أمريكا تنتظر الحسم العسكري لتختم حسمها السياسي وفرنسا تتمنّع
تتوقع الولايات المتحدة أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان في غضون أيام لإنهاء العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ22 والذي خلف حتى الآن أكثر من 800 قتيل.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن وقف إطلاق النار قد يتحقق خلال هذا الأسبوع، مؤكدة أنه لتحقيق ذلك يتعين أن تتوفر شروط معينة أهمها تعزيز سيطرة الحكومة اللبنانية على الجزء الجنوبي من البلاد.
وتأتي تصريحات رايس في وقت تتحرك فيه واشنطن لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار على أن يرتبط ذلك بنشر قوات دولية لتأمين حدود إسرائيل الشمالية.
وقد عقد الرئيس الأميركي جورج بوش اجتماعا بهذا الخصوص يوم الاثنين الماضي في البيت الأبيض لبحث الموقف في لبنان بحضور رايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي.
وتتوقع الخارجية الأميركية صدور قرار من مجلس الأمن خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أن كثفت واشنطن مشاوراتها بهذا الصدد مع إسرائيل والحكومة اللبنانية وباقي الأطراف في المنطقة.
ومن جانبه يتوقع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن تظهر في غضون الأيام القليلة القادمة معالم حل سياسي شامل للأزمة اللبنانية مبني على اتفاق جميع الأطراف بنشر قوة دولية بجنوب لبنان.
في مقابل التحمس الأميركي لنشر قوة دولية في جنوب لبنان، تبدي فرنسا فتورا اتجاهها. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن بلاده ستقاطع اجتماع الدول التي قد تشارك في القوة الدولية المقبلة في لبنان والذي سيعقد يوم الخميس.
وحسب ذلك المصدر فإن فرنسا تعتبر أن هذا الاجتماع سابق لأوانه. وقال مراسل الجزيرة في نيويورك إن فرنسا تبرر موقفها بأنه لا يمكن الحديث عن المشاركة في تلك القوة ما لم يتم تحديد مهامها بشكل دقيق.
وخلافا للولايات المتحدة، تشترط فرنسا إرسال قوة دولية إلى لبنان لفرض وقف لإطلاق النار واتفاق سياسي.
وكان اجتماع الدول التي قد تشارك في هذه القوة وهي نحو أربعين دولة حسب مسؤولي الأمم المتحدة، مقررا في البدء يوم الاثنين ولكنه تأجل إلى الخميس لحصول مختلف الأطراف على إيضاحات بشأن ما تنوي الأمم المتحدة القيام به في لبنان.
وفي تل أبيب تباينت تصريحات المسؤولين بين التركيز على التطورات العسكرية والأبعاد السياسية للأزمة. فيرى شمعون بيريز النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن الحسم العسكري للموقف في جنوب لبنان ما هو إلا مسألة أسابيع وربما أقل.
وأكد بيريز في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع رايس أن إسرائيل ستواصل العملية العسكري ضد لبنان لأسابيع رغم الضغوط الدولية الرامية إلى وقف سريع لإطلاق النار.
في المقابل يقول رئيس الوزراء إيهود أولمرت إنه "يرى بداية لعملية سياسية ستفضي لوقف إطلاق النار على الساحة اللبنانية".
وقال أولمرت إن "العملية خلقت معادلة جديدة في ميزان القوى بين إسرائيل وأعدائها ستقود إلى عملية سياسية تؤدي بدورها إلى وقف لإطلاق النار في إطار ظروف مختلفة تماما عن ذي قبل".
من جهة أخرى أشاد أولمرت بتأييد دول عربية لم يسمها للحرب التي تشنها إسرائيل, وقال إن هذا التأييد ساعد كثيرا.
على صعيد آخر فشل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، لكنهم دعوا إسرائيل وحزب الله إلى وقف ما سموها العمليات العسكرية بين الجانبين.
وقد شهد الاجتماع الطارئ خلافات بشأن إصدار بيان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان. وكانت بريطانيا أكثر الدول اعتراضاً على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار بحجة أنه يجب أن يكون جزءاً من خطة سلام واسعة المدى. وتبنت الموقفَ البريطاني أيضاً ألمانيا وهولندا وجمهورية التشيك.
من جهة أخرى رفض الوزراء الأوروبيون إدراج حزب الله على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية في الوقت الراهن وبرروا ذلك بطبيعة الموقف الحساس في المنطقة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد