إرجاء المفاوضات اليمنية.. في انتظار جدول أعمال واضح
لم تعقد المفاوضات اليمنيّة يوم أمس، بحسب ما كان مقرّراً، بعدما رفض وفد «أنصار الله» و «حزب المؤتمر الشعبي العام» التوجّه إلى الكويت من دون تثبيت وقف إطلاق النار، وجدول أعمال واضح للمحادثات، حتى لا يكون مصيرها كسابقاتها.
وحتى مساء أمس، لم يغادر وفد «أنصار الله» و «المؤتمر» صنعاء، بسبب استمرار العدوان، فيما دعت الأمم المتحدة الوفد إلى عدم «تضييع فرصة» الحوار.
وتعليقاً على تطوّرات الساعات الأخيرة، أكَّد المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، الحرص على «إجراء حوار سياسي يكون فيه خير ومصلحة الشعب اليمني وعموم المنطقة»، مضيفاً أنَّ «مطلبنا منذ اليوم الأول أن يكون الحوار في أجواء يسودها هدوء وسلام واستقرار، وللأسف ومنذ (إعلان الهدنة) لم يتوقّف العدوان.. واستمر القصف الجوي على مناطق مختلفة».
وفي ظلّ «استمرار العدوان بمظاهره المختلفة»، رأى عبد السلام أنّ «تثبيت وقف إطلاق النار والسماح للّجان المحلية بالانعقاد، سيساعد بشكل كبير في إنجاح الحوار»، مطالباً الأمم المتحدة بـ «أجندة حوار تؤسّس لمرحلة جادة من الحوار البنّاء والمسؤول، يؤدّي إلى إرساء مسار سياسي يعتمد الشراكة والتوافق، وفقاً للقرارات الدوليّة والمرجعيات المعروفة، وليس لاستمرار العدوان وانتهاج سياسة الاقصاء»، وآملاً أن يدعم المجتمع الدولي «مسار السلام حتّى نتجنب انعقاد جولة حوار فاشلة».
ونقلت «رويترز» عن مسؤول في حزب «المؤتمر» قوله، إنّه «لا معنى للذهاب إلى الكويت إذا لم يتمّ احترام وقف إطلاق النار».
وبعدما كان مرجّحاً انطلاق المباحثات صباح أمس، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أنّه «نظراً لبعض المستجدّات التي حصلت في الساعات الأخيرة، طرأ تأخير على موعد انطلاق مشاورات السلام اليمنيّة ـ اليمنيّة».
وأضاف «أشكر وفد حكومة اليمن الذي التزم بموعد المباحثات ووصل في الوقت المحدّد، وأتمنّى على ممثّلي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ألَّا يضيّعوا هذه الفرصة التي قد تجنّب اليمن خسارة المزيد من الأرواح».
وأكَّد الموفد الدولي «نحن نعمل على تخطّي تحدّيات الساعات الأخيرة ونطلب من الوفود إظهار حسن النية والحضور إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حلّ سلمي»، مؤكداً أنَّ «الساعات المقبلة حاسمة وعلى الأطراف تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة».
ورجّح مسؤولان حكوميّان أن يصل وفد صنعاء اليوم. وقال أحد المسؤولين «ممثّلو حزب صالح والحوثيون اختلقوا مبررات لتأخير وصولهما في الموعد المحدد ومن المنتظر أن يصلوا الكويت» اليوم.
من جهته، قال الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، خلال لقائه بمستشاريه في الرياض، أمس، «ذهبنا إلى السلام لأنّ ذلك هدفنا وغايتنا، وهو ما نسعى إليه على الدوام لحقن الدماء والحفاظ على الأرواح والممتلكات التي استبيحت جراء الانقلاب على الشرعية والتوافق الوطني الذي أجمع عليه مختلف أبناء الشعب».
كذلك، أعرب مجلس الوزراء السعودي، يوم أمس، عن «الأمل في نجاح المشاورات بهدف استكمال الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية للأزمة اليمنية»، بحسب وكالة الأنباء الرسميّة «واس».
وفي دليل إضافي على تعقيدات الوضع اليمني، تجمع أنصار «الحراك الجنوبي» في عدن لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بفصل جنوب البلاد عن شمالها، وعودة اليمن الجنوبي الذي كان دولة مستقلة حتى العام 1990.
وتحت شعار «الاستقلال خيارنا»، تجمّع آلاف الأشخاص في إحدى ساحات عدن، وردّدوا شعارات انفصاليّة، رافعين علم اليمن الجنوبي السابق.
وكالات
إضافة تعليق جديد