إصرار غربي على تفتيش مواقع عسكرية إيرانية
تصاعدت، أمس، وتيرة المواقف الغربية حول الاتفاق النووي النهائي مع إيران، في وقت بدأت المفاوضات تدخل أسابيعها الأخيرة مع الاقتراب من المهلة النهائية للاتفاق، في نهاية الشهر الحالي، وذلك على وقع الإصرار الغربي على مسألة تفتيش مواقع عسكرية إيرانية، وقلق إسرائيلي ظهر في إعلان السلطات النمساوية والسويسرية عن محاولات تجسس على جلسات التفاوض التي عقدت في البلدين، مع ترجيحات بوقوف جهاز «الموساد» خلفها.
وأعلنت السلطات السويسرية والنمساوية، أمس، أنها فتحت تحقيقات حول شبهات بالتجسس المعلوماتي في فنادق استضافت محادثات تتعلق بالملف النووي الايراني، في وقت نفت اسرائيل بشكل رسمي أي تورط لها في ذلك، حيث فتحت النيابة العامة السويسرية، منذ الشهر الماضي، تحقيقا جزائيا ضد مجهول حول شبهات بالتجسس المعلوماتي في فنادق استضافت جلسات لمفاوضين في الملف النووي الايراني.
واعلنت النيابة العامة السويسرية انها فتحت تحقيقاً حول هذه الشبهات، مؤكدة بذلك معلومات كان قد نقلها التلفزيون السويسري «ار تي اس».
وقالت النيابة العامة إنها «ضبطت معدات معلوماتية في إطار عملية تفتيش في 12 أيار» الماضي، وأشارت إلى أن الحكومة أعطت موافقتها على التفتيش وأن تدخلها «في حالة التجسس المعلوماتي يأتي بناء على تقرير رسمي من جهاز الاستخبارات السويسري».
وبحسب التلفزيون السويسري فإن ثلاثة فنادق استضافت المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» أصيبت أجهزتها بـ «فيروس معلوماتي». وجرت غالبية جلسات التفاوض في سويسرا منذ تشرين الثاني العام 2013 بين ديبلوماسيين وخبراء من مجموعة «5+1» وايران.
وفي فيينا، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية كارل هاينز غروندبوك إن «هناك تحقيقات جارية» تتعلق خصوصا بقصر كوبور، حيث عقدت أيضا جلسات عدة، مؤكدا بذلك معلومات لوكالة الانباء النمساوية.
وكشف باحثون، أمس الأول، عن أن «فيروس» معلوماتيا استخدم للتجسس على المفاوضات، وأنه يشتبه بقوة بوقوف اسرائيل وراء ذلك، حيث أعلنت شركة الامن المعلوماتي «كاسبيرسكي لاب»، ومقرها روسيا، أنها اكتشفت هذا «الفيروس» المسمى «دوكو» في شبكتها الداخلية واعتبرت انه استخدم للتجسس على المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني في العامين 2014 و2015.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أول من نشر الخبر، وأشارت إلى أن استنتاجات «كاسبيرسكي» تؤكد معلوماتها السابقة ومفادها ان اسرائيل تجسست على المفاوضات حول الملف النووي الايراني.
ونفت اسرائيل التهمة على لسان نائبة وزير الخارجية تسيبي هوتوفلي، التي قالت للإذاعة الإسرائيلية إنه «لا أساس لكل التقارير حول تورط اسرائيل في هذه المسألة»، واعتبرت أن «الأمر الأكثر أهمية هو أننا نمنع اتفاقا سيئا وإلا سنجد انفسنا يوما ما تحت مظلة نووية ايرانية».
وتقف المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» عند إصرار الدول الغربية بشكل رئيسي على تفتيش مواقع عسكرية إيرانية، وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث لتلفزيون «بي اف ام»، أمس، أنه يجب أن يكون بمقدور الدول الغربية «التحقق (من تنفيذ الاتفاق) في هذه المواقع (المواقع العسكرية).. ليس لدينا تأكيد في هذا الصدد بعد».
وقال الوزير الفرنسي «لكي نكون واضحين فان فرنسا تريد اتفاقا مع الإيرانين لاننا جميعا نريدهم أن يتحركوا نحو السلام.. لا يمكن لأحد أن يلومهم لانهم يريدون المضي نحو السلام، لكن الاتفاق لابد وأن يكون قابلا للتحقق منه وأن يكون محكما وسليما. ونحن اليوم لا نملك ضمانات لهذا».
بدورها حثت الولايات المتحدة إيران في بيان صدر في فيينا، أمس، عقب جلسة لمندوبي الدول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على تنفيذ «إجراءات الشفافية النووية» التي قالت إن اتفاق الاطار الموقع في نيسان الماضي، بين إيران ومجموعة «5+1» كان قد نص عليها.
وقالت مبعوثة الولايات المتحدة لورا كيندي أمام مجلس الوكالة إنه «لا يزال من المهم أن تنفذ إيران البند المعدل 3.1 ... من دون تأخير»، وهو البند الذي يلزم إيران بالإخطار المبكر ببناء المنشآت النووية الجديدة، ولفتت إلى أنه من المهم أن تنفذ إيران أيضا «البروتوكول الإضافي» للوكالة الدولية، وهو يجيز لمفتشي الأمم المتحدة زيارة مواقع في إيران حتى وإن أخطروا سلطاتها قبل الزيارة بساعتين.
من جانبه قال مبعوث إيران لدى الوكالة رضا نجفي إن التوصل لاتفاق نووي نهائي ممكن بحلول نهاية حزيران، وأكد للصحافيين بعد اجتماع مجلس الوكالة في فيينا أنه «إذا التزم محاورونا .. بالأطر المتفق عليها فإن التوصل إلى اتفاقية بحلول نهاية يونيو سيكون أمرا ممكنا».
وكالات
إضافة تعليق جديد