أحزاب المعارضة اللبنانية تجتمع غداً لكبح جماح فريق الحكومة
يعتقد اركان في المعارضة ان فاجعة اغتيال الوزير بيار الجميل أعادت تعويم قوى 14 آذار بعدما كانت قد تراجعت إثر انفراط حلقة التشاور واندفاعة المعارضة القوية في الاسبوع الماضي وتحضيرها الجدي للتحرك الشعبي في الشارع لاسقاط الحكومة، فأمسكت الاكثرية بزمام المبادرة مجدداً وعادت للهجوم في خطوة وصفتها المعارضة بانها استغلال لدم الشهيد.
ويقول أحد اركان المعارضة ممن ساهم في التحضير للتحرك الشعبي الذي كان سينفذ خلال الساعات الماضية أن مبدأ التحرك الشعبي ما زال قائماً في ما لو واصلت الاكثرية تنصلها من مشاركة الآخرين لها في السلطة بالحجم الذي تستحقه سياسياً ونيابياً وشعبياً، إلا أن المصدر ذاته يقول إن توقيت التحرك تأجل فقط بسبب الحداد على الوزير الجميل، وربما تتغير بعض التفصيلات المتعلقة بالتحرك. وربما تكون الجريمة حافزاً للأكثرية للمساهمة في البحث عن حل للازمة.
وقد قررت لجنة المتابعة في الاحزاب المعارضة الاجتماع يوم غد الجمعة في مقر ندوة العمل الوطني لمتابعة البحث في الوضع السياسي والخطوات المقبلة للمعارضة، بعدما خصص اجتماعها، امس، للبحث في اتخاذ موقف جامع من جريمة اغتيال الجميل.
وقال الرئيس عمر كرامي: إن جريمة اغتيال الجميل أثارت لدينا جميعاً مشاعر الغضب والحزن، لكن هذا لا يمنع ان لدينا قضية وطنية كبيرة اسمها المشاركة وتطبيق الطائف وميثاق العيش المشترك، وبعد انقضاء فترة الحداد سيعود أركان المعارضة للاجتماع وتنسيق المواقف لتحديد اتجاه التحرك، موضحاً انه كان سيعقد اجتماع، امس، بين اللقاء الوطني وقيادة حزب الله لتحديد كثير من الامور المتعلقة بالتحرك، لكن الجريمة دفعتنا لتأجيل كل شيء أياماً قليلة. وكان بودنا أن نشارك في التشييع لولا الظروف السياسية المعروفة.
أضاف كرامي: نحن يعتصرنا الالم و الحزن على خسارة الأجيال الطالعة وعلى البلد ومصيره، ولكن هذه الازمة تزيدها حدة مواقف حادة مقرونة بتفاهات من أشخاص قلبها ليس على البلد بل على مصالحها، ونحن نكبر في الرئيس أمين الجميل موقفه الحكيم والواعي برغم الفاجعة التي أصابته، وقد تصرف بمسؤولية، لكن بعض القيادات الاخرى في الاكثرية يريدون أخذ البلد الى أماكن خطيرة.
ورد كرامي على اتهامات بعض قيادات الأكثرية للمعارضة بانها تريد نسف المحكمة ذات الطابع الدولي، بالقول: لا يزايد أحد علينا في الموضوع، فما من طرف الا ويريد إنشاء المحكمة، لكن كل ما قلناه إنه يجب درس تفاصيل مشروع المحكمة لمنع الاستغلال السياسي والابتزاز في قضية الرئيس رفيق الحريري، لذلك نقول إننا مستمرون في مطالبنا بالمشاركة وهي أقل الممكن، وإقرار مجلس الامن الدولي لمشروع المحكمة لا يغيّر في الموضوع السياسي الداخلي في شيء. ونحن متمسكون بتأليف حكومة اتحاد وطني، لأن الحكومة الحالية لم تعد شرعية.
وطالب كرامي السلطة أن تتخذ كل التدابير التي تحفظ أمن هذا البلد. ورأى أنه لا يجوز الإسراع في الاتهام لوجود دولة وسلطة وتحقيق، معتبراً ان هناك كثر اً جسمهم لبيس.
وتوقف الرئيس كرامي عند تصريحات رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع حول موضوع الاغتيالات، فقال: إن ما طرحه الدكتور جعجع يبدو أنه ليس من فراغ، فإذا كانت لديه معلومات نأمل أن يضعها في تصرف التحقيق.
بالمقابل، قررت الاكثرية ان تكون مراسم تشييع الوزير الجميل اليوم مناسبة لإجراء استعراض للقوة، وقد بدأت تحشد مؤيديها من كل المناطق وأمنت لهم وسائل النقل الى بيروت من الشمال والجبل والبقاع، في ما بدا سباقاً نحو الشارع مع المعارضة، وقد أفادتها الظروف للنزول قبل المعارضة، لكن الى متى؟
يقول أحد وزراء الاكثرية إن مناخ البلد برغم الجريمة هو مناخ تهدئة وليس سلبية، ويجب ان ننتظر اياماً لتتضح الامور، لان لا مصلحة لاحد في التصعيد والسلبية وإلا طار البلد، وعلينا ان نجرّب كل الطرق للوصول الى حلول. ورجح الوزير أن يعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة اذا وصلت مسودة المحكمة الدولية الى رئاسة الحكومة لدرسها وإقرارها، كما للبحث في جريمة اغتيال الوزير الجميل وإحالتها الى المجلس العدلي.
غاضب المختار
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد