آلام اللاجئين السوريين في المزاد .. " مين يزوّد " ؟
" لاجئون.. والشرف والكرامة عنواننا " عنوان مستفز تبنته " صفحة الثورة السورية " على الفيس بوك ، كاسم لجمعة /5 \4\2013 ، لتجتره من بعدها الصفحات " الثورية " على ما درجت عليه العادة في كل يوم جمعة منذ انطلاقة " الثورة السورية " قبل نحو عامين، ويخطه موظفو كتابة اللوحات في " الثورة " على لافتات لترفع من قبل ما تبقى من السوريين فيما تبقى من مظاهرات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة ، بعد أن تحول الحوار السوري إلى لغة الدم .
ولأن الشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولأن اللاجئين السوريين المعذبين والمنفيين في أصقاع الأرض لا تعنيهم " الفرجة " بقدر ما يعنيهم الأمان ، وكسرة الخبز ، والخرقة التي تستر أجسادهم ، يقوم " إعلام الثورة " بتحويل التشرد والألم والجوع إلى " مناشير إعلامية " تخدمه في حربه ضد النظام السوري .
وعلى الرغم من أن صفحة " الثورة السورية " التي تحظى بأكثر من " 770 " ألف اسم معجب ، تقول أن إختيار أسماء أيام الجمعة يتم بالتصويت على " موقع الثورة السورية " على الفايسبوك ، واعتبارها هذا الأمر نمطا جديدا يعبر الناس فيه عم ارائهم بعد 40 عاماً على الإقصاء ، إلا أن التسميات بالمجمل تكون " واضحة " من خلال الخيارات التي يتم وضعها من قبل " إدارة الصفحة " وطرحها للتصويت.
ويأتي انتقاء تسمية" لاجئون.. والشرف والكرامة عنواننا " في وقت تتحدث فيه وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية عن كوارث حقيقية تهدد نحو مليون و 200 ألف لاجئ سوري أجبروا على مغادرة بلدهم إلى الدول المجاورة، في كل من الأردن، ولبنان، وتركيا، والعراق ، حسب المفوضة العليا للاجئين .
ويعيش اللاجئون السوريون أوضاعاً أقل ما يقال عنها أنها " مزرية " في دول الجوار ، فخبر " وفاة طفل في مخيم الزعتري شمال الأردن " بات خبراً روتينياً فقد حتى أهمية " القيمة الخبرية " فيه ، نتيجة ارتفاع عدد الحالات ، وعدم وجود مساع حقيقية لإيجاد حل حقيقي للمشكلة ، ولا يتفوق على الخبر من حيث التكرار سوى خبر " مواجهات بين اللاجئين السوريين وقوى الأمن في مخيم الزعتري نتيجة سوء الأوضاع المعيشية هناك " .
ونشرت وكالة الأنباء الالمانية تقريرا قبل يومين ، اشتكت فيه المتسولات العراقيات في مدينة الموصل شمال العراق من المنافسة الشرسة التي يواجهنها من طرف المتسولات السوريات، حيث تقول المتسولات العراقيات أن نظيراتهن السوريات يعتمدن على مظهرهن الجميل لاستمالة قلوب العراقيين في الشارع ( بحسب التقرير ) .
ولا يبدو المشهد مختلفاً كثيرا في لبنان ، حيث يعامل معظم السوريين بازدراء من قبل جمهور 14 اذار ، على الرغم من وقوف قادتهم وساستهم مع " الثورة السورية " .
وفي دار الكنانة ، نشرت عدة مواقع مصرية تقاريرا حول معاملة النساء السوريا كـ " سبايا " ، فقد نشره موقع " النهار" المصري ما يلي " فى كل مسجد ينادي المنادي : أي اخ مسلم عايز يتزوج من فتاة سورية يجب ان يحضر فورا .. المهر عدة جنيهات .. والعروس عذراء لم يمسسها انس ولا جان ( .. ) كل المطلوب ان توفر لها مسكن ومأكل وملبس وضرورات الحياة .."
وفي تركيا ، يعاني اللاجئون السوريون من سوء الأوضاع المعيشية والخدمية ، وعلى الرغم من الطوق الأمني الذي تفرضه " الجاندرما التركية " على المخيم ، ومحاولة التعتيم على الأخبار هناك ، إلا أن الكثير من التقارير تحدثت حالات حمل تعرضت لها نازحات سوريات نتيجة تعرضهن للاغتصاب هناك.
وعلى مستوى الدول ، تحول اللاجئون السوريون إلى مواد للمتاجرة وذريعة " للشحادة " ، فمسؤولي الدول المجاورة لسوريا ما انفكوا يشتكون من العبء الذي سببه تدفق اللاجئين إلى ديارهم ، ويطلبون مساعدات مادية وإغاثية ، لمنع تدهور الأوضاع لديهم ، في الوقت الذي يعيش فيه اللاجئون أسوأ ما يمكن أن يعيشه الإنسان ، في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة ، دون النظر إلى الصفة اللاحقة " الشريفة ، الكريمة ، اللائقة " .
يعيش اللاجئون السوريون غصة " النكران " من قبل الدول التي يعيشون فيها ، فالسوريون اللذين استقبلوا أكثر من مليوني لاجئ عراقي إبان العدوان على العراق ، وأكثر من مليون لاجئ لبناني في حرب تموز ، في بيوتهم لا في مخيمات ، هم أنفسهم من ضاقت الدول بـ 200 الف منهم في الأردن مثلاً .
ويزيد من ألم اللاجئين أن الدول التي تدعم " الثورة السورية " وتنفق ملايين الدولارات في تسليح المعارضة السورية ، ، وتعد بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد ، وتوجه رؤوس المعارضة التابعين لها ، تعجز عن تأمين حياة خليب لأطفالهم في المخيمات ، أو منع البرد من قتل أطفالهم ، الأمر الذي يجعلهم في شك حول أن جوعهم وتشردهم والامهم ليست إلا ورقة سياسية بيد هذه الدول ، وأتباعها من المعارضة السورية .
لطالما اتهمت المعارضة السورية النظام السوري بأنه تاجر بمصائر الناس عبر " الشعاراتية " و" التطبيل والتزمير " لكم يبدو أنها نفسها استعملت ذات السلاح ، في حربها مع النظام ، قي الوقت الذي يدرك فيه اللاجئون السوريون أن " والشرف والكرامة " ليستا عنوان، لأن الأمر لا يعنيهم ، فالشرف والكرامة يكونان باحترام الحياة ، وحق الحياة ، وألا تكون جراحاتهم مادة للمزاودة بين النظام ، والمعارضة .
وتتمنى " الصفحات الثورية " في جمعة " " لاجئون.. والشرف والكرامة عنواننا " ، ألا يتذكر اللاجئون السوريون ما قاله المدعو " غسان جاموس " وهو الناطق باسم " الجيش الحر " في مخيم الزعتري الأردني لوكالة أسشيوتيتدبرس برس قبل أقل من شهر في تقرير حول " الدعارة في مخيم الزعتري " ، حيث قال حرفيا " أن النساء السوريات يمارسن الدعارة لأنهن يرغبن بذلك أو اعتدن على ذلك، وليس من أجل المال، أو من أجل أسرهن الفقيرة".
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد