخفض بشدة على اليابسة، وفي مناطق نشأته أو تكونه تصل سرعته في حدها الأقصى إلى 150 عقدة أي تتجاوز 400 كم في الساعة، وبوصوله إلى اليابسة يحدث تفريغ لطاقته عبارة عن رياح شديدة وأمطار، لكن حتى الآن لم يترك ذلك أثرا يمكن الحساب عليه، وكل ما يحدث حاليا يجري بواسطة صور الأقمار الصناعية ومتابعة مركزه الذي نسميه عين الاعصار، ومن ثم حساب سرعته واتجاهه.
ولفت إلى أنه لم يثبت، حتى الآن، بصورة قاطعة أن الاعصار سيضرب عمان، لكنها تتحسب له لأنها الدولة الأولى التي ستتأثر به، وعندما يصل إليها فعلا، تبدأ الدول الأخرى تأخذ حذرها ولن يكون ذلك أكثر من جنوب وشرق الامارات، أما السعودية وغيرها فهذا غير وارد من الأصل.
وعن عمر الاعصار قال حشاد: ليس له فترة زمنية، لكنه ما دام بدأ تحركه فعمره فوق الماء بين 48 ساعة إلى 5 أيام، ومن الممكن أن تزيد قوته ويطول عمره، وسيقطع مسافة 500 كم ليبلغ الساحل العماني، وخلال هذه الفترة الزمنية سيكون تحت المتابعة والدراسة من حيث سرعته وتغييراته، ومن ثم فلا داعي لأي هلع في الامارات أو غيرها.
في السعودية، أدى انتشار التوقعات حول مرور الإعصار لخلق جو من الإشاعات حول مصير الطلاب في أول أيام اختباراتهم، الذي يصادف السبت 9-6-2007، مع انتشار توقعات بجعل هذا اليوم إجازة، تفادياً لأية مستجدات يمكن أن تنتج عن الإعصار المتوقع.
وأكد خبراء سعوديون في بيان للرئاسة العامة للأرصاد على أن المخاوف من الإعصار غير مبررة، مؤكدين انعدام تأثيره على الأجزاء الوسطى والشرقية للمملكة، ما عدا نشاط في الرياح السطحية على الساحل الشرقي قد تصل سرعتها إلى 40 كيلومتر في الساعة، مع ارتفاع لأمواج البحر لنحو مترين ونصف المتر خلال يومي الأربعاء والخميس 6 و7 يونيو 2007.
وهذا ما دفع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لإصدار بيان، تناولت فيه ما يتردد عن تحرك الإعصار باتجاه المناطق الوسطى والشرقية للملكة. كما نقلت محطة تلفزيونية سعودية حكومية، في خبر عاجل، أن الإعصار المتوقع لن يكون له أي تأثيرعلى إنتاج النفط في المناطق التي يمكن أن يضربها.
وذكر بيان الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية أن الخبراء في الرئاسة يتوقعون أن يكون التأثير المباشر لهذا الإعصار على الأجزاء الجنوبية الشرقية من دولة عُمان، بحيث تتأثر به السواحل العمانية مابين مسقط وصلالة في الصباح الباكر من يوم الأربعاء الموافق 6 يونيو.
ثم يتحرك على شكل عاصفة مدارية في الاتجاه الشمالي الشرقي نحو خليج عمان ومضيق هرمز، ويكمل مساره نحو الأجزاء الجنوبية لدولة إيران المطلة على خليج عمان يوم الجمعة 8 يونيو، مصحوبا برياح عاتية تصل إلى 100كيلو متر في الساعة، وارتفاع للأمواج في خليج عمان تصل إلى 6 أمتار وأمطار غزيرة.
من جهته، أكد مدير إدارة التحاليل والتوقعات بالأرصاد السعودية طارق العشماوي استحالة أن يصل الإعصار منطقة الربع الخالي أو أية مدينة صحراوية في العالم، بما في ذلك العاصمة الرياض.
وشرح العشماوي لـ"العربية.نت" أن الإعصار لا يتكون فوق المسطحات اليابسة، لأنه عبارة عن "ماكينة بخارية، يستمد طاقته من البحر، ولابد أن تكون درجة حرارة المياه مناسبة حتى يستمد منها الطاقة"، مشيراً إلى أن العواصف المدارية دائما تموت على الشواطئ ولاتتعمق في اليابسة.
وقال العشماوي : "تابعنا المواقع ووجدنا أن تأثيره المباشر غالبا سيكون باتجاه سواحل عمان الجنوبية الشرقية، ويأخذ مساره ويتحول من إعصار إلى عاصفة مدارية حسب ماهو موجود من النماذج العددية العالمية. ولم يدخل بعد في التوقعات المحلية لأنه لم يصل بعد شواطىء عمان التي نستطيع، بعد وصوله يوم الاربعاء، حسب التوقعات ورصد تفاعلاته فيها وتحديد مساره الصحيح والدقيق".
وأضاف العشماوي:"بنظرة شاملة لمخرجات الارصاد نتوقع أن ينحصر تأثير الإعصار في منطقة السواحل الشرقية لعمان، ثم يضرب مناطق محتملة من الأجزاء الجنوبية في الإمارات بعد تحوله إلى عاصفة مدارية، ثم ينتقل متجها إلى السواحل الجنوبية لإيران، حيث يتوقع أن ينتهي هناك".
وفي معرض نفيه وصول الإعصار إلى الرياض، شرح العشماوي أن بحر العرب "يبعد عن الرياض أكثر من ألف كيلو متر وعملية تموين الطاقة البخارية للإعصار ستكون ضعيفة وبالتالي لانتوقع وصوله إلى العاصمة". مضيفاً أن التحذيرات الموجهة في البيان إلى شرق السعودية تعني احتمال تعرض المنطقة إلى أمطار شديدة ورياح هابطة من السحب الركامية في حال حدوث الإعصار، "ونتوقع أن تثور أتربة في الربع الخالي والمنطقة الشرقية، وقد تصل إلى مناطق متاخمة عواصف ترابية، وحتى الآن لا يوجد ما يشير إلى ماهو خطير".
ودعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية جميع مرتادي الشاطئ الشرقي للمملكة والصيادين إلى اخذ الحيطة والحذر، ومتابعة ما تصدره الرئاسة من معلومات حول حركة الإعصار عن طريق وسائل الإعلام أو موقع الرئاسة عبر الانترنت.
وأكدت الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود من قسم الجغرافيا الدكتورة فوزية بخرجي هذه التحذيرات، مشيرة إلى ضرورة تفادي سكان المنطقة الشرقية، وخاصة
الظهران ارتياد البحر خلال الوقت المتوقع للإعصار. وقالت إن الأعاصير المدارية لا تشكل الخطر المتوقع ، و"غالبا ما تصنف مياه الخليج العربي على أنها بحيرة هادئة وغير عميقة. وعلى الرغم من أن الظهران تعتبر من المدن التي تتمتع بسرعة رياح جيدة، إلا أن هذه السرعة لا تصل للتحول إلى اعصار قوي".
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد