إسرائيل وفضيحة الغوّاصات الألمانية: غضّ طرفٍ في كشف الارتباطات اللبنانية؟

عادت مسألة الصلة اللبنانية بمجمع بناء السفن الحربية الألماني الذي اشترت منه إسرائيل أربعة طرّادات لحماية منصّات الغاز في عرض البحر المتوسط إلى الواجهة من جديد. فقد طالب عضو الكنيست أرييل مرغليت (من "المعسكر الصهيوني") من المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت فحصَ معلومات وصَلته تفيدُ بأن الشركة الألمانية التي تبني الطرادات من طراز "ساعر 6" لمصلحة سلاح البحرية الإسرائيلي تملكُها عائلةُ وزير الدفاع اللبناني. وبحسب ما نشر، فإن الوزير سمير مقبل، وهو أيضاً نائبُ رئيس الحكومة، له صلات مع جهات في "حزب الله" وإيران.
وفي رسالة وجهها مرغليت إلى المستشار القضائي للحكومة، أشار إلى أنه أثناء رحلة له إلى أوروبا، تكشفت له المعلومات بأن مقبل وأبناء عائلته يملكون حوالي 94 في المئة من أسهم الشركة الألمانية. وبحسب كلامه في شهر آذار 2015، وقبيل إبرام صفقة شراء إسرائيل لهذه الطرادات، مارس مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ضغوطاً على إدارة الشركة لتغيير اسمها من "Abu Dhabi Mar" إلىGerman" Naval Yards Kiel" بهدف إخفاء هوية صاحبيها ـ اسكندر وأكرم صفا ـ وهما أخوان ورجلا أعمال لبنانيان يقيمان في أبو ظبي.
وأضاف مرغليت في رسالته أن "واقع أن أحد مالكي الشركة التي تبني لإسرائيل طرادات بحرية هو وزير دفاع دولة تصنف كدولة معادية، وهو يتهاون وفق ما ينشر مع حزب الله وإيران أيضاً، يضيء مشاعل تحذير أمنية". وأضاف أن التواصل مع الشركة تمّ في ظروف إشكالية، وأن "ظلاً كثيفاً من الشك يحوم فوقها".
ويدعو مرغليت المستشار القانوني للحكومة الى فحص سلوك المسؤولين الاسرائيليين في صفقة الشراء لكون المعلومات التي جمعها عنها تفوح منها رائحة غير سليمة. ويدعي مرغليت بأن "احدى الصفقات الامنية الأكثر أهمية لاسرائيل تتمُّ في ملابسات إشكالية يخيم عليها ظلٌّ ثقيل. لا يحتمل أن تكون شركة بملكية عائلة وزير الدفاع اللبناني تبني السفن التي يفترض بها أن تحمينا من تهديد صواريخ حزب الله وجهات معادية أخرى". وبحسب وثائق صادرة عن وزارة العدل اللبنانية وصلت إلى عضو الكنيست مرغليت، فإن ابنة وزير الدفاع اللبناني تملكُ نسبة واحد في المئة من شركة Privinvest.

كذلك يدعي مرغليت بأن نائب رئيس قيادة الأمن القومي الذي خطط الصفقة، بل كان مُرشح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرئاسة قيادة الامن القومي، مشبوه بمخالفات الرشوة وخرق الثقة، وفقا لمنشورات تتعلق بهذه الصفقة. وكتب مرغليت يقول إنه "في الوقت الحالي، يتبين أن مواضع الخلل والاخفاقات في الجوانب الامنية خطيرة بقدر لا يقل عما نشر حتى الآن".
ويجلب مرغليت تفاصيل جديدة، تتضمن عرضاً لوثائق من سجلات الشركة. ويقول مرغليت إن "رفع الغطاء عن محامي نتنياهو الخاص، الشبهات ضد مرشحه لرئاسة قيادة الامن القومي وإبعاد المعلومات عن علم لجنة ميزانية الدفاع ـ كل هذا يستدعي الانتقال من الفحص الى التحقيق، إذ تنضم الى الشبهات بالفساد الآن شبهات أمنية حقيقية". وبحسب مرغليت، ففي صفقة شراء السفن يشارك ثلاثة مسؤولين أمنيين كبار ويمكن الاستنتاج أن واحداً منهم على الاقل هو رجل الذراع البحرية.
وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن ابنة وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل متزوجة من أخ أحد أصحاب الشركة التي تبني السفن الجديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي. وقالت إن آن ماري، ابنة الوزير، متزوجة من شقيق اسكندر صفا، رجل الأعمال والملياردير اللبناني صاحب السيطرة على الشركة المتصلة ببناء زوارق "ساعر 6" الجديدة لإسرائيل. وقد أنشأ صفا مع أخيه أكرم شركة Privinvest التي لها مكاتب في بيروت وأبو ظبي وتملك 30 في المئة من أسهم شركة "أبو ظبي مار" التي تعتبر الرائدة في مجال بناء السفن في الخليج العربي.
وقد غيرت "أبو ظبي مار" اسمها في عام 2015 إلىGerman" naval yards kiel" في العام ذاته الذي قررت فيه إسرائيل شراء أربع سفن من ألمانيا لحماية منصات الغاز البحرية بتكلفة 430 يورو من شركة "تيسنكروب". وصارتGerman naval" yards kiel" نوعاً من مقاول فرعي لبناء السفن الإسرائيلية. وعندما نشر هذا الخبر قالت إسرائيل إن هذه الشركة لا تقوم إلا ببناء هيكل السفينة ولا صلة لها بالتسليح المنصوب عليها والذي سيتم في إسرائيل.

حلمي موسى

المصدر: السفير